انقطاع الكهرباء يزيد صعوبة الحياة في منطقة الجبل الغربي الليبية

مع حلول الليل تغرق الزنتان في الظلام.. وتتلألأ الأنوار في قرية مجاورة تسيطر عليها قوات القذافي

TT

قطعت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي الكهرباء عن معظم أنحاء منطقة الجبل الغربي، مما يهدد إمدادات المياه النقية ويمثل تصعيدا لحرب الاستنزاف مع المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة.

وتزامن قطع التيار الكهربائي، الذي بدأ منذ خمسة أيام، مع تزايد وتيرة القصف المدفعي على مركز قيادة المعارضة في بلدة الزنتان وعلى بلدة الرجبان.

وقال مراسل لـ«رويترز» في الزنتان إنه سمع انفجارات عشرة صواريخ تضرب مشارف البلدة أمس. وقال إن هذه الصواريخ لم تسقط على ما يبدو في مناطق سكنية، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.

وتحاول المعارضة بشتى الطرق جلب مولدات الكهرباء عبر المعبر الذي تسيطر عليه على الحدود مع تونس من أجل تشغيل ماكينات رفع المياه من الآبار الجوفية التي تمد المنطقة بمعظم احتياجاتها من المياه في هذه المنطقة الجافة. كما ارتفعت درجة الحرارة بشدة مع دخول فصل الصيف. وتوجد محطات الكهرباء في منطقة الوديان التي تتمركز فيها قوات القذافي.

ومع حلول الليل تغرق الزنتان في الظلام الدامس لكن الأنوار تتلألأ في قرية الرياينة القريبة التي تسيطر عليها قوات القذافي.

وتقع بعض مواقع قوات القذافي قرب محطات الكهرباء نفسها وربما كان السبب في اختيارها هذه الأماكن هو محاولة تفادي قصف قوات حلف شمال الأطلسي التي قد تخشى إصابة محطات الكهرباء.

وقال أبو بكر، أحد قادة المعارضة المسلحة في الرجبان «بسبب انقطاع الكهرباء لا يمكننا ضخ المياه. الآبار أعمق كثيرا من أن يمكننا رفع المياه منها يدويا».

وأضاف أن المعارضة تعمل على إحضار مولد ضخم من تونس لضخ المياه من البئر الرئيسية المعروفة باسم الخرطوم والتي تسقي الرجبان.

وذكر أن خزانات المياه بها بعض المياه الاحتياطية وأنها يمكن أن تكفي لعشرة أيام إضافية. ويوجد بالمدينة مولدان كبيران أحدهما يمد المستشفى الرئيسي بالكهرباء. وتجري الحرب على الجبهة الغربية في ليبيا في سلسلة من البلدات الممتدة على مسافة تزيد على 200 كيلومتر تبدأ من الحدود مع تونس وتنتهي عبر الجبال النائية في الزنتان التي تقع على بعد 150 كيلومترا تقريبا جنوب غربي العاصمة طرابلس.

وتجد القوات الموالية للقذافي صعوبة في السيطرة على المناطق الجبلية المرتفعة بعد أن قضى الحظر الجوي الذي يطبقه حلف شمال الأطلسي على قدراتها الجوية، لكن عزلة المعارضة في هذه المناطق النائية وصعوبة إمدادها عبر الحدود التونسية وحدها ستعمل ضدها إذا طال أمد القتال.

وأخلت المعارضة جزءا من الطريق الرئيسي الذي تسيطر عليه، وأعدته كمهبط للطائرات على أمل أن يسمح حلف شمال الأطلسي بتقديم مساعدات لهم من الجو، أو على أمل أن يصل إليهم السلاح من رفاقهم في بنغازي بالشرق.

وقال العقيد جمعة إبراهيم المعارض البارز في الزنتان، إن المعارضة في الغرب أبلغت بنغازي بحاجاتها التي يفترض أنها أبلغت حلف شمال الأطلسي، لكن لم يصل إليها الرد حتى الآن.

وأضاف أنه يخشى هجوما وشيكا تقوم به القوات الموالية للقذافي. وقال إن قوات القذافي تستعد لشيء ما وإن الوقت قد اقترب. وكرر مطالبة بنغازي بإمدادهم بالسلاح.

وتقول المعارضة المسلحة في الرجبان إن قوات القذافي المتمركزة على بعد نحو 20 كيلومترا صعدت من قصفها الليلي على مدى الأيام الخمسة الماضية، كما تعرض وسط الزنتان لقصف صاروخي أربع مرات على الأقل خلال الأسبوع الماضي، مما أجبر أطباء منظمة «أطباء بلا حدود» على الرحيل.

ويعاني سكان المنطقة من قلة المساعدات الإنسانية، وتتناقص مخزوناتهم من الوقود، وهو ما يعني تناقص أعداد القادرين على السفر إلى تونس للحصول على احتياجاتهم الأساسية.

وقال أبو بكر، أحد سكان المدينة، إن المزارعين يجدون صعوبة في إطعام أغنامهم بسبب وقوع معظم مناطق الرعي خارج سيطرة المعارضة، وإنهم مضطرون إلى بيع الأغنام في تونس.

وحصلت كل أسرة في الرجبان أول من أمس على حصة من كيلوغرامين فقط من كل نوع من الخضراوات جرى توزيعها من منفذ بدائي على حافلة صغيرة. وحددت حصة الوقود بعشرين لترا فقط للفرد كل أسبوعين.

وقال محمد نوير، المقيم في الرجبان: «بسبب طبيعة الجبل، فنحن معتادون على ظروف الحياة القاسية.. يمكننا التكيف مع الظروف الصعبة».