رئيس وزراء تونس يطالب بتضامن دولي لمواجهة تدفق اللاجئين من ليبيا

أكد استقبال نحو نصف مليون لاجئ من أكثر من 40 جنسية.. ووصول عسكريين ليبيين إلى ميناء تونسي

أم تمسك بابنتها في إحدى السفن خلال رحلة من مصراتة، حيث تدور معارك، إلى مدينة بنغازي (أ.ب)
TT

طالبت تونس أمس المجتمع الدولي بمزيد من الدعم والتضامن في مواجهة تدفق الآلاف من اللاجئين القادمين من ليبيا، في وقت وصلت فيه مجموعة مؤلفة من 43 ليبيا من المدنيين والعسكريين إلى بن قردان التونسية على متن سفينتين في انشقاق جديد على ما يبدو على نظام العقيد معمر القذافي.

وقال رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي في رسالة، إن تونس تأمل في «مزيد من التضامن الدولي» في مواجهة تدفق اللاجئين من ليبيا على حدودها. وقال رئيس الوزراء الانتقالي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «تونس استقبلت منذ بداية الأحداث في ليبيا في 23 فبراير (شباط) نحو 415 ألف لاجئ من أكثر من 40 جنسية وأمنت لهم احتياجاتهم بانتظار إعادتهم إلى بلدانهم».

وأوضح قائد السبسي الذي شارك في قمة مجموعة الثماني في دوفيل أن «الحكومة والمواطنين التونسيين وخصوصا في الجنوب بذلوا جهودا هائلة.. والحكومة أمنت مدارس للتلاميذ الليبيين الصغار». وأضاف أن نحو خمسين ألف ليبي لجأوا إلى الجنوب التونسي. وأكد أن «تونس تأمل في مزيد من التضامن الدولي لمواجهة أي تحركات كبيرة للاجئين وخصوصا للتوصل إلى حلول عاجلة للاجئين الإريتريين والصوماليين الذين لا يمكن حتى الآن إعادتهم إلى بلدانهم».

وكان مخيم شوشة الذي يبعد 7 كيلومترات عن الحدود التونسية - الليبية، ويستقبل منذ فبراير آلاف العمال المهاجرين الذين فروا من ليبيا، شهد توترا كبيرا. وقتل إريتريان، الثلاثاء، في المخيم في تبادل لرشق الحجارة مع مهاجرين آخرين في المخيم بينما جرح 7 آخرون في حريق. ولقي 4 إريتريين مصرعهم ليل السبت الأحد في حريقين لم يعرف سببهما. وأعلنت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين ميليسا فليمينغ في جنيف أول من أمس أن ثلثي هذا المخيم الذي يضم نحو أربعة آلاف شخص دمر في المواجهات.

وقالت إن «الوضع تدهور هذا الأسبوع في تونس على الحدود مع ليبيا»، موضحة أن «فريقا صغيرا من وكالات الأمم المتحدة تمكن من أن يحدد أن ثلثي المخيم (شوشة) دمر أو نهب».

وقال رئيس فريق منظمة «أطباء بلا حدود» في المكان مايك بيتس إن «الأحداث الأخيرة التي وقعت في مخيم شوشة تعكس غياب الحلول الآمنة للسكان الذين يهربون من ليبيا وخصوصا مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين تتحول رحلتهم في أفريقيا بحثا عن حياة أفضل إلى كابوس لا ينتهي». أما المسؤول في المكتب الدولي للهجرات فرناندو كالادو، فقال إن «1500 لاجئ معظمهم من دول جنوب الصحراء أعيدوا إلى دولهم الأصلية منذ الثلاثاء»، مما أدى إلى انخفاض عدد اللاجئين في المخيم إلى نحو 2500 شخص.

من جهته، أكد فراس كيال، من المفوضية العليا للاجئين أن «بعض اللاجئين مثل الإثيوبيين والصوماليين والإريتريين لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم». وأضاف «تلقينا 900 عرض لاستقبالهم من دول عدة وخصوصا أوروبا لكن هذا لا يكفي».

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الحكومية في تونس أمس إن مجموعة مؤلفة من 43 ليبيا من المدنيين والعسكريين وصلوا إلى بن قردان على متن سفينتين في انشقاق جديد على ما يبدو على نظام العقيد معمر القذافي. وأضافت الوكالة أن أغلب هذه المجموعة التي وصلت أول من أمس عسكريون يحملون رتبا عالية دون أن تعطي تفاصيل أخرى.