أكبر استعراض لـ«جيش المهدي» في بغداد ضد تمديد الوجود العسكري الأميركي

التيار الصدري يهدد مجددا باستئناف العمل العسكري إذا لم يتم الانسحاب

نساء من أتباع مقتدى الصدر يشاركن في استعراض «جيش المهدي» في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ب)
TT

بمشاركة عشرات الآلاف من أنصار التيار الصدري في بغداد والمحافظات القريبة، وبإشراف مباشر من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي قدم من مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) نظم الصدريون أكبر استعراض لـ«جيش المهدي»، وذلك في مدينة الصدر، شرق بغداد، أمس.

وفي بداية الاستعراض، وصل موكب كبير يشمل نحو 40 سيارة دفع رباعي، نزل منها عشرات الجنود الملثمين، فعلت هتافات: «نعم، نعم، للسيد القائد»، إلا أنه لم يتضح حينها ما إذا كان مقتدى الصدر داخل إحدى هذه السيارات أم لا. ولكن مسؤولا في مكتب إعلام التيار الصدري في النجف، قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بسبب كثرة الحشود التي قدرها بنحو مائة ألف، «لم يتمكن السيد مقتدى الصدر من الوصول إلى المنصة، مما دفعه إلى المغادرة».

وفي السياق نفسه، فإنه لم يلاحظ كذلك أي وجود للقوات الأميركية خلال فترة الصباح في شوارع العاصمة، ولم تشارك المروحيات الأميركية في التحليق فوق المتظاهرين، في حين تكفلت المروحيات العراقية بذلك.

وردد المتظاهرون، وهم يرتدون ملابس رُسم عليها العلم العراقي، شعارات مثل «نعم، نعم، يا زهراء» و«نعم، نعم، للإسلام» و«نعم، نعم، للعراق» و«لبيك، لبيك، يا مهدي»، وارتدى المشاركون، الذين كانوا يدوسون على أعلام الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وهم يمرون أمام ثلاث منصات متلاصقة جلس فيها ضيوف، غالبيتهم من رجال الدين والعشائر، قمصانا موحدة، عليها علم العراق، وسراويل سوداء، ووضعوا على رؤوسهم قبعات كتب عليها «أنا عراقي».

ورفع هؤلاء، الذين قسموا إلى مجموعات عدة، بينها طلاب مدارس دينية ورجال عشائر وأطفال، أعلام العراق، ولافتات كتب على بعضها «الشعب يريد إخراج الاحتلال». كما شارك في الاستعراض الذي نظم في ذكرى ولادة فاطمة الزهراء مجموعات نسائية صغيرة ارتدت المشاركات فيها ملابس سوداء، وغطين وجوههن بالكامل. وكان لكل مجموعة قائد يقوم بتشجيع أعضاء فرقته عبر وصفهم بـ«الأبطال» وأبناء «السيد القائد»، في إشارة إلى مقتدى الصدر، بينما كانت مكبرات الصوت تصدح بالأناشيد المخصصة للإعلان عن «رفض الاحتلال والشيطان».

وقال الشيخ عودة الفرطوسي (58 عاما) في منصة الضيوف: «هذه رسالة نوجهها إلى العالم الإسلامي؛ بأننا لا نقبل الاحتلال، وأن مقاومتنا ثقافية ودينية وستعود عسكرية، إذا لزم الأمر».

ومن المقرر أن تغادر القوات الأميركية، وعددها نحو 47 ألف عسكري، العراق، آخر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. إلا أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، فتح الباب أمام إمكانية بقاء هذه القوات، بعدما أعلن في 11 مايو (أيار) أنه سيجتمع بالكتل السياسية لتحديد الموقف من إمكانية الطلب من القوات الأميركية الموجودة في البلاد منذ عام 2003 تمديد فترة بقائها.

ولكن مقتدى الصدر هدد في أبريل (نيسان) الماضي برفع تجميد جيش المهدي إذا لم تنسحب القوات الأميركية في الموعد المحدد، بعدما جمد أنشطته في أغسطس (آب) 2008، إثر مواجهات دامية مع القوات الأمنية العراقية.