استمرار التوتر في القطاعين الشمالي والجنوبي لسيناء بسبب الانفلات الأمني

مسلحون هاجموا حاجزا أمنيا للجيش بشاحنة وأصابوا جنديا بجراح

طفل فلسطيني يرقد على الأرض في انتظار انتهاء إجراءات عائلته لعبور ممر رفح البري أمس (رويترز)
TT

في استمرار لحالة التوتر جراء الانفلات الأمني بالقطاعين الشمالي والجنوبي لشبه جزيرة سيناء بمصر، استولى عشرات البدو المسلحين على البوابة الخارجية لميناء نويبع على البحر الأحمر، أمس، وتسببوا في توقف حركة شحن البضائع، بينما اقتحم مسلحون ملثمون يستقلون شاحنة صغيرة في ساعة مبكرة حاجزا أمنيا لقوات الجيش بمنطقة أبو زنيمة التابعة لجنوب سيناء، مما تسبب في إصابة جندي بكسور وجراح خطيرة.

وقالت مصادر أمنية وطبية إن الشاحنة كانت من دون لوحات معدنية، وإنها اقتحمت الحاجز مسرعة بعد أن فوجئت بوجوده. وأضافت المصادر أن الجندي، ويدعى محمود طه (20 عاما) أصيب بكسور في قاع الجمجمة والعمود الفقري، وأنه نقل إثر ذلك إلى مستشفى عجرود العسكري بالسويس، وأن حالته خطيرة.. بينما تمكنت الشاحنة المجهولة من الفرار.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية وعاملون داخل ميناء نويبع على البحر الأحمر إن عشرات البدو المسلحين استولوا على البوابة الخارجية للميناء، أمس، وأوقفوا حركة شاحنات البضائع، ومنعوها من الدخول أو الخروج احتجاجا على احتجاز سيارة تخص أحد البدو، التي تتحفظ عليها السلطات المصرية داخل الميناء بعد ضبطها تسير بأوراق مزورة.. وأوضحت المصادر أنه يتم حاليا التفاوض مع البدو لإنهاء الأزمة.

وتشهد شبه جزيرة سيناء في القطاعين الشمالي والجنوبي انفلاتا أمنيا غير مسبوق، بسبب انتشار الأسلحة بكثافة ووجود خلافات بين قبائل بدوية وسكان الحضر بسيناء.

وقال شهود عيان إن مئات المواطنين بمدينة الطور (عاصمة سيناء الجنوبية) اقتحموا مساء السبت مبنى مديرية الأمن، احتجاجا على حالة الانفلات الأمني وقيام مجهولين بالهجوم المسلح على متجر لبيع المصوغات الذهبية، إلا أن كبار الضباط بالمديرية تمكنوا من احتواء غضب المتظاهرين، الذين حدث بينهم وبين بعض الأبناء الذين حضروا اللقاء اشتباكات بالأيدي.

وفي شمال سيناء، هدد المئات من أبناء قبيلة الفواخرية بإعادة قطع الطريق الدولي الساحلي (القنطرة/العريش) أمس، للمرة الثانية، بعد فتحه مساء السبت، حيث قطعه أبناء القبيلة لأكثر من 6 ساعات، احتجاجا على الانفلات الأمني وانتشار السلاح وعمليات الاعتداء على السيارات والأفراد تحت تهديد السلاح، مما تسبب في تكدس مئات السيارات على طول الطريق، وتوقفت حركة السفر عليه تماما، واحتجز عشرات الصحافيين أثناء عودتهم من رفح.

ويطالب أهالي العريش بضرورة تطبيق القانون المدني والقضاء على الانفلات الأمني وتكثيف التواجد الأمني لحماية الأرواح والممتلكات، والضرب بيد من حديد على من يروعونهم بالسلاح. وتسود شمال سيناء حاليا حالة من التوتر الأمني الشديد، بسبب تبادل خطف الرهائن بين قبيلتين؛ إحداهما تقيم بالعريش، والأخرى في البادية.

وتتهم قبيلة الفواخرية، التي تعيش بمدينة العريش قبيلة بدوية أخرى باختطاف 9 من أبنائها واحتجازهم لديها، فيما تقول القبيلة الأخرى إن الاختطاف جاء ردا على اختطاف الفواخرية لأحد أبنائها، ويدعى سلام بريك.

إلى ذلك، قالت مصادر طبية داخل مستشفى رفح المركزي إن عصابة مسلحة لتهريب المهاجرين الأفارقة اقتحمت المستشفى، وقامت باختطاف مهاجرة إريترية كانت تعالج به بعد إصابتها برصاص الشرطة المصرية أثناء محاولتها التسلل إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر إن العاملين بالمستشفى فوجئوا بعد منتصف ليل السبت بثلاثة ملثمين يقتحمون قسم الجراحة مستخدمين الأسلحة الآلية، وقاموا باختطاف مهاجرة إريترية تدعي سمر كيداني في العشرين من عمرها. وإن شاحنتين صغيرتين من دون لوحات معدنية كانتا في انتظارهما في الخارج، وفروا هاربين بعد أن قاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

وقال مصدر أمني إنه تم اختطاف المهاجرة بسبب تعرفها على منزل أحد أفراد العصابة التي كانت تقوم بتهريبها، وأنها كانت على وشك الإدلاء بمعلومات جديدة تفيد في تفكيك شبكة كبيرة لتهريب المهاجرين إلى إسرائيل عبر سيناء.