مسلحون يستولون على مبنى المخابرات وأموال من بنوك في محافظة أبين

TT

عاد الانفلات الأمني إلى مناطق في جنوب اليمن بعد مرور أسابيع على هدوء نسبي شهدته تلك المناطق، فقد هاجم مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، عددا من المواقع العسكرية والمدنية في محافظة أبين واستولوا على مبالغ مالية.

وقال شهود عيان في زنجبار، عاصمة محافظة أبين (شرق عدن) إن المسلحين المتشددين هاجموا أحد البنوك في المدينة واستولوا منه على مبالغ مالية لم يتم تحديدها حتى اللحظة، كما هاجم المسلحون معسكرا للجيش وآخر لقوات الأمن واشتبكوا مع رجال الأمن، وأدى الهجوم إلى مقتل 3 جنود ومدني.

وقامت مجموعة مسلحة أخرى بمهاجمة ثكنة عسكرية للجيش في مدينة لودر (شرق زنجبار)، وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين على الأقل وجرح آخرين، غير أن السلطات اليمنية لم تعلق، حتى وقت متأخر من مساء أمس، على هذه التطورات.

وقال مصدر مطلع في أبين لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين هاجموا مقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات) واستولوا عليه، إضافة إلى مهاجمتهم لفروع البنوك والبريد العام الذي يقدم خدمات مالية وتدفع عبره مرتبات معظم الموظفين في المحافظة، وإنهم استولوا على أموال كبيرة.

وأضافت المصادر أن جميع أنواع الأسلحة استخدمت في المواجهات بين المسلحين وقوات الجيش والأمن، ولم يجزم المصدر بعدد القتلى الذين سقطوا، وذلك بسبب نقل القتلى والجرحى إلى مستشفيات محافظة عدن وليس إلى مستشفيات زنجبار أو لودر.

وذكر المصدر أن جميع المؤسسات الحكومية، في زنجبار، باتت تحت سيطرة المسلحين وأنه لم يتبق من وجود للدولة سوى في معسكرات الجيش والأمن المركزي. وأشار إلى أن المواطنين يعتقدون بوجود تواطؤ في الأحداث، بحيث يسيطر المسلحون على المدينة في سياق التصريحات الرسمية عن وجود «إمارة إسلامية» في محافظة أبين.

وتنتشر في محافظة أبين جماعات إسلامية متشددة يعتقد أنها تنتمي لـ«القاعدة» وغيرها من الجماعات الجهادية المتشددة، ومنذ منتصف العام الماضي وهذه الجماعات تقوم بهجمات متعددة على النقاط الأمنية، كما نفذت هذه الجماعات، سلسلة من عمليات الاغتيالات في صفوف ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بمحافظة أبين، وكذا جنود الدوريات العسكرية، وعادة ما يستخدم المسلحون في أبين الدراجات النارية في تنفيذ الهجمات السريعة أو عمليات الاغتيال.

وفي الوقت الذي يربط فيه النظام اليمني بين هذه الجماعات والحراك الجنوبي المطالب بـ«فك الارتباط» للوحدة اليمنية، فإن معارضيه يقولون إن هذه الجماعات هي من صنيعة النظام وتتلقى دعما منه، وإن النظام يستغل العمليات التي تقوم بتنفيذها المجموعات المسلحة لمخاطبة الغرب وتخويفه من انتشار تنظيم القاعدة وسعيه للسيطرة على بعض المناطق في البلاد.

ووضع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قائمة بأسماء أكثر من 50 ضابطا في المخابرات والمباحث الجنائية، وقال إنه سوف يقوم بتصفيتهم «إذا لم يتوبوا» عن العمل مع النظام، وقتل قرابة نصف من بالقائمة في سلسلة اغتيالات داخل المدن بالمحافظة.

وسبق لمجاميع مسلحة، أواخر العام الماضي، أن نفذت سلسلة عمليات سطو مسلح على أموال تابعة للبنك العربي والبريد العام، وتقدر الأموال التي تم السطو عليها بقرابة مليون دولار أميركي.

في موضوع آخر، أحيا أنصار الحراك الجنوبي، أمس، ما يسمونه «يوم الأسير الجنوبي» وهو يوم الخميس من كل أسبوع، حيث تظاهروا في عدة مدن وبلدات جنوبية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من قادة ونشطاء الحراك لدى الأجهزة الأمنية اليمنية، وكذا لتجديد المطالبة بما يسمونه «فك الارتباط» بين شمال البلاد وجنوبها أو الانفصال.