قلعة رجل تحت الحصار.. مهددة بقانون مقاطعة لوس أنجليس للبناء

استخدمته مجلة «غليمور» مؤخرا كأحد أماكن تصويرها لأزياء الموضة

TT

أرض المفاوضات والمساحات الشاسعة هي ما جذبت آلان كمبل فاهي إلى آكتون، لبناء منزل متواضع على قطعة صحراوية في الموقع الذي طالما بحث عنه. لكن فاهي أراد التوسع، لذا بدأ في البناء والبناء ثم البناء.

قام فاهي ببناء حظيرة ثم انتقل إليها، ثم قام بمقايضة دراجته النارية مقابل مقطورة وقام بطلائها لتبدو مثل عربة سكة حديدية، ثم استبدل بعض الممتلكات الأخرى شاحنة محملة بالصخور ومصعد عمال بطول 60 قدما. بعد ذلك قام بغرس 108 أعمدة لعشرة أقدام في أرض وادي الظباء الصلبة. جاء بعد ذلك دور الألواح الصلبة المعززة. وبدأ البرج الضخم في الزحف إلى أعلى، وظهر جناح من البرج ثم آخر.

وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود، كان فاهي (59 عاما) عامل اتصالات متقاعدا، لا يزال يعمل في البيت الممتد على مساحة 20.000 قدم مربع والمكون من مجموعة مترابطة من المباني، والذي يسميه فونهنغي ويست، ولم يتوقف إلا عندما أجبر على ذلك.

يبعد المنزل، الذي يقع على مساحة 1.7 هكتار من الأراضي، بعيدا عن الطريق الرئيس ويتوارى نوعا ما خلف أشجار الكافور والعرعر. ويؤدي إلى المنزل طريق ترابي، ويستخدم فاهي عربة بمحرك للتنقل بين المباني، أما أقرب جيرانه فهو على بعد 100 قدم.

يتألف منزل فاهي من مزيج من المباني الحمراء، ويبلغ ارتفاع المنزل حاليا 70 قدما فوق أشجار الفلفل وهو مزين بالنوافذ الزجاجية التي استوردها من إيطاليا ويهبط درج معدني ملتو مستوحى من التصميم الفرنسي من مخزن الحبوب المرتفع إلى الأرض. وتربط الجسور والسلالم بين مباني المنزل.

يعتبر المنزل معلما يستقطب الكثيرين، فيأتي الأفراد من جميع أنحاء الولايات المتحدة لالتقاط الصور فيه. وقد استخدمته مجلة «غليمور» مؤخرا البرج كأحد أماكن تصويرها لأزياء الموضة. ويأمل فاهي في أن يصبح المنزل في يوم من الأيام معلما تاريخيا، وأن يعيد علماء الآثار اكتشافه كما هو الحال مع حجارة ستونهنغ الإنجليزية. لكن من قاموا ببناء ستونهنغ لم يشعروا بالقلق إزاء قوانين البناء.

فمنفذو قانون مقاطعة لوس أنجليس يطالبون الآن بهدم منزل فاهي بسبب عدد من المخالفات لقوانين البناء الحريق، وقد اتهم محامي المنطقة فاهي بأربع عشرة تهمة جنائية بسبب الصيانة والملكية غير المسموح بها والاستخدام غير القانوني للأراضي والتعديات التي يمكن أن تتسبب في سجنه ما يزيد على سبع سنوات. لكن فاهي رفض تسوية القضية، ومن المتوقع أن تبدأ لجنة محلفين صغرى النظر فيها يوم الخميس في لانكستر.

أطلقت المعركة على فونيهنغي مشاعر قوية في وادي الظباء، فالصحراء شاسعة وممتدة، وتوفر أماكن صالحة للبناء بأسعار معقولة نسبيا. ويرى الكثير من السكان أنها نوع من الحدود الحديثة. وقد انتقلوا إلى هذا للهرب من قيود حياة الحضر، كما أنهم يرفضون ما يعتبرونه القيود والتشريعات الاستبدادية.

