بيريس وأبو مازن يجريان محادثات سرية غير ملزمة

أولمرت مهاجما نتنياهو: لا توجد لديه سياسة سلام

TT

كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن قناة اتصال لم تنقطع بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، رغم الجمود في المفاوضات ورغم اتساع الهوة بين الطرفين. وقالت هذه الأنباء إن الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، يجريان اتصالات هاتفية ويتبادلان الرسائل عبر الوسطاء بل إنهما في الآونة الأخيرة عقدا لقاء سريا بينهما في لندن.

ولم تذكر الصحيفة شيئا عن مضمون هذه الاتصالات. ولكنها قالت إنها توقفت في أعقاب المصالحة الفلسطينية التي «فاجأت بيريس وصدمته». وأضافت أن بعض الأفكار التي تم تداولها بين الرئيسين، وصلت إلى الرئيس الأميركي، أوباما، ووردت في خطاباته الأخيرة.

وقد أعرب بيريس، عن انزعاجه من تسريب هذه الأنباء. وقال مقرب منه للصحيفة، إن إغلاق هذه القناة هو ضربة قاصمة لقضية السلام.

وعلى أثر ذلك، تعرض بيريس إلى حملة تحريض واسعة من اليمين الإسرائيلي، الذي اعتبر الاتصالات خرقا للقانون، حيث إن رئيس الدولة في إسرائيل لا يملك صلاحيات العمل السياسي. ووظيفته فخرية وبروتوكولية فحسب. إلا أن عضو الكنيست من حزب كديما المعارض، شلومو موللا، انتقد بيريس من باب آخر فقال إن هذه الاتصالات جرت بمعرفة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وإن بيريس سمح لنفسه أن يستخدم أداة للتضليل بأيدي رئيس الحكومة.

وطالب اليمين بوقف هذه الاتصالات، بدعوى أن على جميع القيادات السياسية في إسرائيل أن تقطع أي علاقة «مع من عقد راية الصلح مع حماس». وقال النائب ميخائيل بن آري، إن بيريس دمر إسرائيل باتفاقيات أوسلو وعليه أن يرفع يديه عن السياسة تماما حتى لا يورط إسرائيل بما هو أفظع.

من جهة ثانية، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، مقالا في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هاجم فيه سياسة نتنياهو وقال إن الخطابات وحدها، مهما تكن جميلة وقوية ويؤيدها الناس، لن تحل المشكلة. وقال: «إن المطلوب من رئيس حكومة إسرائيل أن ينتهز الفرصة لتحقيق السلام. وهناك فرصة تضيع».

وقال أولمرت إن العالم كله يرى أن السلام ممكن على أساس إقامة دولة في حدود عام 1967 وفي مقدمته الرئيس الأميركي، باراك أوباما. ولم تترك خطابات نتنياهو أثرا ولم تحدث تغييرا. والعالم كله، بمن فيه أوباما، مقتنع بأن قضية القدس قابلة للحل بواسطة سلخ الأحياء العربية عن السيادة الإسرائيلية وتسليمها للفلسطينيين.

وأضاف أولمرت أن السطر الأخير في أحداث الأسبوع، بعد خطابات أوباما ونتنياهو، في الولايات المتحدة ومن استطلاعات الرأي التي دلت على ارتفاع كبير في شعبية نتنياهو بعد إلقائه الخطاب في الكونغرس أن عملية السلام لم تحرز أي تقدم. وقال: كل هذا لا يفيد لعملية السلام شيئا. وذكر بقول رئيس حكومة إسرائيل الأول، بن غوريون «أنا لا أعرف ما الذي يريده الشعب، ولكنني أعرف ما هو المفيد للشعب».

واختتم أولمرت بالقول إن السلام ممكن مع القيادة الحالية للشعب الفلسطيني، في حال الموافقة الإسرائيلية على إقامة دولة فلسطينية في حدود تستند إلى حدود 1967. وقال أولمرت إن هذا السلام لا يتحقق بالخطابات الرنانة، بل باتخاذ قرارات شجاعة، يكون قادرا على تغيير الواقع وتجنيد العالم.