استنكار لبناني للاعتداء على «يونيفيل».. و«14 آذار» تربطه بالأحداث في سوريا

إيطاليا تؤكد نيتها خفض عدد جنودها في الجنوب

TT

لاقى الاعتداء الذي تعرض له موكب من الكتيبة الإيطالية التابعة لقوات السلام الدولية الـ«يونيفيل»، أول من أمس، عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، جنوب لبنان، وأدى إلى جرح ستة جنود إيطاليين ومدنيين لبنانيين، استنكارا لبنانيا من مختلف الفرقاء السياسيين، الذي أجمعوا على وصفه بالعمل الإجرامي، مطالبين بسرعة التحقيقات ومعاقبة الفاعلين.

وفي حين جددت الحكومة الإيطالية، على لسان وزير دفاعها، ايانسيو لاروسا، عزمها سحب 680 جنديا من بين 1780 عنصرا عاملين في إطار قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان، مشيرة إلى «وجوب تقليص هذا النقص بدخول دول أخرى إلى القوات الدولية في لبنان»، دعا سفيرها لدى لبنان، جيوسيبي مورابيتو، بعد زيارته جرحى «يونيفيل» في مدينة صيدا، «كل المسؤولين اللبنانيين وكل الجهات اللبنانية التي تؤمن بالسلام وبالحوار وبعدم استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية، إلى الإجابة حول هذا الهجوم الإرهابي الذي استهدف جنود الكتيبة الإيطالية».

ونفى أن تكون كتيبة بلاده سبق وتلقت أي تهديدات، موضحا أنها «محبوبة من الشعب اللبناني كثيرا، لأنهم جاءوا إلى هنا ليبنوا السلام ويتعاملوا مع السكان ويروا حاجاتهم».

وتابعت الأجهزة الأمنية اللبنانية بالتعاون مع «يونيفيل» تحقيقاتها أمس، وانتقل وفد أمني لبناني ضم كبار الضباط إلى الجنوب، في حين كان لافتا تقليل وحدات «يونيفيل» دورياتها على الحدود الجنوبية، والتزام الجنود الدوليين بمواقعهم، حيث لم تشهد الحدود منذ وقوع الانفجار أي تحرّك، باستثناء تمركز قوة إسبانية عند بوابة فاطمة.

وألغت الكتيبة الإسبانية المتمركزة في سهل بلاط - مرجعيون مهمة تدريبية لعناصرها كانت ستنفذها في منطقة مرجعيون، تخوفا من استهدافها بعد الاعتداء الذي طال الوحدة الإيطالية.

وفي موازاة ذلك، ربطت قوى سياسية في بيروت بين توقيت الاعتداء على «يونيفيل» وتطورات الأوضاع في سوريا، وتحديدا بعد الإعلان عن العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري. ورأى النائب في كتلة «المستقبل» نهاد المشنوق، أمس، أن «الاعتداء رسالة إلى المجتمع الدولي الذي كان مجتمعا لبحث مسودة قرار حول وقوفه إلى جانب الشعب السوري».

وأعرب، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عن قناعته بأن «هذه الرسالة لن تكون الأخيرة من الجانب السوري»، مشددا في الوقت عينه على أنها «لن تغير موقف المجتمع الدولي ولا اندفاعة الشعب السوري».

وتبنّت قوى 14 آذار وجهة النظر الرابطة بين الاعتداء على «يونيفيل» واستخدامه كصندوق بريد لإيصال رسائل إلى المجتمع الدولي. وفي هذا السياق، رأى «تيار المستقبل» أن الاعتداء «عمل جبان يستهدف النيل من استقرار البلاد وأمن المواطنين»، وهو «محاولة لاستخدام لبنان منبرا لرسائل سياسية وأمنية، والعودة إلى أزمنة الفوضى»، معربا عن «رفض أي استهداف لقوات (يونيفيل)، التي تقف إلى جانب الجيش والشعب لحماية اللبنانيين عموما والجنوبيين خصوصا في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة البلد».

وأكد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»، النائب السابق مصطفى علوش، أن التفجير «قد ينطوي على رسالة موجهة إلى القوى الأوروبية»، وقال: «لا أريد أن أنفي أو أؤكد ذلك، إذ إن كل الاحتمالات قائمة، كما لا يمكن أن نجزم ونتهم أي فئة بمسؤوليتها عن التفجير، لكن التوقيت مشبوه، خصوصا مع ما يحدث على الساحة السورية»، ولاقى استهداف «يونيفيل» إدانة لبنانية واسعة، حيث أكد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية أن «هذه الحادثة المؤلمة هي محاولة للنيل من الاستقرار الأمني في لبنان، وللقول إنه لا يلتزم القرارات الدولية لمزيد من الضغوط والاستهدافات»، مطالبا بـ«تحقيق فوري وشفاف للبحث عن المستفيد، استباقا لأي تأويلات قد ينتج عنها تداعيات».

وكان حزب الله وصف، أول من أمس، الاعتداء بأنه «عمل إجرامي»، ودعا «الأجهزة اللبنانية المختصة للتحقيق وكشف الفاعلين ومعاقبتهم».