وتم الاستشهاد بسائقي الشاحنات الذين يحتفظون بشاحنات كبيرة في باحاتهم. فيما واجه سكان آخرون غرامات كبيرة على تخزين حاويات بضائع في ممتلكاتهم أو الاحتفاظ بالكثير من الماشية. وتغص مدونات ومنتديات السكان المحليين بالكثير من الشكاوى التي يتعامل معها وكلاء تنفيذ القانون بعدوانية شديدة.

لكن ربما لا تكون أي من الانتهاكات الخاصة بالقانون منطبقة لفاهي، الذي لقي سيلا من الدعم من الأفراد الذين يشاركونه تحديه لتنفيذ القانون.

فانطلقت على «فيس بوك» صفحة بعنوان «أنقذوا فونهنغي ويست» ولها ما يقرب من 300 متابع. وهناك حركة وطنية تأسست تحت عنوان «اغربوا عن وجوهنا» والتي تقاوم تنفيذ القانون ويقولون إن مهمتهم القضاء على انتهاكات وعنف وعدوانية وعدم قانونية وعدم دستورية ممارسات تنفيذ القانون، تدعم هي الأخرى فاهي في معركته. ويرى مؤيدو فاهي أن فونهنغي عجيبة معمارية، بل إنه عمل فني.

فيقول ديفيد لويس، الناشط المحلي في إصلاح تنفيذ القانون: «هذا مكان فريد، وغالبية الأماكن هنا التي تقع ضمن نطاق ممارسات تنفيذ القانون غير لافتة للنظر. وأحيانا ما تكون شيئا يلفت نظر العامة الذين يدفعهم جماله إلى زيارته، وأحيانا ما يكون متميزا بشكل خاص ينبغي ألا يزال على الإطلاق».

عمل فاهي في منزله هذا الذي دعاه مشروعة دون كلل كما يفعل البناءون. وكان سيمون روديا، الذي بنى أبراج واتس على مدى أكثر من 30 عاما بدءا من عام 1921. ويقول فاهي إنه معجب إلى بعيد بوجهة نظر روديا ويرى نفسه في الإطار نفسه.

ويرى بيل غويلد، رئيس مجلس مدينة ليتل روك في وادي الظباء، إن ابتكار فاهي يفوق في سحره أبراج واتس «ولو ترك المنزل على حاله لأصبح معلما سياحيا بارزا».

لكن مسؤولي المقاطعة يقولون إن فونهنغي ويست يمثل جملة من الانتهاكات وإن بعض الجيران شكوا من أن ذلك يمثل منظرا مؤذيا للعين.

ويشدد توني بيل، المتحدث باسم مشرف المقاطعة مايكل أنتونيفيتش الذي يمثل وادي الظباء قائلا: «إن السكان المحليين في منطقة مثل أكتون قضوا سنوات يطورون قواعد الإنشاءات الملائمة ويستحقون أن يحظوا على معايير متطورة تحمي السلامة العامة وتحافظ على سلامة حياتهم كما هو الحال في أي مكان».

بينما أبدى مسؤولو المقاطعة الآخرين صمتا تجاه القضية، مشيرين إلى المحاكمة القريبة، لكن ديفيد باتريك كمبل نائب محامي المقاطعة الذي يتولى قضية فاهي، فأشار إلى أن كل المباني المقامة على أرضه - عدا المباني الأصلية والجراج - هي من الناحية التقنية قانونية وآمنة. وقال «ما ينبغي أن تبنى في الأساس».

ويعترف فاهي بأنه استدعي من قبل المقاطعة عندما بدأ في القيام بإضافات إلى ملكيته. وأشار إلى أنه حاول المراوغة لكن المفتشين طالبوا بقائمة لا تنتهي من التغيرات حتى أنه فقد معها خطط البناء. وبعد عامين من المراوغة توقف مفتشو قوانين البناء عن زيارة المكان لمدة 20 عاما، واعترف في وجودهم بأنه أسرف في البناء.

وفي عام 2006 بدأ المفتشون في إصدار استدعاءات له مرة أخرى للمثول أمام المحاكمة ومنذ ذلك الحين مثل فاهي أمام المحكمة أكثر من 50 مرة.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»