شالوم: ما طرحه نتنياهو في واشنطن لا يعبر عن برنامج الليكود

في ظل حملة استيطانية بالقدس.. أحد قادة المستوطنين: رئيس الحكومة يعرف أنه يكذب

فلسطينيون ينتظرون دورهم لعبور منفذ رفح الى الاراضي المصرية بعد يوم من قرار مصر فتح المعبر بشكل دائم، امس (ا. ف. ب)
TT

مع عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تل أبيب من زيارته لواشنطن، الليلة قبل الماضية، واجهه رفاقه في حزب الليكود ومعسكر اليمين بسلسلة تصريحات وأفعال تكشف حقيقة موقفه الرفضي. فقال نائبه، وزير التعاون الإقليمي سلفان شالوم، إن ما طرحه في واشنطن من حديث عن تنازلات يتناقض مع برنامج الليكود. وقال رئيس لجنة المستوطنات بيني كاتسوفر، إن «نتنياهو يعرف أنه يكذب». وأقدم وزير الداخلية في حكومته، إيلي يشاي، على توسيع مساحة القدس لغرض تكثيف الاستيطان في المدينة.

وكان نتنياهو قد أعلن حال هبوط من طائرته أن الزيارة كانت مهمة للغاية. وقال: «لقد وجدت خلالها تأييدا أميركيا واسعا للمطالب الإسرائيلية الأساسية وفي مقدمتها الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، والحاجة لترسيم حدود آمنة، وفك الارتباط الفلسطيني بحركة حماس». وأضاف: «عرضت في الولايات المتحدة خطة سياسية واسعة يتوحد وراءها معظم الشعب الإسرائيلي. وحان الوقت بأن تتوحد كل الأحزاب الصهيونية حول هذه المبادئ، وآن الأوان أن تعترف السلطة الفلسطينية بالمطالب الإسرائيلية العادلة».

وخلال إلقائه كلمته في مطار بن غوريون، كان وزراؤه من حزب الليكود وغيره، ومنهم وزير التربية والتعليم جدعون ساعر، ووزير البيئة جلعاد إردان، ووزير الداخلية إيلي يشاي، ورئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) رؤوفين ريفيلين، ورئيس بلدية القدس الغربية نير بركات، يشاركون في حفل تدشين مستوطنة جديدة في حي راس العامود في القدس الشرقية المحتلة، أطلقوا عليها اسم «معاليه زيتيم»، وتطل مباشرة على الحرم القدسي الشريف وستضم نحو مائة أسرة يهودية.

وكانت هذه الأرض قد نهبت وفقا لصفقة بيع دفع ثمنها كاملا المتمول الأميركي اليهودي إسرائيل مسكوفيتش، المعروف بتمويل عشرات مشاريع التهويد في القدس العربية المحتلة. وقد تمكن من الاستيلاء على مساحات واسعة من المدينة.

وخلال الحفل، أعلن وزير الداخلية يشاي، عن ضم 290 دونما إضافية من أراضي الضفة الغربية لمنطقة نفوذ بلدية القدس الغربية. والمناطق المضمومة تقع في محيط مستوطنة «كيبوتس رمات راحيل»، جنوب القدس. ولم يخف يشاي أن هدف هذه الخطوة هو إقامة مستوطنة جديدة في القدس ستشمل 1600 وحدة استيطانية جديدة.

وقال وزير شؤون القدس السابق في الحكومة الفلسطينية خالد أبو عرفة، في بيان صحافي إن «تدشين المستوطنة في الحي العربي الفلسطيني (رأس العامود) بمشاركة هذا الحشد من الوزراء والمسؤولين يدل على منهجية الدولة العبرية في الاعتداء على المقدسيين ومقدساتهم». وأضاف أن اختيار «حي راس العامود المشرف على المسجد الأقصى من الناحية الشرقية الجنوبية وعلى مسافة 500 متر هوائي منه، يدل على مخطط الاحتلال الساعي إلى خنق المسجد الأقصى وعزله عن الأحياء العربية المحيطة به؛ فمن الناحية الغربية حيث (البلدة القديمة) زرع الاحتلال 80 بؤرة استيطانية. ومن الناحية الجنوبية حيث (وادي حلوة وسلوان) زرع الاحتلال 30 بؤرة استيطانية، ويسعى إلى هدم (حي البستان) بأكمله وإقامة حديقة توراتية استيطانية بغرض تعزيز استيطان اليهود على الأرض».

ومن الناحية الشرقية الجنوبية، على مقربة من جبل المكبر، زرع الاحتلال مستوطنة «منوف تسيون»، وكذلك مستوطنة «معالية ديفيد» التي من المتوقع أن تفتتح خلال العامين المقبلين. ومن الناحية الشرقية الشمالية حيث الأحياء الفلسطينية؛ وادي الجوز والشيخ جراح والعيسوية، زرع الاحتلال ولا يزال يزرع البؤرة تلوة الأخرى، بدءا بمستوطنة الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، والعديد من مباني الحكومة الإسرائيلية والوحدات الاستيطانية.

ويربط المراقبون في إسرائيل بين هذه الهجمة الاستيطانية وبين خطابات نتنياهو في واشنطن، حيث إنه على علم بكل هذه المشاريع ويباركها ويمول القسم الأكبر منها. والأمر الجديد هو أنه يستمد التشجيع على هذه الحملة، من الاستقبال الحار الذي حظي به في الكونغرس الأميركي.وقال رئيس لجنة المستوطنات في منطقة نابلس بيني كاتسوفر، إن «خطاب نتنياهو هو انزلاق في منحدر عميق، لا يبشر بالخير. ومع أن تصريحاته بالتخلي عن بعض المستوطنات وعن فتح الطريق أمام (تسوية إبداعية لقضية القدس)، تعتبر جديدة ومثيرة للقلق، فإنني لست قلقا. نتنياهو يعرف جيدا أنه بذلك لا يقول الحقيقة. إنه ببساطة يكذب علينا وعلى الأميركيين وعلى العالم».

وقال نائب نتنياهو، وزير التعاون الإقليمي سلفان شالوم، إن تصريحات نتنياهو مقلقة كونها لا تعبر عن برنامج الليكود السياسي.