محافظات مصر تجاوبت مع «ميدان التحرير» والحشود تجدد الثقة في الثورة

متظاهرون حاولوا اقتحام مستشفى شرم الشيخ الدولي.. وطالبوا بنقل مبارك لسجن طرة

TT

تجاوبت محافظات مصر، على نحو غير مسبوق، مع الدعوة المليونية التي أطلقتها قوى سياسية، للمطالبة بسرعة محاكمة الرئيس المصري السابق وأركان نظامه، وهتفوا: «المحاكمة المحاكمة.. العصابة لسه حاكمة»، في إشارة لمحافظين ومديري الأمن وقيادات المحليات. وشارك عشرات الآلاف في مظاهرات بمختلف المدن المصرية، في غيبة جماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنت رفضها المشاركة في المظاهرات، والتي طالبت المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية بـ«سرعة محاكمة الرئيس السابق، واسترداد الأموال المهربة، وحل المجالس المحلية، وإقالة جميع المحافظين».

وفي مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، حيث مقر إقامة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، شهد محيط مستشفى شرم الشيخ الدولي مظاهرة حاشدة، انطلقت من مسجد المصطفى بوسط المدينة لتحاصر المستشفى الذي يجري فيه التحفظ على مبارك المحبوس احتياطيا في قضايا قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل وتضخم ثروته. طالب المتظاهرون، الذين حاولوا اقتحام مبنى المستشفى، برحيل مبارك عن المدينة وإيداعه سجن طرة بضاحية المعادي بالقاهرة. وردد المتظاهرون هتافات: «مش هنخاف مش هنخاف»، «القصاص القصاص».

وبينما أكد مصدر طبي بمستشفى شرم الشيخ أن حالة الرئيس السابق الصحية مستقرة ولا يعاني أي أمراض تمنع نقله إلى سجن طرة، كشف مصدر أمني عن أن لجنة طبية ستقوم اليوم السبت بمعاينة مستشفى سجن طرة، للوقوف على آخر التجهيزات التي تمت به، وما إذا كان لا يزال يحتاج إلى مزيد من الوقت، وأن تقرير اللجنة سيتحدد على أساسه نقل الرئيس السابق.

وقال المصدر الطبي لـ«الشرق الأوسط»: «إن متظاهرين حاولوا اقتحام المستشفى أمس لطرد مبارك، ولم يتمكنوا من ذلك لوجود طوق أمني كبير حول المستشفى»، لافتا إلى أن بعض أعضاء اللجنة الطيبة، التي وقعت الكشف على مبارك، أكدوا أن صحة الرئيس السابق تتحسن بشكل ملحوظ، وسمحوا له باستقبال زوار.

وشهدت المحافظات مسيرات ومظاهرات لتأكيد أن الثورة ما زالت مستمرة.. ففي الجيزة، انطلقت 3 مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف للمطالبة بقانون يجرم الفساد السياسي، والإسراع بمحاكمة المتورطين، والقصاص من قتلة الشهداء، وفرض إشراف قضائي على جهاز الأمن الوطني الذي استحدثته وزارة الداخلية كبديل لجهاز مباحث أمن الدولة.

في غضون ذلك، تظاهر مئات المواطنين في أحياء مدينة نصر وعين شمس والمطرية بشرق القاهرة، مطالبين بوضع حد أدنى للأجور، وإعادة توزيع الثروات لإنقاذ البلاد من الأزمة المالية، ومحاكمة جميع رجال الأعمال، ومصادرة الأموال التي اكتسبوها دون وجه حق.

وطالب المتظاهرون بعودة الأمن بشكل مكثف، ومحاكمة الضباط المتورطين في قتل المتظاهرين، وحل جهاز الأمن المركزي أو إدماجه في الجيش، وتأكيد حقوق المصريين في الخارج في الانتخابات، وإقالة يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، ومحاكمة عمر سليمان، نائب الرئيس السابق. كما طالبوا القوات المسلحة بإلغاء إحالة المدنيين إلى القضاء العسكري، وإعادة محاكمة كل المحكوم عليهم بأحكام عسكرية بعد تحويلهم إلى المحاكم المدنية، وحظر فض الاعتصامات بالقوة. وردد المتظاهرون هتافات، منها: «إخواتي في السجن والمخلوع في شرم الشيخ»، وعلق سعد توفيق، ناشط من شباب المتظاهرين، بقوله: «هذه أول خطوة واقعية على الأرض، وهي خطوة طيبة وجريئة ونحن نشجعها ونؤيدها»، قائلا، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن أسباب النزول إلى الشارع مرة أخرى: إنقاذ الثورة وإعمال العدالة في محاكمة مبارك وكل رموز نظامه السابق، ومحاكمتهم محاكمات علنية ومدنية يمكن للشعب متابعة تطوراتها، بالإضافة إلى تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والقتلة، وسرعة تحديد المتسببين في قتل المتظاهرين ومحاكمتهم بشكل عاجل وتطهير الجامعات والسفارات».

وفي الإسكندرية، خرج الآلاف من المواطنين في الشوارع والميادين الرئيسية، وأمام مسجد القائد إبراهيم، وسط المدينة، للتنديد بعدم تنفيذ أهداف الثورة كاملة، وللمطالبة بسرعة استكمال مطالب الثورة. وتوجه المتظاهرون إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية في منطقة سيدي جابر، وطالبوا بالإسراع في محاكمة مبارك وأسرته، وصياغة دستور جديد قبل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتجميد العمل بالقوانين التي تجرم حق الإضراب والتظاهر السلمي، وتغليظ العقوبة على المحرضين على الفتنة. وفي دمياط، طالب المتظاهرون بإعادة النظر في قوانين الأحزاب وممارسة الحياة السياسية وتجريم الاعتصامات في ضوء الدستور الجديد.

وفي المنصورة، ردد المتظاهرون هتافات: «مسرحية مسرحية.. والعصابة هي هي»، و«الجمعة دية في الميدان والجمعة الجاية للإخوان»، وطالب المتظاهرون بمنح مصابي ثورة «25 يناير» رعاية الدولة ورفع العمل بقانون الطوارئ.

وفي الفيوم، طالب المتظاهرون بتعيين المحافظين بالانتخاب، ووقف تصدير الغاز لإسرائيل بشكل نهائي، وانتخاب اللجنة التأسيسية للدستور. وردد المتظاهرون هتافات: «يا مشير ساكت ليه.. حسني راجع ولا إيه».

وفي الإسماعيلية والسويس وشمال سيناء، ندد المتظاهرون بخطف النشطاء السياسيين ومحاكمتهم كالبلطجية. وردد المتظاهرين هتافات، منها: «علموكوا في الحربية تحموا الشعب والحرية»، و«المحاكمة المحاكمة.. العصابة لسه حاكمة»، و«قبل الثورة ترويع.. وبعد الثورة تجويع». وقال محمد نحاس، منسق ائتلاف شباب ثورة «25 يناير»: إن العشرات من المتطوعين أمنوا المظاهرات تجنبا لتعرض المتظاهرين لأي أعمال عنف وشغب. وأكدت حركة شباب 6 أبريل، في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المظاهرة ليست ضد الجيش وإنما ضد التباطؤ في محاكمات قتلة المتظاهرين والفاسدين سياسيا وماليا.