«خارطة طريق» تركية ـ أميركية لرعاية الوضع السوري.. وأردوغان يتصل بالأسد لحضه على «سلوك درب الإصلاح»

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: واشنطن ستتبع خطى «الجار الأدرى بالوضع»

رجب طيب أردوغان (أ.ب)
TT

أكدت مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى «خارطة طريق» مشتركة للتعامل مع الأزمة السورية، وأن أنقرة سوف تلعب دورا بارزا في هذه الخارطة.

ونقلت مصادر عن مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية قولها، خلال اجتماع خُصص للبحث في السياسة الأميركية حيال سوريا: إن الموقف الأميركي «متابع بدقة وملتزم بتطور الموقف التركي بشأن سوريا، باعتبارها الدولة الأقرب، وعندها معرفة دقيقة بالوضع الداخلي السوري».

واتصل، أمس، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 6 أسابيع. وبينما اكتفت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية بالقول إن الطرفين «أجريا جولة أفق في الأوضاع القائمة في المنطقة» وإنهما «تبادلا وجهات النظر فيما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا»، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا): إن أردوغان عبر عن «حرص تركيا على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل». وذكرت أن الأسد «ناقش مع أردوغان، خلال الاتصال، الوضع في المنطقة وسوريا؛ حيث أكد أردوغان وقوف تركيا إلى جانب سوريا وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها». كما جدد الزعيمان عزمهما على «الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها».

لكن مصادر تركية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان اتصل بالأسد يحضه مجددا على «سلوك درب الإصلاح بدلا من درب القمع». وأوضحت المصادر أن أردوغان اتصل بالأسد «في محاولة جديدة للضغط من أجل الإصلاح لإنهاء الاضطرابات». وقالت إن أردوغان «شدد من جديد على أهمية الإصلاح».

وأشارت المصادر الغربية إلى أن انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا، القريبة من الحدود السورية، يحمل رسائل ذات أهمية قصوى، منها: انخراط أنقرة بالكامل في رعاية الوضع السوري بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وسينعقد المؤتمر في 1 يونيو (حزيران) المقبل ويستمر 3 أيام. بحضور أكثر من 200 شخصية من كتاب وناشطين ورجال أعمال. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، عمار القربي، لصحيفة «حريت»: إن المؤتمر سيحمل عنوان «المؤتمر السوري للتغيير». وأوضح المنظمون أن ممثلين عن المتظاهرين في سوريا سيحضرون أيضا المؤتمر. وقال خلاف علي خلاف، عضو أمانة الاجتماع: إن الهدف هو «تنسيق الجهود الديمقراطية بدلا من التحدث، على سبيل المثال، بشكل فردي مع دول تدعم الانتفاضة». وأوضح أن المؤتمر سيختار ممثلين للمساعدة في زيادة الضغط الدولي على سوريا، لكنه لن يشكل مجلسا انتقاليا على غرار المجلس الذي شكله في ليبيا المعارضون الذين يقاتلون ضد قوات القذافي. وقال: «بعد مناقشات مع شخصيات وناشطين بارزين في سوريا، قررنا أن من السابق لأوانه سلك مسار المجلس الانتقالي، لكن المعارضة في الداخل ستكون ممثلة في المؤتمر». وقال خلاف: إن تركيا وافقت على عقد الاجتماع، لكنها لا تؤدي دورا في تنظيمه.

كانت معلومات أوردتها وكالة الأنباء التركية الرسمية قد أفادت بأن دمشق ستعين عبد الله الدردري، النائب السابق لرئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، سفيرا جديدا لها في أنقرة بدلا من نضال قبلان، وقالت الوكالة إن سوريا أبلغت تركيا بهذا التعيين وتنتظر موافقتها عليه للتنفيذ.