مئات الفلسطينيين يتدفقون على معبر رفح بعد ساعات من فتحه وفق آلية جديدة

لوحظ غياب ضباط «الأمن الوطني»

حركة المسافرين في معبر رفح بعد قرار السلطات المصرية فتحه بشكل دائم، امس (إ. ب. أ)
TT

بينما لا تزال الثورة المصرية تبحث عن خريطة طريق في قلب القاهرة، فإن آثارها تبدت جلية عند الحدود الشرقية للبلاد أمس، حيث بدأ مئات من المصريين والفلسطينيين منذ الساعة التاسعة من صباح أمس، يتدفقون على معبر رفح الحدودي، الذي بدأ تشغيله وفق الآلية المصرية الجديدة، التي تتضمن فتحه لمدة 6 أيام، إضافة لعدة تيسيرات أخرى بالسماح بعبور من هم أقل من 18 سنة وما فوق 40 سنة من دون تنسيق مسبق بين الطرفين.

ولمس الفلسطينيون تيسيرات أخرى من السلطات المصرية، منها إنهاء الإجراءات بسرعة، وغياب ضباط مباحث الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا)، عن المشهد من دون أن تغيب معهم قوائم الممنوعين من السفر.

فاطمة السيد، التي سمحت لها السلطات المصرية بالعبور من دون اصطحاب نجلها بسبب وجود اسمه على قوائم المنع من السفر، تقول إنها لمست تحسنا في سرعة الإجراءات، لكنها لا تزال غير قادرة على أن تعبر بصحبة ابنها. وتقول السلطات في مصر إن الأشهر الثلاثة القادمة ستشهد انفراجة في المشكلات التي يعاني منها المدرجون على قوائم الممنوعين من السفر، بحسب اتفاق القاهرة مع قيادات حركة حماس، حيث سيعمل الطرفان على تنقية هذه الجداول. وتقول أم محمد إنها كانت تنتظر هذا القرار منذ عدة سنوات من أجل الوصول إلى مصر للعلاج بعد أن فشلت منذ نحو عام ونصف العام في دخول الأراضي المصرية بسبب عمليات التنسيق الأمني التي كانت تتم من قبل، مضيفة أنها تشعر بالسعادة البالغة، موجهة الشكر للسلطات المصرية على التسهيلات الحالية.

وعاد أبو مازن، الذي يبلغ من العمر نحو خمسة وستين عاما، إلى المعبر في محاولته السادسة للعبور، بحثا عن علاج لعينيه بالأردن. وقال لـ«الشرق الأوسط» «حاولت العبور خمس مرات قبل ذلك، لكن العوائق الأمنية حالت دون تحقق الأمر». وعبر أبو مازن أمس من الأراضي المصرية إلى الأردن عبر ميناء العقبة، فيما يحدوه أمل ألا يكون قد تأخرا طويلا في علاج عينيه.

وحمل الفلسطينيون العائدون لغزة بضائع مصرية خاصة الأجهزة الكهربائية، من ثلاجات، وغسالات، ومواقد يتم شراؤها بأسعار مناسبة إذا ما قورنت بأسعارها في القطاع.

من جانبه، قال محمد شعث، مسؤول معبر رفح بالسفارة الفلسطينية، إن المسافرين الذين تنطبق عليهم شروط العبور الجديدة أصبح لهم حق التنقل بين الجانبين من دون تنسيق، مضيفا أن ذلك سيساعد على زيادة أعداد العابرين بشكل كبير. وتابع القول إن أكثر من 500 فلسطيني عبروا في الاتجاهين خلال الساعات الخمس الأولى من بدء العمل بالمعبر. وقال أحد أصحاب الفنادق بوسط مدينة العريش، واسمه محمود سالم، إن «جميع غرف الفندق أصبحت مشغولة بسبب توافد أعدادا كبيرة من الفلسطينيين استعدادا للدخول إلى غزة». وقال مصدر أمني إن أعدادا كبيرة من الفلسطينيين وصلوا بالفعل من مختلف الدول العربية ومن المقيمين في المحافظات المصرية الأخرى استعدادا للدخول، بعضهم يقيم في الشاليهات بمدينة العريش، والبعض الآخر يقيم لدى أقارب لهم بمدينتي الشيخ زويد ورفح.