يوم أسود آخر للناتو.. مقتل ثمانية جنود أميركيين في أفغانستان

هجوم جديد يستهدف القوات الألمانية

TT

قتل ثمانية عسكريين من الحلف الأطلسي (الناتو)، أول من أمس، في أفغانستان بينهم سبعة أميركيين في انفجار قنبلة يدوية الصنع في جنوب البلاد، في يوم أسود جديد للقوات الدولية التي تقاتل منذ نهاية 2001 حركة تمرد طالبان. وأعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) مساء الخميس «مقتل سبعة جنود من (إيساف) جراء شحنة ناسفة يدوية الصنع في جنوب أفغانستان»، من دون أن تحدد، تبعا لسياستها، مكان الانفجار ولا جنسية الجنود القتلى. وأشار البنتاغون في وقت لاحق إلى أن الجنود السبعة القتلى أميركيون. ولم تقدم «إيساف» أيضا أي تفاصيل حول ظروف الانفجار، ولم تتحدث عن عدد الجرحى المحتملين. وقتل شرطيان أفغانيان أيضا في الانفجار بحسب مسؤول في الشرطة الأفغانية. وهذا الانفجار هو الحادث الأكثر دموية بالنسبة إلى الحلف الأطلسي منذ 27 أبريل (نيسان). وقتل ثمانية عسكريين، بينهم عدد من الضباط ومدني، وكلهم أميركيون ومكلفون بتشكيل الطيران الأفغاني، في هذا اليوم لأسباب لا تزال مجهولة في قاعدة في كابل بيد عسكري أفغاني كان طيارا سابقا في الجيش الأفغاني. وبحسب مصدر داخل «إيساف» رفض الكشف عن هويته، فإن الجنود السبعة قضوا في الانفجارات التي تلت انفجار قنبلتين يدويتي الصنع في إقليم شوراباك الحدودي مع باكستان في ولاية قندهار الجنوبية، المعقل التاريخي لحركة طالبان. وأعلن قائد شرطة الحدود في المنطقة الجنوبية، تفسير خان خوقياني، لوكالة الصحافة الفرنسية أن دورية مشتركة من القوات الأفغانية و«إيساف» كانت تقترب من مستوعب، يستخدمه أحيانا عناصر طالبان لتخزين أسلحة ومتفجرات، عندما انفجر. وقال إن «الانفجار الهائل أدى إلى قتل شرطيين اثنين وعدد من الجنود الأجانب». وتبنى المتحدث باسم طالبان قاري يوسف أحمدي الهجوم في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية. وكثفت قوات الحلف الأطلسي العمليات منذ سنتين في هذه الولاية جنوب أفغانستان، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة إلى استقرار البلاد. وتشكل الألغام أو القنابل اليدوية الصنع والتي تنفجر لدى مرور الجنود والآليات، أو يتم تفجيرها عن بعد، أحد الأسلحة المفضلة لدى المتمردين. وبحسب موقع إلكتروني مستقل، فإن قرابة 60 في المائة من الخسائر التي سجلت منذ بداية العام في صفوف القوات الدولية تعود لانفجار شحنات ناسفة يدوية الصنع التي تسبب أيضا سقوط عدد كبير من الضحايا. وفي وقت سابق أول من أمس، قضى عسكري من الحلف الأطلسي في تحطم مروحية في جنوب شرقي البلاد لم تعرف أسبابه بعد. ولم يوضح الحلف الأطلسي حتى الآن لا نوع المروحية ولا جنسية العسكري القتيل، ولم يكشف حتى عما إذا كان الضحية طيارا أو أنه كان من ركاب المروحية، ولا عما إذا كان أسفر الحادث عن جرحى. وبوفاة العسكريين الثمانية الخميس، يرتفع عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في إطار العمليات في أفغانستان منذ بداية، 2011 إلى 199 على الأقل استنادا إلى الموقع المستقل.

وقتل أكثر من 2400 عسكري أجنبي في نحو عشرة أعوام من النزاع في أفغانستان بحسب الموقع الإلكتروني. وينتشر نحو 130 ألف جندي من «إيساف»، ثلثاهم من الأميركيين، في أفغانستان لدعم الحكومة الأفغانية في مواجهة حركة التمرد المسلحة لطالبان منذ أن طردهم من السلطة تحالف دولي في نهاية 2001. ولا تتوقف الخسائر داخل صفوف القوات الدولية عن الازدياد منذ 2003 في حين وسع المتمردون من مساحات سيطرتهم في السنوات الأخيرة. وعام 2010 الذي قتل خلاله 711 عسكريا من الحلف الأطلسي، كان العام الأكثر دموية بالنسبة إلى القوات الدولية منذ بداية النزاع. إلى ذلك تعرضت القوات الألمانية في شمال أفغانستان لهجوم جديد، وذلك بعد يوم واحد من هجوم أسفر عن مقتل أحد جنودها. وقالت مصادر قيادة عمليات الجيش الألماني، أمس، إن أربعة أشخاص هاجموا دورية مترجلة للجيش الألماني من مسافة قصيرة في شار داره، مساء أول من أمس، باستخدام أسلحة خفيفة. ولم تقع إصابات بين الجنود الألمان فيما قتل اثنان من منفذي الهجوم خلال عملية تبادل لإطلاق النار أعقبت الهجوم. وقع الهجوم على مسافة 12 كيلومترا شمال غربي معسكر القوات الألمانية في قندز في المنطقة نفسها التي قتل فيها جندي ألماني وأصيب آخرون في هجوم بعبوات ناسفة يوم الأربعاء.