غارة جوية نهارية لـ«الناتو» تهز طرابلس.. وتدمير أبراج الحراسة في مجمع القذافي

المتحدث باسم «الناتو»: الغارة رسالة إلى قادة النظام بأنهم لم يعودوا مختبئين وراء الجدران العالية

مصور صحافي يستعد لالتقاط صورة لتصاعد الدخان في سماء طرابلس بعد غارات شنها حلف الأطلسي نهار أمس (أ.ب)
TT

هزت غارة جوية نهارية العاصمة الليبية، طرابلس، دمرت أبراج الحراسة في المجمع الذي يقيم فيه العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة، ثم شنت غارة جوية نهارية أخرى استهدفت «مجمعا لتخزين المركبات إلى الشرق من المنطقة المعروفة بخيمة القذافي الخاصة، في توقيت يندر أن تشن فيه هجماتها لزيادة الضغوط على القذافي كي يتنحى عن السلطة.

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، أمس، إن طائرات الحلف دمرت أبراج الحراسة في المجمع الذي يقيم فيه العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس الليلة (قبل) الماضية، ثم شنت غارة جوية نهارية أخرى في توقيت يندر أن تشن فيه هجماتها لزيادة الضغوط على القذافي كي يتنحى عن السلطة.

وقال الميجور جنرال جون لوريمر، المتحدث العسكري البريطاني الأعلى في بيان: «استخدمت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني من طراز (تايفون) وطائرات أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي، أسلحة موجهة بدقة في تدمير أبراج الحراسة على طول أسوار مجمع باب العزيزية الذي يقيم فيه العقيد القذافي بوسط طرابلس». وقال إن العملية ترسل رسالة قوية لقادة النظام وأولئك الذين ينفذون هجمات العقيد القذافي على المدنيين بأنهم لم يعودوا مختبئين من الشعب الليبي وراء الجدران العالية. وأضاف: «المجمع الهائل لم يكن مجرد مسكن له، لكنه أيضا ثكنة رئيسية ومقر للقيادة، ويقع في قلب شبكة الشرطة السرية ووكالات المخابرات التابعة له». وتابع المتحدث: «ضربت هجمات سابقة لحلف شمال الأطلسي مراكز القيادة والسيطرة وغيرها من المنشآت العسكرية داخل المجمع». وأعقب الحلف هجماته المسائية المستمرة منذ 5 أيام على التوالي بهجمة نهارية ارتفع بسببها الدخان إلى عنان السماء فوق باب العزيزية. وهز انفجار مدو العاصمة الليبية في نحو الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش ولم يتضح ما إذا كان ناجما عن قنبلة أو صاروخ.

وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي إن الغارة النهارية استهدفت «مجمعا لتخزين المركبات على بعد ما بين 600 و800 متر إلى الشرق من المنطقة المعروفة بخيمة القذافي الخاصة. وهذه المنطقة ليست جزءا من المجمع الرئيسي الذي يقيم فيه القذافي». وذكر التلفزيون الحكومي الليبي بعد غارات أول من أمس، الجمعة، أن غارات الحلف سببت أضرارا بشرية ومادية قرب مزدة إلى الجنوب».

وانضمت روسيا إلى الزعماء الغربيين، أول من أمس، في حث العقيد الليبي معمر القذافي على التنحي عن السلطة، وعرضت التوسط من أجل رحيله في تعزيز مهم لدول حلف شمال الأطلسي التي تسعى إلى إنهاء حكمه الطويل.

