خطاب «الإخوان» الإعلامي على خطى إعلام مبارك

تجاهل العدد الحقيقي للمشاركين وأبرز انقسام ميدان التحرير

TT

في واقعة تعيد للأذهان طريقة تعامل الإعلام المصري الرسمي مع ثورة «25 يناير» تجاهل موقع جماعة الإخوان المسلمين متابعة تطورات مظاهرة أمس الجمعة بميدان التحرير تحت اسم «جمعة الغضب الثانية»، ورصد الموقع الساعات الأولى قائلا إن «5 آلاف متظاهر انتشروا على أطراف الميدان وبدا قلبه خاليا.. والحركة المرورية سارت بسلاسة»، دون الإشارة لتدفق المتظاهرين قبل وفي أعقاب صلاة الجمعة. وهو ما يتشابه تماما مع عناوين الصحف المصرية الرسمية الصادرة في القاهرة صباح الأربعاء 26 يناير (كانون الثاني) الماضي.

واحتلت صورة الميدان خاليا من المتظاهرين صدر الموقع الإلكتروني الذي عنون تغطيته الأولى عن المظاهرة بـ«حضور ضعيف في الساعات الأولى لجمعة الوقيعة»، مشيرا إلى سيولة الحالة المرورية في الميدان في الوقت الذي كانت فيه الحواجز الأمنية التي أقامها الشباب تمنع مرور السيارات للميدان تماما.

وتواصل تناول الموقع للأحداث على نفس المنوال حيث أفرد الموقع موضوعا كاملا لإبراز الانقسام الكبير في ميدان التحرير مستشهدا بوجود عدة منصات، متجاهلا الإشارة إلى تكرار هذا الأمر في الجمع السابقة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للإيحاء بوجود انقسام وتنافس داخل الميدان. كما حاول الموقع إبراز انقسام القوى السياسية المشاركة وعدم توافقها حول مطالب محددة، كما شكك في صحة الأعداد الموجودة بالميدان.

وأعطى الموقع مساحة كبيرة لإبراز الآراء المناهضة لـ«جمعة الغضب الثانية» تحت عنوان «سياسيون: جمعة الوقيعة.. استهتار سياسي» تناول فيه آراء القوى السياسية التي تعترض على دعوات مظاهرات الجمعة مغفلين تماما الآراء الأخرى التي رحبت بالمظاهرة.

كما أفرد الموقع مساحة كبيرة لما سماه «اهتمام إعلامي عالمي بمقاطعة الإخوان لمظاهرات الجمعة» حيث ألقى الضوء على تناول الصحف العالمية لمقاطعة «الإخوان» لمظاهرة الجمعة وأبرز تناول الإعلام الغربي لاحتمالات فشل جمعة الغضب الثانية لغياب الجماعة عن المشاركة.

من جانبه قال عصام العريان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، لـ«الشرق الأوسط»: «أعترف بوجود قصور مهني في تناول موقع الجماعة لجمعة الغضب الثانية»، ولكنه استطرد قائلا إن القصور المهني لا يقتصر فقط على موقع الجماعة ولكنه موجود في كل وسائل الإعلام المصري الأخرى.

وأضاف العريان: «هناك جهات تراقب الموقع وهي ستعمل بالتأكيد على رفع المواد التي تفتقر للمهنية».

مع نهاية نهار الجمعة، بدا أن القائمين على الموقع تلقوا تعليمات بتعديل الخط السياسي لتناول الحدث، وتعذر الوصول للمواد المنشورة بشأن المظاهرات الجارية التي تم حذفها أو حجبها، حيث قوبلت كل محاولات الوصول إليها على الشبكة العنكبوتية، برسالة تقول: «تعذر الوصول للصفحة المطلوبة نرجو المحاولة مرة أخرى».