ارتياح عارم في غزة في أعقاب التسهيلات المصرية على عمل المعبر

وكيل وزارة خارجية المقالة: ما زالت هناك قيود أمنية على سفر عدد غير قليل من الغزيين

TT

يعد سليم هداف، الساعات والدقائق في انتظار حلول يوم غد السبت، موعد افتتاح معبر رفح بشكل دائم باستثناء عطلة آخر الأسبوع والعطلات الرسمية، وفق الترتيب الجديد الذي أعلنت عنه الحكومة المصرية أول من أمس ويلغي الكثير من القيود التي كانت مفروضة على تحركات الفلسطينيين عبر هذا المنفذ الذي يعد الوحيد الذي يربط أهالي قطاع غزة مع بقية العالم.

وقال سليم، الذي يقطن مدينة دير البلح، وسط القطاع، لـ«الشرق الأوسط» إنه حاول خلال العام الماضي الدخول إلى مصر عشر مرات لاستكمال إجراءات التحضير للدكتوراه في القاهرة، لكن السلطات المصرية كانت في كل مرة ترفض السماح له بالدخول. ويشير سليم إلى أنه حاول خلال هذه الفترة التوجه للكثير من الشخصيات والمسؤولين الفلسطينيين ليتولوا تنسيق دخوله لمصر بشكل خاص، كما يحدث في بعض الأحيان، لكن هذه الجهود باءت بالفشل.

ولا يخفي سليم شعوره بالرضا العارم إزاء الأخبار الجديدة حيث إنه سيكون بإمكانه دخول المعبر هذه المرة دون الحاجة إلى تنسيق خاص، لأنه قد تجاوز الأربعين عاما.

ويشعر جمال زريعات، من المنطقة الوسطى من القطاع، أيضا بفرحة عارمة، فأخيرا سيتمكن من مرافقة شقيقه أشرف، مريض الكلى، الذي تقرر أن يتوجه إلى باكستان لإجراء عملية زراعة كلية هناك، بعد أن أصيب بفشل كلوي حاد. وقال جمال لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات المصرية كانت تسمح لشقيقه بالمرور من دونه، وهو ما جعل أمر سفره مستحيلا، حيث إن أشرف يحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويعتني به أثناء وبعد إجراء العملية.

أما سليمان عيسى، الذي يقطن مخيم النصيرات، وسط القطاع، فيرى أن فتح المعبر بشكل اعتيادي تطور «عظيم ينهي صفحة من صفحات الحصار».

وهناك سبب خاص يجعل سليمان يشعر بالارتياح لهذا التطور، حيث إن نجله خالد يدرس في إحدى الجامعات المصرية، وهو يرى إنه ابتداء من يوم السبت القادم سيكون بوسعه ووسع زوجته زيارة ابنهما بانتظام.

لقد تحول الإعلان المصري عن إدخال التسهيلات الكبيرة على عمل معبر رفح إلى حديث الساعة في قطاع غزة، وذلك لأن مصالح الكثير الغزيين مرتبطة بالحركة من وإلى المعبر. من ناحيته اعتبر وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة غازي حمد، أن السفر من معبر رفح، ابتداء من غد السبت «سيشهد نقلة نوعية نتيجة القرار المصري بفتحه بشكل دائم وإجراء تسهيلات على حركة المسافرين عبره». وفي تصريحات نقلتها عنه، إذاعة «صوت الأقصى» أمس، قال حمد إن آلية السفر من خلال المعبر ستشهد تغييرا جذريا، بحيث لم يعد هناك حاجة للانتظار والتسجيل من أجل السفر كما كان في السابق، موضحا أنه لن يكون هناك سقف محدود لعدد المسافرين، متوقعا «سفرا سهلا وسلسا» ابتداء من يوم غد. وأشار حمد إلى أن أبرز التسهيلات التي أدخلتها مصر على عمل المعبر تتمثل في فتح المعبر من الساعة 9 صباحا حتى الساعة الخامسة والنصف مساء، وسفر الرجال فوق سن الأربعين وما دون سن 18 عاما، إضافة لكافة النساء، دون الحاجة لتنسيق مسبق أو تأشيرة، بالإضافة لأصحاب الإقامات الخارجية والمستثمرين والمرضى والطلبة، مع ضرورة إظهار الأوراق الثبوتية لذلك، مثل قيد جامعي للطلبة.

واستثنى حمد من هذه الفئة، ما يطلق عليهم فئة «الممنوعين»، مبينا أن السلطات المصرية وعدت بتنقية هذه الأسماء لتخفيف القيود. وأشار إلى أن السلطات المصرية لن تقوم بترحيل المواطنين القادمين لمصر من الدول الخارجية، وسيتم منحهم حق البقاء في مصر، ثم الانتقال للمعبر بمحض إرادتهم. وأوضح أن سفر جميع الأشخاص والفئات سيتطلب جواز سفر، والعودة ستكون بجواز السفر والهوية. واستدرك قائلا: «إن المشكلة المستمرة حتى اللحظة ولم تحل بعد، هي القيود الأمنية التي تمنع سفر عدد غير قليل من المواطنين، ولكن تلقينا وعودا بحلها».

وتباينت ردود الأفعال الإسرائيلية على القرار المصري وبين التهديد بمنع فتحه واعتباره تهديدا للاستراتيجية الأمنية وبين مرحب يرى في القرار رفعا للضغط عن إسرائيل. فنقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير التعاون الإقليم قوله إن «هذا التطور الخطير قد يسمح بدخول الأسلحة والمتفجرات وتنظيم القاعدة إلى قطاع غزة».

ونسبت إلى مصدر أمني إسرائيلي قوله إن قرار مصر فتح معبر رفح بشكل دائم فاجأ إسرائيل ولا يمكن أن تسمح به.

لكن مصادر أمنية أخرى ذكرت قالت لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن فتح المعبر سيجدي نفعا لإسرائيل.