الخروج من صنعاء مسموح.. والدخول ممنوع

سكانها نزحوا منها ومعظم المحال التجارية أغلقت أبوابها

TT

بدأ سكان العاصمة اليمنية صنعاء النزوح عنها، بعد المواجهات العسكرية العنيفة التي دارت الأيام الأربعة الماضية بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، ومسلحين تابعين لزعيم قبيلة حاشد القوية، الشيخ صادق الأحمر.

وتشهد مداخل ومخارج صنعاء ازدحاما شديدا للشاحنات والسيارات المحملة بالأمتعة والأسر التي تنزح نحو قراها ومناطقها هربا من المواجهات العسكرية وخشية اتساع رقعتها لتشمل باقي الأحياء السكنية بعد أن دمرت الكثير من المنازل وقتل عدد من المدنيين في القصف الذي استهدف منطقة الحصبة الأيام الماضية، إضافة إلى أن انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي ساهم في الدفع بكثير من أرباب الأسر إلى نقل أسرهم إلى مناطقهم.

وتسمح قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التي تسيطر على النقاط الأمنية في مداخل ومخارج العاصمة، للمواطنين الراغبين في المغادرة بالمرور، لكنها لا تسمح بدخول العاصمة صنعاء، إلا في أوقات نادرة وبعد إجراءات أمنية استثنائية تشمل معرفة الأشخاص والمهن التي يعملون بها وأماكن سكنهم وأسباب وصولهم إلى صنعاء.

وأدت التطورات الأمنية في العاصمة اليمنية إلى إغلاق معظم المحال التجارية وتوقفها عن العمل، كما هو الحال مع المؤسسات الحكومية، وقال أحد أصحاب المحلات التجارية في ميدان التحرير لـ«الشرق الأوسط» إنه اضطر إلى تسليح العمال لديه بعد أن تكررت عمليات السطو بالقوة المسلحة على بعض المحال التجارية أو محلات الصرافة، وتوجه أصابع الاتهام إلى من يسمون «البلطجية» الذين يخيمون في التحرير وعدة مناطق في صنعاء. وأرغمت الأحداث الجارية في اليمن الكثير من الدول الغربية على إجلاء رعاياها وموظفيها غير الأساسيين في سفاراتها بصنعاء، وقال مواطن أوكراني لـ«الشرق الأوسط» إنهم تلقوا تعليمات بعدم مغادرة العاصمة صنعاء برا إلى أي محافظة دون الحصول على إذن كتابي من قبل الجهات الأمنية المختصة.

وتحول حي الحصبة إلى مدينة أشباح، بعد المواجهات التي دارت به، وأدت إلى نزوح معظم سكانه عنه وتدمير الكثير من المنازل والمباني الحكومية بفعل القصف والقصف المضاد بين قوات الجيش ومسلحي الأحمر، ويخشى اليمنيون من تكرار حوادث النهب التي جرت في السابق للعاصمة، حيث نهبت صنعاء في الحرب الأهلية عام 1948، كما هو الحال لما تعرضت له مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، في الحرب الأهلية في صيف عام 1994، فالمخاوف من دخول مجاميع قبلية من خارج صنعاء لنهب قصورها وبيوتها ومحلاتها وبنوكها.

ولا يترك اليمنيون من سكان صنعاء منازلهم مغلقة في حال مغادرة العاصمة، خشية تعرضها للنهب أو الاستيلاء عليها، ولذلك يقوم من يرغب في مغادرة صنعاء، حتى في الظروف الاعتيادية، بترك أحد أقاربه أو معارفه لحراسة منزله أو محله التجاري أو غير ذلك.

وفي تطور متصل بما تشهده الساحة اليمنية، لم يظهر الرئيس علي عبد الله صالح، أمس، أمام أنصاره الذين يحتشدون كل جمعة في ميدان السبعين يوما بالقرب من قصر الرئاسة، واحتشد الآلاف من أنصار صالح في مسجد الصالح القريب، تلبية لدعوة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لما سميت «جمعة النظام والقانون»، وأرجعت مصادر المعارضة عدم ظهور صالح لإلقاء خطاباته الأسبوعية المقتضبة إلى فشل الحزب الحاكم في حشد أنصاره إلى الميدان المحدد.

غير أن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن الملايين من المواطنين أدوا صلاة الجمعة في الساحات والميادين العامة، في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات، تأييدا للشرعية الدستورية. ويعتقد مراقبون أن غياب صالح عن أنصاره أمس، يرجع إلى مخاوف أمنية على حياته في ظل المواجهات الدائرة بين قواته ومسلحي أسرة الأحمر.