انفجار يستهدف الـ«اليونيفيل» في صيدا يوقع جنديا إيطاليا و5 جرحى

تزامن مع الاحتفال باليوم الدولي لقوات حفظ السلام الدولية

TT

أدى انفجار استهدف بعد ظهر أمس آلية عسكرية تابعة للقوة الإيطالية العاملة في إطار قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان إلى مقتل جندي إيطالي، وفق ما أكدت وزارة الدفاع الإيطالية، وجرح 5 جنود آخرين، فضلا عن إصابة مدنيين لبنانيين صودف مرورهما لحظة وقوع الانفجار في بلدة الرميلة بالقرب من نهر الأولى عند مدخل مدينة صيدا الشمالي.

وندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالانفجار، واعتبر أن هذا الانفجار «الإجرامي» يرمي إلى «زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.

من جهته، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري حادث الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الـ«يونيفيل»، واعتبر الاعتداء بمثابة تعد «على سيادة لبنان»، ونبه «من أي محاولات لاستخدام لبنان ساحة جديدة لتوجيه الرسائل ضد المجتمع الدولي وقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تحديدا».

وقال الحريري في بيان أمس: «إنني أدين باسم الحكومة اللبنانية بأشد عبارات الإدانة، هذا العمل الإرهابي الذي لا يستهدف دور الأصدقاء في العالم في حماية السيادة اللبنانية وتوفير مقومات الاستقرار لبلدنا، إنما هو يستهدف سلامة لبنان وشعبه، لا سيما سلامة المواطنين في الجنوب الذين عانوا طويلا مخلفات الاعتداءات المتواصلة على أرضهم وأمنهم».

وأضاف: «إنني إذ أتوجه بأحر مشاعر العزاء للحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي بسقوط أحد أفراد الوحدة الإيطالية، أتمنى للجرحى الذين وقعوا ضحية التفجير الإجرامي الشفاء العاجل»، مؤكدا أن «لبنان سيبقى وفيا لأصدقائه لا سيما لإيطاليا وشعبها الذي لم يتأخر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان في أصعب الظروف». وتابع: «إننا نتطلع إلى أن تواصل قوات الطوارئ الدولية عملها وفقا للقرار 1701، الذي تعتبره الحكومة اللبنانية قاعدة أساسية في المحافظة على استقرار لبنان وتجنيب المنطقة أي حلقات جديدة من العنف».

وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ أن الانفجار استهدف قافلة لوجيستية وهي قافلة إمداد وتموين تابعة لـ«اليونيفيل» عند أوتوستراد صيدا، وأعلن «إصابة 6 جرحى من الجنود الإيطاليين، إصابة أحدهما خطرة»، موضحا أن «فرق التحقيق التابعة لـ(اليونيفيل) باشرت تحقيقاتها، وثمة تعاون مع الجيش اللبناني».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى حمود في صيدا الطبيب جورج فحيلي أنه «تم نقل 6 جنود إيطاليين جرحى إلى المستشفى، إصابة اثنين منهما خطرة، وجريحين لبنانيين مدنيين». وتزامن الانفجار مع احتفال «اليونيفيل» بالـ«اليوم الدولي لقوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة»، وفيه يحيي جنود القوات الدولية ذكرى زملائهم الذين لاقوا حتفهم في مهام حفظ السلام في أنحاء العالم. وفور شيوع الخبر، ضرب الجيش اللبناني والقوى الأمنية طوقا أمنيا مشددا ومنعا الاقتراب من مكان الانفجار، وتم قطع الطريق وتحويل السير إلى الطرق الفرعية، فيما سارعت سيارات الإسعاف إلى المكان ما أدى إلى زحمة سير خانقة على الأوتوستراد.

وخلف الانفجار، وفق شهود عيان، أضرارا مادية بآلية دفع رباعي تابعة لـ«اليونيفيل»، كما أحدث فجوة في الكورنيش الإسمنتي المحاذي للطريق، وأحدث أضرارا في الأبنية المحيطة. وأفادت المعلومات الأمنية الأولية في بيروت أنه تم استهداف آلية «اليونيفيل» بعبوة ناسفة وضعت على جانب الطريق بعد حاجز للجيش اللبناني على نهر الأولى وتم تفجيرها بآلة تحكم عن بعد. وذكرت بأن الآلية كانت واحدة من موكب مؤلف من 4 آليات عسكرية متجهة من بيروت إلى مقر قوات «اليونيفيل» في الناقورة، جنوب لبنان.

وأجرى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا بالممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز شجب في خلاله الانفجار الذي استهدف دورية للقوات الدولية في جنوب لبنان. وأكد ميقاتي «أن هذا العمل مدان»، منوها بـ«الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».

يذكر أن انفجار سيارة ملغومة أدى إلى مقتل 6 جنود من قوات «اليونيفيل» في يونيو (حزيران) عام 2007 بعد أقل من شهر على انفجار قنبلة صغيرة بالقرب من مركبة لقوات حفظ السلام مما أدى إلى وقوع إصابات. وتتواجد القوات الدولية في جنوب لبنان منذ عام 1978 وتم تعزيزها في عام 2006 بعد «حرب يوليو (تموز) 2006»، ويبلغ عدد عناصر «اليونيفيل» حاليا نحو 13 ألف عنصر.