الاشتراكيون يتبنون خطة من 30 بندا لانتخابات الرئاسة الفرنسية

تصميم على طي صفحة ستروس - كان.. واستقالة وزير فرنسي بتهمة التحرش الجنسي

TT

تبنى الاشتراكيون الفرنسيون، أمس، مشروعهم للانتخابات الرئاسية المرتقبة، العام المقبل، في أجواء إيجابية سادت مؤتمرهم، مع تصميم على طي صفحة خمسة عشر يوما من الزوبعة السياسية التي تسببت بها قضية دومينيك ستروس - كان. وجاء هذا فيما استقال الوزير الفرنسي، جورج ترون، المتهم بالاعتداء الجنسي على سيدتين، أمس، من مهامه، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء.

وفي ختام مؤتمر الحزب الاشتراكي، الذي قرر خطته للاستحقاق الانتخابي في عام 2012، أعلنت سكرتيرته الأولى مارتين أوبري: «أريد أن أوجه اليوم رسالة بسيطة وقوية إلى الفرنسيين؛ بأن الاشتراكيين جاهزون». ويتضمن المشروع الذي أطلق عليه اسم «التغيير» ثلاثين اقتراحا من أجل «إصلاح فرنسا» و«جمع الفرنسيين». وقد أقر بإجماع المندوبين في تصويت برفع الأيدي، خلال مؤتمر للحزب شارك فيه نحو ألفي مندوب، بحسب المنظمين.

وقالت أوبري بلهجة حازمة لاحظها الجميع، أمام المندوبين الذين التقوا في هال فريسينيه، في باريس (الدائرة الثالثة عشرة): «قلت ذلك من قبل: سأتولى مسؤولياتي مع رغبة وحيدة، طموحة وبسيطة في آن، تحركني منذ ثلاث سنوات، (وهي) أن يتمكن ترشيح منبثق من صفوفنا يحمل الأمل المنشود من الوصول العام المقبل إلى رئاسة الجمهورية».

وحضر الجميع المؤتمر من ليونيل جوسبان، رئيس الوزراء الأسبق، الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في 2002، والذي غاب عن المناسبات الحزبية الكبرى منذ الانتخابات التمهيدية في 2006، إلى فرنسوا هولاند ولوران فابيوس وسيغولين روايال أو بيار موروا وجاك لانغ.

وقالت أوبري لدى وصولها: «إنه يوم جميل جدا لفرنسا وللفرنسيين. إنه يوم عظيم لجميع الاشتراكيين وحتى لجميع الفرنسيين». وتحدثت أوبري في خطابها عن فرنسوا ميتران، وعام 1981، مشيرة إلى «خريطة الطريق التي نتبعها منذ ثلاث سنوات وسنتبعها حتى عام 2012، حتى النصر، وليست بعيدة عن تلك التي رسمها آخر قبلنا».

وفي الصف الأول، كانت السكرتيرة الأولى للحزب الاشتراكي محاطة برئيسة منطقة بواتو - شارانت وبرتران ديلانويه رئيس بلدية باريس، الذي ترك مكانه لفرنسوا هولاند الذي وصل لاحقا.

ولفت رئيس بلدية باريس إلى أن المرحلة ما زالت في «طور المشروع»، وبعد 28 يونيو (حزيران) المقبل مع بدء تقديم الترشيحات ستبدأ «المرحلة التمهيدية».

فمع رفع أعلام الحزب الاشتراكي باللونين الأحمر والأبيض، وأحيانا الأعلام الثلاثية الألوان، وعرض شريط فيديو عن ميتران وسط التصفيق الحاد، يبدو أن هناك إرادة واضحة لمحو «المحنة الإنسانية المروعة»، بحسب تعبير أوبري، لدى تحدثها عن قضية دومينيك ستروس - كان. وبخصوص هذا الملف قالت أوبري التي لم تعلن ترشيحها بعد، إنه بعد مرور خمسة عشر يوما على القضية «ما زلنا متأثرين بها»، لكن أيضا من «واجب» الاشتراكيين «التركيز على المهمة التي هي على عاتقنا».

وأقر النائب جان كريستوف كامباديليس، المقرب من ستروس - كان، بأن «أصدقاء دومينيك حزنوا وتأثروا»، لكن «لا مجال للمشاعر في المواجهة مع نيكولا ساركوزي».

وأضاف المسؤول الاشتراكي أن «القطعة الموسيقية هنا، والموسيقيين يعزفون، والأوركسترا سيكون جيدا. ستقولون لي إن قائد الأوركسترا ليس موجودا، فلنقم بما علينا في الانتظار».

وقال هولاند من جهته إن «التجمع هو أمر جيد دوما، لكن ذلك لا يمنع من أنه سيتعين عندما يحين الوقت حسم الخيار» لانتخاب مرشح الحزب إلى الانتخابات الرئاسية.

وأشار المرشح مانويل فالز إلى «الطريق الذي تم سلوكه منذ مؤتمر 2008». وشكر أوبري على العمل الذي تم إنجازه. واعتبر السيناتور جيرار كولومب، رئيس بلدية ليون، أن «من واجب سيغولين روايال ومارتين أوبري وفرنسوا هولاند اليوم أن يقترحوا علينا تجمعا، وأن يقدموا لنا مرشحا لا يخرج ضعيفا من الانتخابات التمهيدية، بل يكون في موقع رابح».

ورأى بونوا امون من جهته في هذا المؤتمر «دورة تأتي على نهايتها»، و«الجسر بين مرحلتين، إعادة بناء الحزب الاشتراكي، والنهوض بفرنسا».

ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت يشتد فيه التنافس مجددا داخل الحزب الاشتراكي منذ اندلاع قضية دومينيك ستروس – كان، الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2012، إلى أن تم توقيفه. واتهم القضاء الأميركي الوزير الفرنسي الاشتراكي السابق والمدير العام لصندوق النقد الدولي رسميا بالاعتداء الجنسي في 14 مايو (أيار) الحالي على عاملة فندق في مانهاتن، وفرض عليه الإقامة الجبرية في نيويورك.

وما زالت استطلاعات الرأي الأخيرة ترجح فوز المرشح الاشتراكي في مواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي، في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.

وفي سياق متصل، استقال الوزير جورج ترون المتهم بالاعتداء الجنسي على سيدتين، أمس، من مهامه، حسب ما أعلن رئيس الوزراء فرانسو فيون، في بيان قال فيه إنه «أخذ علما» بالاستقالة.

وأشار رئيس الوزراء أيضا إلى أن هذا القرار لا يعني «البتة» حكما مسبقا على المصير الذي سيحدده القضاء لقضيتي ملاحقة سكرتير الدولة للوظيفة العامة «اللتين لا يعتقد أن لهما أساسا». وأضاف البيان أن «فرانسوا فيون يشيد بشجاعة جورج ترون وإحساسه بالمسؤولية الذي دفعه إلى تغليب المصلحة العامة. وسيتيح له هذا القرار القيام بدفاعه بكل حرية».

واتهم ترون، 53 عاما، بالاعتداء الجنسي من قبل موظفتين بلديتين سابقتين في درافاي، جنوب باريس، التي يتولى فيها منصب رئيس بلدية.

وفتح تحقيق قضائي منذ أسبوع، وأكدت الشاكيتان إصرارهما على دعواهما أمام المحققين.