واشنطن: مواجهات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول الميزانية المثيرة للجدل

مع صعود نجم ريان صاحب اقتراح خصخصة برنامجي الضمان الاجتماعي والصحي

TT

بينما زادت المواجهة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول تخفيض العجز في الميزانية السنوية، وتخفيض مديونية الحكومة التي وصلت إلى خمسة عشر تريليون دولار، صعد نجم بول رايان (جمهوري من ولاية ويسكونسون)، رئيس لجنة الميزانية في مجلس النواب، وصاحب اقتراح خصخصة برنامجي الضمان الاجتماعي والضمان الصحي.

ورغم أن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ أسقط أمس خطة ريان، خاصة لأنه يتمتع بالأغلبية، صوت معها أغلبية الشيوخ الجمهوريين. وقال مراقبون في واشنطن إن مجرد تصويت أغلبية الشيوخ الجمهوريين مع خطة ريان يعتبر نجاحا لريان. وذلك لسببين:

أولا: لأن ريان ينتمي إلى الجناح اليميني الذي زاد نفوذه داخل الحزب بعد انتخابات السنة الماضية.

ثانيا: لأن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب، بعد انتخابات السنة الماضية، تعطي ريان فرصة تاريخية لإجازة خطته، أو جزء منها.

في نفس الوقت، واجهت خطة ريان انتكاسة عندما فقد الحزب الجمهوري دائرة انتخابية في ولاية نيويورك، وكانت مضمونة لسنوات للحزب الجمهوري.

وقال مراقبون في واشنطن إن فقدان الدائرة يمكن أن يكون إنذارا لقادة الحزب الجمهوري، يمينيين ومعتدلين، بأن الحزب سوف يفقد دوائر كثيرة في انتخابات السنة القادمة. وذلك لأن الاستفتاءات أوضحت أن أغلبية الشعب الأميركي تعارض خصخصة برنامجي الضمان الاجتماعي والضمان الصحي.

غير أن قادة في الحزب الجمهوري، من الجناحين، شنوا هجوما عنيفا على قادة الحزب الديمقراطي، وقالوا إنهم تعمدوا التصويت على خطة ريان في مجلس الشيوخ وهم يعرفون أنها ستسقط، لأنهم يملكون أغلبية فيه. وأنهم يريدون إحراج الحزب الجمهوري أمام الشعب الأميركي بسبب عدم شعبية خطة ريان.

وأمس، قال جو سكاربورو، عضو سابق في مجلس النواب من الحزب الجمهوري: «الرئيس أوباما، وقادة حزبه في الكونغرس، يريدون في وقاحة وبطريقة غوغائية تشويه صورة برنامج الرعاية الصحية، وتشويه موقف الحزب الجمهوري منه».

وقال مراقبون في واشنطن إن تصويت أمس في مجلس الشيوخ بإسقاط خطة ريان يعتبر انتصارا للرئيس أوباما ولقادة الحزب الديمقراطي، رغم اتهامات قادة الحزب الجمهوري.

وأمس بعد التصويت في مجلس الشيوخ، كرر ريان خطته، وقال إنها «خطة تضع في الاعتبار مصالح الشعب الأميركي على المدى البعيد». واتهم قادة الحزب الديمقراطي بأنهم يريدون «سيطرة الحكومة على حقوق المواطنين الأميركيين في إدارة شؤونهم الخاصة، سواء في المجال الصحي أو الاجتماعي». وقال: «نحن لا نريد للحكومة أن تسيطر على الاقتصاد مثلما يحدث في الدول الأوروبية الاشتراكية».

في نفس الوقت، زاد نشاط الديمقراطيين لكسب مزيد من الشعب الأميركي ضد خطة ريان. وظهر إعلان فيديو في التلفزيون فيه شخص يشبه ريان وهو يقود امرأة مسنة على كرسي عجلات، ويتحدث عن «محاسن» خطته، ثم يقود الكرسي والعجوز حتى يقعا على حافة هاوية سحيقة.

وقالت كاثي هوشول، التي فازت باسم الحزب الديمقراطي في دائرة نيويورك التي كانت مضمونة للحزب الجمهوري: «دائرة بعد دائرة، ومقعد بعد مقعد، سوف نكسب أغلبية للحزب الديمقراطي في مجلس النواب في انتخابات السنة القادمة. وسوف نرسل ريان وخطته الظالمة إلى مقبرة التاريخ».