مظاهرات في سوريا من أجل الطفل حمزة الخطيب.. وحصيلة ضحايا «جمعة حماة الديار» 12 قتيلا

السلطات السورية تعلن عن ضبط أسلحة مهربة من تركيا إلى الأراضي السورية

TT

استمرت المظاهرات في سوريا، يوم أمس، الذي خصص للتظاهر من أجل الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) الذي قتل تحت التعذيب، وأثار فيديو لجثمانه موجة غضب وتنديد شعبي، وعاصفة من الجدل حول ملابسات الحدث.

وفي وقت قال فيه نشطاء إن حصيلة يوم «جمعة حماة الديار» وصلت إلى 12 قتيلا، خرجت مظاهرات في حمص أمس في أحياء البياضة والخالدية وعند دوار «الفاخورة»، وتم إحراق سيارة مدنية، بحسب التقارير الواردة من المدينة.

وفي بلدة عربين في ريف دمشق، تحول تشييع إياد شقيران، الذي قتل يوم جمعة «حماة الديار» إلى مظاهرة حاشدة ارتفع فيها التكبير وهتافات تدعو إلى إسقاط النظام.

ونشرت «شبكة شام» على الإنترنت قائمة للمناطق التي تشهد احتجاجات، وقالت إن بؤر الاحتجاجات زادت لتصل إلى 132 بؤرة موزعة على جميع المحافظات السورية، وهي 13 بؤرة للمظاهرات في محافظة دير الزور، و16 في محافظة إدلب، و4 في محافظة الحسكة، و18 في ريف دمشق، و7 في دمشق، وبؤرة واحدة في السويداء، و32 في محافظة حمص، و10 في حماه، و3 في حلب، و7 في اللاذقية، وواحدة في طرطوس، و20 في محافظة درعا.

من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية عن تحرك الدبابات في محافظة درعا باتجاه قرية الحراك، وبث شريط مصور على موقع «يوتيوب» يظهر مشاهد قيل إنها لدبابات تتجه إلى قرية الحراك، وسط مخاوف من أعمال انتقامية هناك.

وكان نشطاء قد دعوا، أمس، إلى التظاهر للتضامن مع الفتى حمزة الخطيب، ودعت صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى التظاهر في يوم «سبت الشهيد حمزة الخطيب»، الذي سلمت السلطات جثمانه لذويه الأربعاء، ونشرت صوره في مختلف الأوساط الإعلامية، كما أنشأ ناشطون صفحة باسم الفتى الخطيب، وضعوا عليها صورة الفتى، وعبارة: «لن نسكت».

وذكر نص نشر على الصفحة: «اغتالته يد الغدر وعبثت أياديهم المريضة بجسده البريء، وعذبوه بوحشية»، وأضافت: «اليوم سوريا كلها ستنتفض لأجلك (...) لأجل براءتك (...) لأجل دموع أمك، لأجل حرقة قلب أبيك (...) لأجل أبناءنا ستغضب سوريا (...)، نعم، ستغضب سوريا كلها لأجل حمزة».

إلى ذلك، قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية قتلت 12 متظاهرا، أول من أمس، خلال احتجاجات مناهضة لحكم حزب البعث، اندلعت في 91 موقعا في أنحاء سوريا، وقالت المنظمة في بيان أمس إن السلطات لا تزال تستخدم العنف بشكل مفرط، وكذلك الذخيرة الحية لمواجهة المظاهرات الحاشدة.

وأضافت أن عشرات الأشخاص من مختلف الأطياف اعتقلوا أيضا، بينهم طبيب وملحن وملاكم هاو. وتابعت أن القتلى سقطوا في أحياء ريفية حول دمشق بشمال سوريا وفي محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، وفي الساحل، وبمدينة حمص في الوسط. وكان ناشطون ذكروا، أمس الجمعة، أن عدد القتلى بلغ ثمانية.

وأعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير، المحامي خليل معتوق، أمس، أن المعارض والقيادي، مازن عدي، المعتقل منذ 11 مايو (أيار) أحيل إلى القضاء بعد أن وجهت إليه عدة تهم بينها «الانتساب إلى جمعية سرية»، و«النيل من هيبة الدولة».

وذكر معتوق لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «تم إحالة المعارض والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، مازن عدي، إلى القضاء، بتهمة الانتساب إلى جمعية سرية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي». وأضاف معتوق: «كما وجهت إليه تهمة النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وذلك على خلفية انتسابه إلى حزب الشعب واتصال وسائل الإعلام به لمعرفة رأيه حول المظاهرات» التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس (آذار).

وطالب معتوق السلطات الأمنية السورية «بالكف عن ممارسة سياسة الاعتقال بحق الأشخاص على خلفية آرائهم، وتصريحاتهم الإعلامية الهادفة إلى التغيير، بشكل سلمي».

وجدد مطالبته للسلطات السورية بـ«الإفراج عن كل معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية، وطي هذا الملف احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، التي وقعت وصادقت عليها».

من جهتها، أعلنت السلطات السوري مقتل 9 من المدنيين وقوات الشرطة يوم الجمعة برصاص «مجموعات مسلحة» قالت إنها «استغلت عددا من التجمعات للمواطنين في بعض المحافظات»، وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «عددا من عناصر الشرطة أصيبوا بطلقات نارية وطعنات بالسكاكين من قبل المجموعات المسلحة والمخربين».

وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بأن «اثنين من عناصر الشرطة استشهدا أمس، وجرح 32 من قوى الشرطة والأمن باعتداءات لمجموعات إجرامية مسلحة».

كما أعلن رسميا في دمشق عن ضبط 36 بندقية آلية أوتوماتيكية حديثة لدى تهريبها من تركيا إلى سوريا. وقال العقيد كمال عيسى، رئيس ضابطة جمارك الرقة (شمال) البلاد إنه «لدى قيام عناصر الضابطة الجمركية بتفتيش إحدى السيارات الشاحنة المحملة بالإسمنت والمقبلة من الأراضي التركية، أبدى السائق ارتباكا ملحوظا ما استدعى تفتيشا أدق للسيارة حيث عثر على 30 بندقية آلية أخمص عادي وأخمص طي في الكبين المخصص لاستراحة السائق، و6 بنادق أخرى ضمن شحنة الإسمنت، إضافة إلى عدد كبير من قطع الغيار لهذه البنادق». وأوضح عيسى أنه تمت مصادرة «البنادق وتجري أعمال التفتيش الدقيق لعدة سيارات أخرى دخلت بموجب البيان الجمركي، الذي دخلت بموجبه السيارة التي تحمل الأسلحة».

من جهته قال كاميران طاهر، رئيس قسم الكشف في أمانة جمارك تل أبيض إن 35 «بندقية من البنادق المصادرة من نوع (ماغنوم)، وواحدة فقط من نوع (بومباكشن)، وجميعها جديدة وغير مستعملة إطلاقا».