جون ميجور في كردستان: ما تحقق من تطور يثير الإعجاب حقا

بارزاني يستقبل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومهندس «الملاذ الآمن»

TT

التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور والوفد المرافق له المؤلف من السفير البريطاني ببغداد والقنصل البريطاني في أربيل للتعبير عن شكره وتقديره للدور الكبير الذي اضطلع به ميجور أثناء رئاسته للحكومة البريطانية لدعم ومساندة قضية الشعب الكردي في العراق.

ويعتبر ميجور أحد المهندسين الأساسيين لصياغة القرار التاريخي رقم 688 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في الخامس من أبريل (نيسان) عام 1991 والذي فرض منطقة حظر للطيران العراقي فوق مناطق كردستان على امتداد خط العرض 36 وخط العرض 32، وساهم بشكل فاعل في إقامة «الملاذ الآمن» الذي عادت إليه العائلات الكردية النازحة إلى إيران وتركيا خوفا من بطش قوات الحرس الجمهوري التابعة لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين والتي نجحت في قمع الانتفاضة الكردية المندلعة في ذلك العام.

وفي اللقاء خاطب بارزاني ميجور قائلا: «يحق لكم أن تفتخروا بالمكاسب التي تحققت بفضل مساهمتكم الفاعلة في تحرير العراق من الظلم والاستبداد الذي واجه العراقيين جميعا».

من جهته نقل ميجور تحيات ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إلى بارزاني وقال «قبيل سفري إلى كردستان بيومين التقيت جلالة الملكة إليزابيث التي حملتني تحياتها إليك عندما أبلغتها بسفري إلى كردستان، وهي زيارة كنت أود القيام بها منذ فترة طويلة ولكن ظروفا طارئة كانت تحول دون تحقيقها مرارا، ولكني صممت على إيجاد فرصة لزيارة كردستان التي أحبها جدا، وسأستغل هذه الفرصة لأعاين أوضاعها عن قرب، فقد تلقيت الكثير من المعلومات المشجعة من مسؤولين بريطانيين عن التطور الحاصل في هذا الإقليم، ولذلك قررت القيام بالزيارة لأطلع عن كثب على التطور المتحقق منذ عام 1990 والذي يثير الإعجاب حقا». وثمن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دور رئيس الإقليم مسعود بارزاني في العملية السياسية بالعراق الجديد، خصوصا جهوده المضنية من أجل تقريب الفصائل السياسية العراقية، وكذلك فتح أبواب الإقليم أمام استقبال أبناء الطائفة المسيحية الذين فروا من ديارهم خوفا من التهديدات الإرهابية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن ميجور سيلتقي اليوم رئيس حكومة الإقليم برهم صالح للتباحث معه حول أوضاع كردستان والمنطقة، وسيقيم صالح مأدبة عشاء على شرفه والوفد المرافق له.

في غضون ذلك أكد القنصل البريطاني في أربيل كريس باورز في تصريحات «أنه بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق الكردستانية من مظاهر الاحتجاج، وتهدئة الشارع حان الوقت لإعطاء فسحة للبدء بالإصلاحات السياسية بالإقليم». وقال باورز في تصريحات نقلها موقع «بيامنير» الكردي «الآن أستطيع القول بأن مظاهرات إقليم كردستان أصبحت من الماضي، وحان الوقت للشروع بالإصلاحات التي بدأها الرئيس مسعود بارزاني ورئيس حكومة الإقليم برهم صالح، ونحن نعتبرها خطوة مهمة جدا من أجل ترتيب أوضاع كردستان، والمهم عندي أنه ليس هناك مسؤول في إقليم كردستان لا ينادي بالإصلاحات، وأن خطوات رئاسة الإقليم والحكومة بهذا الاتجاه هي مبعث أمل للمستقبل، وأتمنى أن ينجحوا في مساعيهم، وآن لهم بعد تلك المظاهرات أن يستعيدوا أنفاسهم وينطلقوا لمعالجة مشكلات المواطنين عبر المشروع الإصلاحي».