مصادر رسمية تنفي مغادرة مبارك شرم الشيخ.. ولجنة طبية تعاين مستشفى سجن طرة اليوم

مصدر أمني لـ «الشرق الأوسط»: نواجه صعوبة في تأمين نقله

TT

في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المصرية عدم صدور قرار بنقل الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، إلى مستشفى سجن طرة، عقب تناقل أخبار عن نقل مبارك في طائرة هليكوبتر، أول من أمس، لا يعلم وجهتها، أكدت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» أن مبارك لا يزال موجودا في مستشفى شرم الشيخ الدولي ولم يغادر غرفته. وأقرت مصادر أمنية في محافظة جنوب سيناء بصعوبة تأمين نقل الرئيس السابق إلى القاهرة، بينما استعد مستشفى طرة لاستقبال اللجنة الطبية المشكلة اليوم لمعاينته وبيان مدى صلاحيته لنقل مبارك.

وكان آلاف المواطنين من أهالي مدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء، قد تظاهروا أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي، مقر إقامة الرئيس السابق، المحبوس احتياطيا في قضايا قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل وتضخم ثروته، أول من أمس، وحاولوا اقتحامه، للمطالبة برحيل مبارك عن المدينة إلى سجن طرة والانتهاء من محاكمته، وهو ما أدى إلى زيادة التعزيزات الأمنية الشديدة من قوات الجيش والشرطة لتأمين المستشفى.

وصاحب المظاهرة، انتشار شائعات تناقلتها بعض المواقع الإخبارية عن أن مبارك تم نقله في سرية تامة بسيارة إسعاف بيضاء اللون عبر طائرة هليكوبتر وجدت في مهبط الطائرات خلف مستشفى شرم الشيخ الدولي، إلى جهة غير معلومة. وذكرت المواقع أن كاميرات المراقبة داخل المستشفى قد اختفت مع اختفاء الحرس الشخصي للرئيس السابق، وأن الأجهزة الأمنية الموجودة أمام المستشفى قد تم تخفيضها عما كانت عليه من قبل.

إلا أن الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة المصري، أكد أن الرئيس السابق، حسني مبارك، لم يغادر مستشفى شرم الشيخ ولا يوجد قرار بنقله إلى مستشفى سجن طرة حتى الآن.

وكشف الدكتور عادل العدوي، مساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجي، إنه لم يتخذ حتى هذه اللحظة أي قرار لنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة، قائلا إن «حالة مبارك تدهورت صباح أول من أمس عندما سمع المظاهرات التي تهتف ضده أمام المستشفى، حيث ارتفع ضغطه وحدثت له إغماءات متكررة بعد أن تزايد عدد المتظاهرين أمام مستشفى شرم الشيخ وخوفه من محاولة اقتحام المستشفى، إلا أن حالة الرئيس السابق استقرت أمس».

وأوضح العدوي أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد انتقال الرئيس السابق إلى مكان آخر، مشيرا إلى أن الذي سيقرر نقل الرئيس هو النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بناء على تقرير اللجنة الطبية التي انتهت من إعداد تقريرها وقامت برفعه إليه لاتخاذ اللازم.

ونفت مصادر طبية مغادرة مبارك لشرم الشيخ، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس السابق موجود في المستشفى ولم يغادر غرفته مطلقا»، وقالت المصادر الطبية إن «حالة مبارك الصحية مستقرة بعد الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، إلا أن حالته النفسية تتدهور بشكل ملحوظ». وكشفت المصادر الطبية عن أن الفريق الطبي المعالج لمبارك أوصى بضرورة عرضه على استشاري أمراض عصبية ونفسية لإصابته بإحباط نفسي واكتئاب شديد.

وأكدت مصادر أمنية في محافظة جنوب سيناء صعوبة نقل مبارك من شرم الشيخ لصعوبة تأمين عملية نقله إلى القاهرة، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «نخاف من الفتك به خلال جلسات محاكمته». ونفت المصادر الأمنية ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن نقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ إلى سجن طرة، بقولها: «لم يصدر قرار بنقله من المستشفى».

وأشارت المصادر إلى أن الطوق الأمني والإجراءات الأمنية لا تزال كما هي حول المستشفى، وأن مبارك ما زال في غرفته ولم ينقل منها.

وفي سياق متصل، أكد مصدر أمني في سجن طرة بضاحية المعادي (جنوب القاهرة) أن مستشفى السجن استعد لاستقبال اللجنة الطيبة المشكلة من النائب العام لمعاينة المستشفى بشكل عام وكامل، وغرفة العناية الفائقة بشكل خاص، اليوم، لبيان مدى صلاحية المستشفى لاستقبال مبارك. وأرجع المصدر الأمني تأجيل زيارة اللجنة الطبية من أمس إلى اليوم إلى بعض الإجراءات الإدارية.

وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة الطبية ستعد تقريرا عن صلاحية مستشفى سجن طرة لإقامة مبارك به من عدمه، ورفعه إلى النائب العام لدراسته، الذي سيرفعه بدوره إلى وزير العدل، المستشار عبد العزيز الجندي، لمناقشة كافة الإجراءات الخاصة بعملية نقل مبارك مع وزير الداخلية، اللواء منصور العيسوي، الذي يقوم برفع تقرير نهائي عن الوضع بكامله إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة شؤون البلاد.

وفي السياق ذاته، واصل عشرات المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، القاهرة، اعتصامهم لليوم الثاني، للمطالبة بسرعة نقل مبارك إلى سجن طرة، وإصدار دستور جديد يحكم البلاد، وتشكيل مجلس رئاسي مدني، مع تأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وشهدت ساحة مقر الاعتصام، أمس، نقاشا حول مطالب الثورة الجديدة، بينما عادت حركة المرور إلى طبيعتها في الميدان، وكثفت قوات الشرطة من وجودها لتنظيم المرور، وإعادة حالة الأمن إلى الميدان بعد غيابهم أول من أمس عنه.

وأكد الدكتور معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن عدد المتظاهرين لا يتعدى العشرات، وهم عبارة عن مجموعات تتحدث مع بعضها، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن المعتصمين لا ينوون الاعتصام في التحرير بل سيغادرون، مؤكدا أن هذه المجموعات لا تنتمي إلى ائتلاف الثورة الذي فض مظاهرة أول من أمس في الساعة السادسة مساء، مضيفا أنه لا توجد خيام في الميدان، وأن الموجود عبارة عن خيمة واحدة صغيرة.