أنس الشغري محرك مظاهرات بانياس ومنسقها.. مهدد بالإعدام

السلطات تتهمه بأنه وزير داخلية «الإمارة الإسلامية»

TT

أنشأ ناشطون سوريون صفحة على شبكة «فيس بوك» دعما للناشط الشاب أنس الشغري، الموقوف في السجون السورية بتهمة «التخطيط لإقامة إمارة إسلامية» هو وزير داخليتها، وفقا لتلفزيون «الدنيا» السوري.

يتحدث أصدقاء أنس الشغري والمقربون منه عن أخلاقه العالية وحبه لأبناء منطقته ومساعدته الدائمة لهم؛ فهو، وفق ما يقولون، صاحب شخصية قوية ومميزة وثقافة واسعة تثير الإعجاب. أنس، الذي يدرس الاقتصاد في جامعة تشرين الحكومية، وُلد في قرية البيضة التي اقتحمتها أجهزة الأمن السورية منذ فترة واقتادت شبابها إلى ساحة؛ حيث نكلت بهم وأهانتهم وداستهم بالأقدام؛ حيث تداولت وسائل الإعلام أكثر من شريط يظهر هذه الممارسات بالصوت والصورة.

الذي ميزه مؤخرا وجعله في واجهة الأحداث، وفق أحد أصدقائه، أنه صاحب أول صوت يدعو للتظاهر، انطلق في بانياس وبنفس وقت انطلاقة مظاهرة درعا؛ حيث كان يصلي الجمعة في مسجد الرحمن في بانياس بتاريخ 18 مارس (آذار) 2001 وبعد انتهاء الصلاة وقف في المسجد وقال: «أيها الناس.. من يرِد أن يطالب بحريته فليذهب معنا.. ومن لا يرِد الحرية فليعد إلى بيته».. وبدأ بالتكبير فتبعه بذلك عدد كبير بدأ يتزايد مع خروج الناس واتصالهم ببعض من مناطق أخرى في بانياس. وقد استفاد أنس كثيرا من الكاريزما التي يتمتع بها وعلاقاته الواسعة، لجذب الناس وإقناعهم بالتظاهر والمطالبة بالحرية.

ويؤكد ناشطون أن أنس، الذي تم اعتقاله يوم السبت 14 مايو (أيار) 2011؛ حيث ذهب وسلم نفسه إلى أجهزة الأمن بعد تلقيه وعدا بالإفراج عن جميع معتقلي قرية البيضة، تبين أنه كان كاذبا، تعرض لحملة تشويه عبر تلفزيون «الدنيا» شبه الحكومي؛ حيث تم اتهامه أنه يتزعم عصابة مسلحة ويوزع السلاح على الإرهابيين وينصب نفسه وزير داخلية للإمارة الإسلامية التي يزعم النظام وجودها.. وهذه المعلومات، وفق الناشطين، جميعها عار عن الصحة، والسبب الحقيقي لاعتقال أنس دعوته للتظاهر والمطالبة بالحرية، كما أنه كان المنظم الرئيسي لمظاهرات بانياس والمحرك الفعال الذي يجمع الناس ويدعوهم للتظاهر السلمي، إضافة إلى أنه كان أكثر الناشطين إعلاميا في مدينة بانياس وعلى اتصال شبه دائم مع شبكة «الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي» و«فرانس 24» و«رويترز».

ويبدي أصدقاء أنس الشغري قلقهم على حياته، فهو يعاني قصورا كلويا، كما يقولون، وقد تضاربت الأنباء عن تعرضه لتعذيب شديد وإجباره على الظهور على التلفزيون الرسمي للإدلاء باعترافات تحت الضغط، في وقت تخوف ناشطون من أن ينفذ النظام حكم الإعدام بحق أنس الشغري بعد تضارب الأنباء بهذا الشأن؛ حيث ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مجموعة تطالب بعدم تنفيذ الحكم.

وقد يعمد النظام السوري، وفق هؤلاء الناشطين، إلى استخدام استراتيجية إضافية لقمع المظاهرات وردع الناس عن النزول إلى الشارع والمطالبة بحقوقهم، تقضي بإعدام مجموعة من منظمي المظاهرات بشكل علني ليكونوا عبرة لسواهم ويخاف البقية، تماما كما فعل النظام الإيراني في قمع مظاهرات الثورة الخضراء ونجحوا في ذلك. ويضيف الناشطون أن هذه الخطوة لن تنفع في ردع المحتجين عن المطالبة بحريتهم، بل إنها ستثير غضب أهالي بانياس وتجعلهم أكثر تصلبا في مطالبهم.

يُذكر أن مدينة بانياس، التي شهدت الأسبوع الماضي أكبر مظاهرة منذ بدء الاحتجاجات، شهدت موجة اعتقالات واسعة استهدفت أعدادا كبيرة من الشباب الذين شاركوا بالمظاهرات أو دعوا إليها، كما عانت المدينة الساحلية الصغيرة ولا تزال تعاني حصارا خانقا يمنع عنها المواد الأساسية ويخضع سكانها للتفتيش على الحواجز الأمنية أثناء دخولهم وخروجهم من المدينة.