نتنياهو: إسرائيل تحظى بدعم الكونغرس الأميركي في موقفها من ضم القدس

الحكومة الإسرائيلية اجتمعت على بعد أمتار من الأقصى في القدس المحتلة

نتنياهو لدى وصوله لترؤس اجتماع الحكومة في متحف «الملك داود» في القدس (إ.ب.أ)
TT

عقدت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، أمس، جلسة خاصة لها في متحف «الملك داود»، المقام عند باب الخليل في القدس الشرقية المحتلة، على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك. وجاء هذا الاستفزاز بمناسبة ما يسمى «يوم أورشليم»، الذي تحتفل فيه إسرائيل باحتلالها القدس الشرقية عام 1967.

وقال نتنياهو، في مستهل هذه الجلسة، إن حكومته ملتزمة بـ«وحدة القدس»، وإنها بذلك تحظى بدعم من الكونغرس الأميركي. وأعلن التزام حكومته ببناء القدس، التي وصفها بأنها «قلب الأمة».

وقال أيضا: «إن وحدة القدس هي أحد أسس الوحدة لشعب إسرائيل». وأشار إلى أنه أكد هذه الوحدة وأهميتها خلال خطابيه أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قبل أسبوعين، وأمام الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي، واعتبر أن الدعم الواسع لهذه الأسس هو ذخر لدولة إسرائيل، وأن العالم كله يعرف أن «شعب إسرائيل وأصدقاءه مخلصون للقدس ولتراثنا فيها». وتابع: «نحن متمسكون بمواقفنا، وفي الوقت نفسه نمد أيدينا للسلام مع جيراننا، الذين يعرفون ذلك بشكل أفضل اليوم».

كان نتنياهو قد قال في خطابه أمام الكونغرس، الثلاثاء الماضي: إنه يجب عدم تقسيم القدس، وإن «القدس يجب أن تبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل». وادعى في حينه أن ذلك يشكل صعوبة بالنسبة للفلسطينيين «إلا أننا نتفهم علاقة الفلسطينيين بالمدينة المقدسة، ونعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل بقليل من الإبداع والنية الحسنة»، على حد تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن حكومة نتنياهو أقدمت، في الأسابيع الأخيرة، على سلسلة إجراءات لتهويد القدس العربية المحتلة وغيرها من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، اتسمت بتمرير الكثير من المشاريع الاستيطانية. وعندما كان نتنياهو عائدا إلى البلاد من الولايات المتحدة، قام عدد من وزراء حكومته بالمشاركة في افتتاح حي استيطاني جديد في راس العمود في القدس المحتلة، على جبل الزيتون، المطل على الأقصى. وكان بينهم وزير المعارف غدعون ساعار، ووزير حماية البيئة غلعاد أردن، ووزير الداخلية إيلي يشاي، ووزير العلوم دانييل هيرشكوفيتش، ورئيس الكنيست رؤوبين ريفلين، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات.

وأفادت صحيفة «هآرتس»، أمس، بأن الخزينة الإسرائيلية سترصد ميزانية لـ«المركز الجامعي» في مستوطنة «أريئيل»، الواقعة جنوب غربي مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية، توازي ثلاثة أضعاف ميزانيات الكليات الأخرى الواقعة داخل الخط الأخضر.

وقالت الصحيفة: إن مجلس التعليم العالي في إسرائيل قرر زيادة عدد الطلاب الجامعيين الذين تمول خزينة الدولة بموجبه كلياتهم التي تحظى بدعم حكومي، وتبين من القرار أن الزيادة الكبرى التي يتوقع أن ترصد هي لـ«المركز الجامعي» في مستوطنة «أريئيل». وتبين أيضا أن الميزانية التي سيتم رصدها لهذا «المركز الجامعي» ستكون ثلاثة أضعاف الميزانيات التي سيتم رصدها لـ20 كلية أخرى، إضافة إلى ذلك تقرر رصد 30% من الميزانيات في المجال الأكاديمي لمؤسسات أكاديمية إسرائيلية في القدس والضفة الغربية، بينما حصلت المؤسسات الموجودة في منطقتي الجليل والنقب على 55% من الميزانيات، وحصلت المؤسسات في وسط إسرائيل على 5% من الميزانيات فقط.

وفي تصريح لرئيس لجنة التخطيط والموازنة في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية البروفسور مانويل ترختنبرغ، اعتبر هذا القرار «تغييرا دراماتيكيا للغاية مع رسالة واضحة جدا حيال الأماكن التي نريد التشديد عليها والتمسك بها». ووصف الرئيس السابق لكلية سبير في مدينة سديروت بجنوب إسرائيل القرار بأنه «مخيب للآمال جدا» وأنه «استسلام للسياسيين» من جانب مجلس التعليم العالي.

من جهة ثانية، قرر منظمو المسيرة الإسرائيلية التقليدية الاستفزازية في ذكرى احتلال القدس، الذين ينتمون لجمعية «شعب كالأسد» الاستيطانية، الانطلاق من حي الشيخ جراح الفلسطيني الذي يعتبر بؤرة توتر كبيرة بسبب اعتداءات مستوطنين على بيوت عربية واحتلالها بمساعدة الشرطة وأجهزة أمن أخرى.

وستجري هذه المسيرة يوم الأربعاء المقبل في الذكرى الـ44 لاحتلال القدس الشرقية وفقا للتقويم العبري. ووصفت الصحيفة هذه المسيرة بأنها «مسيرة قلب المواجهة» بينما يسميها منظموها بـ«مسيرة الرقص بالأعلام»؛ إذ يتم خلالها رفع عدد كبير من الأعلام الإسرائيلية.

إضافة إلى ذلك، فإن مسار المسيرة، التي تنظمها الجمعية الاستيطانية «شعب كالأسد»، سيكون بمحاذاة أحياء فلسطينية قريبة من البلدة القديمة، كما أن المشاركين فيها سيدخلون عبر بابي العامود والخليل في سور القدس إلى البلدة القديمة التي باتت تعج بالمستوطنين والبؤر الاستيطانية. ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست ميخائيل بن أري، اليميني المتطرف الذي يدعو إلى ترحيل الفلسطينيين عن وطنهم، قوله: إن مسيرة «الرقص بالأعلام هي الرسالة الأنسب لأوباما (الرئيس الأميركي باراك أوباما) ولمن يتآمر على تقسيم القدس». وستنشر الشرطة الإسرائيلية قوات كبيرة في القدس الشرقية، خصوصا في البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية المحيطة بها لحماية المشاركين فيها.