ساركوزي: عندما يقرر القذافي الرحيل فسننظر في أمر مقعده على الطائرة

دعا إلى تشديد العقوبات على المسؤولين السوريين

TT

وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطاب الرئيس الأميركي أوباما عن قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 بـ«الكلام الشجاع» واعتبر تحقيق المصالحة الفلسطينية «خبرا سعيدا».

وندد ساركوزي في مؤتمر صحافي عصر أمس، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، بـ«التناقض» الذي يقع فيه من رفضوا الحوار مع الفلسطينيين بحجة أنهم منقسمون، وهم يرفضون الحوار معهم اليوم «لأنهم تصالحوا»، في إشارة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي خير الرئيس محمود عباس بين التصالح مع حماس أو السلام مع إسرائيل.

غير أن الرئيس الفرنسي الذي أفاد بأن وزير خارجيته ألان جوبيه سيتوجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع القادم، طالب الفلسطينيين بتوضيح موقفهم بشأن المصالحة وأن يقولوا ما إذا كانت تعني «التنكر لحق إسرائيل في العيش بسلام»، في إشارة إلى تأثير دخول حماس إلى حكومة وحدة وطنية على سياسة الرئاسة الفلسطينية وموقفها من موضوع السلام.

وإذ أكد ساركوزي أن بقاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من غير حل يعني أن «الزمن يلعب لصالح الإرهاب والإرهابيين»، كشف عن عزم باريس القيام بمبادرات للسلام. لكنه امتنع عن تأكيد انعقاد مؤتمر باريس لدعم قيام الدولة الفلسطينية الذي قيل سابقا إنه سيلتئم في شهر يونيو (حزيران) القادم، داعيا إلى انتظار عودة جوبيه من جولته الشرق أوسطية.

وتريد فرنسا ومعها الفلسطينيون أن يكون للمؤتمر «محتوى سياسي» وليس أن تنحصر مهمته في تقرير المساعدات والقروض للسلطة الفلسطينية. غير أن هذا التوجه تعارضه إسرائيل وتتجاهله واشنطن. ولذا، فإن ساركوزي حرص على تأكيد أن للاتحاد الأوروبي وروسيا دورا في عملية السلام كما للأميركيين دور فيها.

وفي الشأن الليبي، حث ساركوزي العقيد معمر القذافي على الرحيل، معتبرا أنه «عندما يقبل مبدأ الرحيل فسنرى بعدها المكان الذي يمكن أن يتوجه إليه»، أو «المقعد الذي سيحتله في الطائرة». وأيد ساركوزي حكومة ليبية جديدة تضم جميع مكونات الشعب الليبي بما فيها أنصار نظام القذافي، لكن بـ«شرط ألا تكون أيديهم ملطخة بالدماء»، غير أن باريس لا تؤمن كثيرا بأن القذافي سيترك السلطة من نفسه بل تعتقد أن الحل الوحيد هو «تكثيف العمليات الحربية». ووفق الرئيس الفرنسي، فإن قوات الثوار «تحقق تقدما ميدانيا».

وإذ اعترف ساركوزي بوجود اختلافات في الرأي والتحليل بين روسيا والغرب بشأن الملف الليبي، ونوه بوحدة الموقف والهدف والوسائل مع بريطانيا، فإنه شكر الرئيس ميدفيديف لموقفه في مجلس الأمن، حيث أتاح امتناع روسيا عن التصويت واستخدام حق الفيتو في تبني القرار 1973 الذي فتح المجال أمام اللجوء إلى القوة ضد كتائب العقيد القذافي.

وبخصوص سوريا، نفى الرئيس الفرنسي أن تكون هناك رغبة للتدخل، نافيا في الوقت عينه أن تكون الأسرة الدولية «تكيل بمكيالين»، في إشارة إلى الانتقادات التي توجه للتردد بالتدخل في سوريا وبالإسراع للتدخل العسكري في ليبيا.