بيلاروسيا تهدد بطرد الصحافيين الروس.. وموسكو ترد

على خلفية تغطية اضطرابات اقتصادية قد تطيح بالسلطة السياسية

TT

عاد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، إلى صب جام غضبه على الصحافيين الروس العاملين في بلاده، متهما إياهم بتأجيج الغضب وعدم موضوعية ما ينشرونه عن اندلاع الأزمات الاقتصادية بعد تحرير العملة المحلية. وقال لوكاشينكو في اجتماع عقده أمس في العاصمة، مينسك، حول تطورات الأوضاع في بلاده في أعقاب الإعلان عن قرار البنك المركزي بتعويم الروبل البيلاروسي، إن الأزمة يمكن ملاحظتها بالدرجة الأولى فيما تنشره الصحافة ووسائل الإعلام الأجنبية، مطالبا بالعمل من أجل عدم وجودها في الداخل.

وقد سارعت موسكو عبر مصادرها في الكرملين إلى الرد على تهديدات لوكاشينكو بتهديدات مماثلة تقول باحتمالات رفض الطلب الذي تقدم به حول الحصول على قرض مالي يقدر بثلاثة مليارات دولار.

ونقلت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية عن قسطنطين زاتولين، قطب حزب الوحدة الحاكم، المعروف بميوله القريبة من بيلاروسيا قوله إن تصريحات مصادر الكرملين حول احتمالات إعادة النظر في طلب بيلاروسيا حول القرض المالي لا تعكس الموقف الحقيقي لروسيا، وتتناقض مع الرغبات المعلنة حول تسوية العلاقات مع بيلاروسيا.

وأعرب زاتولين عن أمله في أن تتخذ القيادة البيلاروسية موقفا أكثر عقلانية تجاه التعامل مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، التي دعاها بدوره إلى الكف عن ممارساتها الاستفزازية، على حد تعبيره.

وكانت الأوضاع الاقتصادية في بيلاروسيا شهدت تدهورا حادا بعد إعلان البنك المركزي في بيلاروسيا، مساء الاثنين الماضي، عن تخفيض قيمة الروبل البيلاروسي، مما أسفر عن تدفق الجماهير على المتاجر لتمسح كل ما حفلت به أرفف محلات الأدوات الكهربائية والإلكترونيات، تخلصا من العملة الوطنية التي سقطت أمام الدولار واليورو، معلنة عن بداية أزمة اقتصادية، ثمة من يقول إنها قد تطيح بالسلطة القائمة هناك.

كما أثار القرار موجة من الاضطرابات الشعبية تعددت مظاهرها، ومنها تدافع المواطنين على مراكز تغيير العملة للتخلص مما يملكونه من العملة المحلية، عبر استبدال العملات الصعبة بها.

وقد اتهم البعض القيادة السياسية في بيلاروسيا بتجاهل التحذيرات التي طالما وجهتها روسيا وفصائل المعارضة المحلية، في الوقت الذي يقولون فيه إن الرئيس لوكاشينكو تعمد السفر إلى خارج البلاد لحظة الإعلان عن قرار البنك المركزي، وكان في ضيافة نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف تاركا شعبه يواجه وحده الأنواء والاضطرابات المالية والاقتصادية، على حد قول بعض المراقبين.