وهذا تغيير لافت في لهجة موسكو التي انتقدت القصف الجوي لليبيا الذي بدأ قبل 10 أسابيع. والهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا بتفويض من الأمم المتحدة تهدف إلى حماية المدنيين من هجمات قوات القذافي، ولكنها وضعت الغرب في صف المعارضة المسلحة التي تسعى إلى الإطاحة بالقذافي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في اجتماع قمة الدول الـ8 الكبرى في فرنسا: «توجد الآن علامات على أن قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعليا؛ لذا فصحيح أننا نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي». وقال الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، إن القذافي الذي تولى السلطة عقب انقلاب في عام 1969 لم يعد له الحق في حكم ليبيا. وصرح للصحافيين أثناء القمة قائلا: «المجتمع الدولي لا يراه زعيما لليبيا». وأضاف أنه سيرسل مبعوثا إلى ليبيا لبدء محادثات. ورحب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين، أمس، بـ«الموقف الروسي». وقال مصطفى عبد الجليل في تصريح للصحافيين في بنغازي، معقل الثوار: «نرحب بالموقف الذي أعلنه الرئيس الروسي»، ديمتري ميدفيديف. وأضاف: «نقدر دور روسيا في القضايا الدولية»، لكنه طالب بأن تكون العلاقات معها «من ضمن المصلحة المتبادلة والاحترام المشترك». وأوضح عبد الجليل أن الثوار ينتظرون وصول «وفد روسي في وقت قريب»، وقال: «نتوقع وصولهم الأسبوع المقبل». وكرر «للمرة الأخيرة» موقف المجلس الوطني الانتقالي الذي «لن يقبل بمفاوضات لا تستند إلى تنحي القذافي لوضع حد للنزاع».

وعلى الرغم من الخطوة الروسية، فما زالت الآمال منخفضة في موافقة القذافي على الرحيل. وآلت محاولات الوساطة السابقة التي قام بها الاتحاد الأفريقي وتركيا والأمم المتحدة إلى رفض القذافي ترك السلطة، ورفض المعارضة المسلحة لأي حل دون رحيل الزعيم الليبي. وكانت مدينة مصراتة، معقل المعارضة وثالث أكبر المدن الليبية التي شهدت أشرس المعارك في الصراع، شهدت قتالا عنيفا لليوم الثاني في ضواحيها الغربية. وقال أطباء في مستشفى مصراتة إن 5 من المعارضة قتلوا وأصيب أكثر من 10 في القتال الذي دار أول من أمس.

وذكر متحدث باسم المعارضة في مصراتة يدعى عبد السلام لـ«رويترز» أن الأحوال كانت أكثر هدوءا في المدينة، أمس. وقال: «عندما تشن قوات القذافي هجوما فاشلا تستغرق في العادة يومين أو 3 للتعافي».

وقال فتحي البعجة، عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل المعارضة، لـ«رويترز» إن القتال اندلع على بعد 25 كيلومترا إلى الشرق من مصراتة، حيث قتل 3 من مقاتلي المعارضة وأصيب 5 آخرون. وأضاف أن قوات المعارضة أسرت جنديين اثنين من قوات القذافي. وقال إنه سمع عن مقتل الكثير من جنود القذافي خلال القتال، لكنه لا يعرف عددهم على وجه التحديد.

وكثفت قوات القذافي هجماتهما أيضا على الزنتان قرب الحدود مع تونس، حيث تتصدى المعارضة لهجمات منذ شهور. وقال سكان في المنطقة إن عدة بلدات، من بينها الرجبان والزنتان، تعيش من دون كهرباء منذ 4 أيام وإنها تعتمد على مصادر غير منتظمة للوقود في تشغيل مولدات الكهرباء. وقصفت قوات القذافي التي تقف على أرض أدنى القرى التي تسيطر عليها المعارضة المرتفعات في المنطقة خلال الليل.

وقال جمعة إبراهيم، المتحدث باسم المعارضة الليبية في الزنتان، لـ«رويترز»، أمس، إن يفرن ما زالت تحت سيطرة قوات القذافي، لكنه أضاف أن المعارضين المسلحين هاجموا قوات القذافي في ككلة على بعد 15 كيلومترا شرق يفرن. وأضاف: «قتل 3 ثوار في المعارك.. الثوار دمروا عددا من المركبات العسكرية، بينها حاملات جنود وبطاريات مدفعية. واحتجز 30 جنديا من قوات القذافي وضابطان كرهائن».