كيم جونغ إيل يؤيد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي

يعود لوطنه محملا بأفكار جديدة لحملته لجعل كوريا الشمالية أكثر ثراء

TT

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، خلال زيارته الرسمية إلى الصين، أنه يؤيد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، كما ذكرت الصحافة الرسمية الصينية أمس. وقال كيم جونغ إيل في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي «نأمل في تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية، ونؤيد الهدف القاضي بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، وندعو إلى الإسراع في استئناف المفاوضات السداسية».

وكانت قد جاءت الزيارة السرية الطويلة التي قام بها الرئيس الكوري الشمالي كيم إيل إلى الصين والتي بدأت قبل 7 أيام لتثير الكثير من التكهنات حول أنشطة الزعيم الكوري الشمالي وأهدافه من هذه الزيارة للحليف الوحيد لبلاده.

زار كيم في الصين مصنعين متخصصين في التكنولوجيا المتقدمة، وقد أنعشت رحلته إلى الصين ومتابعة إصلاحاتها الاقتصادية الناجحة التوقعات بأن يحاول أن يسير على خطى بكين عقب عودته إلى عاصمة بلاده بيونغ يانغ.

وليس على العالم أن يحبس أنفاسه ترقبا لإصلاحات جذرية كاسحة في النظام الكوري الشمالي، غير أن قيام كيم جونج إيل بثلاث زيارات للصين خلال 12 شهرا فقط يمكن أن يفتح الباب أمام تحولات في نظام الاقتصاد المخطط الذي تتبناه كوريا الشمالية، ذات النظام السياسي الشيوعي، بحسب جين هوالين، خبير شؤون الاقتصاد الكوري الشمالي بجامعة يانبيان.

وقال جين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من مقر إقامته في مدينة يانبيان الصينية على الحدود مع كوريا الشمالية، «أعتقد أن تغييرات ستحدث بالتأكيد في كوريا الشمالية.. لأن كل واحدة من هذه الزيارات الثلاث تمثل خطوة في عملية (تطبيق إصلاحات)».

وكان قد غادر القطار المدرع لكيم بكين بعد الظهيرة أمس وسط إجراءات أمنية مشددة أصبحت السمة البارزة لزيارته من شمال شرقي الصين إلى إقليم جيانغسو بشرق البلاد ثم إلى بكين وربما يكون الهدف هو عقد اجتماع مع زعماء صينيين. وكانت تلك ثالث رحلة يقوم بها كيم إلى أكبر اقتصاد في آسيا خلال ما يزيد قليلا على عام وتتضمن التوقف في محطات ربما تعطي دروسا لاقتصاده المتداعي والذي يتسم بالمركزية الشديدة.

وربما يعود كيم لوطنه محملا بأفكار جديدة لحملته لجعل كوريا الشمالية أكثر ثراء لكن الخبراء لا يتوقعون تسارعا مفاجئا في الإصلاحات إذ إن زياراته الكثيرة السابقة إلى الصين لم تسفر عن هذه النتيجة. لكن سكوت سنايدر وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية بمؤسسة آسيا ومقرها واشنطن قال إن زيارة كيم إلى الصين في أغسطس (آب) ولدت «انطباعا بأن الصينيين يحاولون الضغط أكثر على الكوريين الشماليين للتحرك في اتجاه اتخاذ أنواع معينة من الإصلاحات الاقتصادية».

واستغلت بكين زيارة كيم في حثه على العودة إلى المفاوضات التي تهدف إلى إنهاء برنامج الأسلحة النووية الخاص به. وأثارت كوريا الشمالية قلق المنطقة بتجربتين نوويتين في 2006 و2009 أدت إلى فرض عقوبات من الأمم المتحدة وأيدتها الصين في ذلك الوقت.

وفي الماضي كان كيم نادرا ما يسافر خارج البلاد ثم بدأ يسافر مستخدما فقط قطاره الشخصي ويعتقد أنه يخاف من ركوب الطائرات. وقال سنايدر «العامل الوحيد هو أن كوريا الشمالية، خاصة القيادة، متعطشة للمال، والصين هي المصدر الوحيد الممكن للمال».