مظاهرات في الأردن تطالب بالملكية الدستورية وإسقاط الحكومة وطرد السفير الإسرائيلي

المنظمون برروا قلة الأعداد بعدم فهم البعض لتفاصيل الملكية الدستورية

TT

اعتصم العشرات من النشطاء السياسيين والنقابيين الأردنيين، أمس، أمام مبنى مجلس النواب في عمان للمطالبة بـ«الملكية الدستورية» بدعوة من المبادرة الملكية الدستورية.

وأكد المشاركون على مطالبهم بأن الشعب مصدر السلطات وأن من حق الشعب الأردني أن يحكم نفسه بنفسه.

وقال الناشط بشار الرواشدة، أحد المنظمين للاعتصام للصحافيين، إن الكثير من شعوب دول العالم باتت تحكم بأسلوب ديمقراطي إلا بعض الدول التي ما زالت تقبع تحت أنظمة غير ديمقراطية، مضيفا أن الملكية الدستورية أصبحت موضوع حق وليست مطلبا. وأشار الرواشدة إلى أن ثقافة ووعي الشعب الأردني تؤهله أن يكون متساويا مع باقي شعوب العالم وصولا لمرحلة يتمكن فيها من حكم نفسه من خلال صناديق الاقتراع. وقال إن الاعتصام جاء لإيصال رسالة لكافة المعنيين بأن الشعب يريد ملكية دستورية وأن يحكم نفسه بنفسه.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم تجمع «نقابيون من أجل الإصلاح» ميسرة ملص إن هذا الاعتصام «الرمزي» هو الأول بما يتعلق بمطالب الملكية الدستورية، مرجعا قلة إعداد المعتصمين إلى أن البعض لا يفهم تفاصيل الملكية الدستورية، ولكن في حال عرف أفراد الشعب الأردني تفاصيلها وتبعياتها وأهميتها حتما سيكون مطلبا مهما.

ونفذ المئات من أبناء الطفيلة (220 كيلومترا جنوب عمان)، مسيرة بعد صلاة الجمعة طالبوا فيها بإسقاط حكومة معروف البخيت، معتبرين أنها غير جادة في الإصلاح ومكافحة الفساد.

وتأتي هذه المطالب رغم إعلان البخيت، مساء أول من أمس، عن استقالة وزيري العدل حسين مجلي، والصحة ياسين الحسبان، وهو ما فسره الطفايلة بأنه نوع من «كبش الفداء » وهتفوا «حسين مجلي والحسبان.. كبش فدا عن الحيتان».

ويعد هذا الأسبوع الثاني على التوالي التي تخرج فيها مسيرات غاضبة في محافظة الطفيلة تندد بالسياسات الحكومية وترفع شعارات حادة. وبدأ المتجمهرون بالهتاف «من الطفيلة علي الصوت.. مطالبنا مش ح تموت»، و«يا بخيت ارتاح ارتاح.. ما أنت ناوي ع الإصلاح»، و«إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر»، و«عاش الأردن.. سدا منيعا في وجه الحاقدين»، وأخيرا «لا نواب ولا أعيان.. كلهم شركا للحيتان».

وهتف المتظاهرون أيضا ضد وجود السفارة الإسرائيلية «لا سفارة ولا سفير.. الأردن بدها تطهير». وحرق عدد من المتظاهرين العلم الإسرائيلي في خطوة جاءت ردا على مذكرة عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إريه الداد التي طالب فيها بإعلان الأردن دولة فلسطينية. وتوقف المشاركون في المسيرة دقيقة صمت على ما سموه بـ«روح الحكومة الأردنية» منتقدين أداء التلفزيون الأردني وما وصفوه بالإعلام المأجور. وألقى الناشط الدكتور حكمت القطاونة الذي قدم من محافظة الكرك، كلمة أكد فيها أهمية استمرار الحراك وتوسيعه حتى تتحقق غاية الأردنيين، مشددا على أهمية ضرورة الإصلاح ومحاربة الفساد.

وتضامن العشرات من أبناء حي الطفايلة في عمان مع غضبة أهالي محافظتهم، فخرجوا بعد صلاة الجمعة في مسيرة انطلقت من مسجد جعفر الطيار باتجاه مسجد أبو بكر الصديق. وهتفوا بشعارات، منها «يا إسرائيل يا إسرائيل هذا الأردن مش بديل».

ونظمت مسيرة في مدينة معان جنوب الأردن تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد وإسقاط الحكومة. وقال رئيس بلدية معان السابق خالد الشمري، إن أبناء المدينة يشعرون بالغبن في مستويات كثيرة، حتى على مستوى تمثليهم فكثيرا ما يمثلون في اللقاءات المهمة من أبناء المدينة الذين يقطنون خارج معان وقلما يزورونها وهذا ما يكون امتعاضا لدى المعانيين الذين يعانون كثيرا وبحاجة إلى ممثلين حقيقيين ينقلون همومهم. وأضاف للصحافيين أن من يتحرك في الشارع هم الشبان الذين يشعرون بالتهميش والظلم الذي لحق بهم جراء سياسات الحكومات المتعاقبة، وسماعهم عن الفساد المتفاقم.