جولة ثانية من انتخابات محلية تهدد برلسكوني في عقر داره

اليسار واثق من الانتصار.. ورئيس الوزراء يقلل مسبقا من أهمية النتائج

موراتي مرشحة برلسكوني لمنصب عمدة ميلانو تدلي بصوتها أمس (أ.ب)
TT

توجه الإيطاليون أمس إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات محلية تشمل 88 بلدية وستة أقاليم، لكن الأنظار تتركز خصوصا على ميلانو معقل رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الانتخابي الذي يكاد يفقده لحساب وسط اليسار، ونابولي التي هي أيضا مدينة اختبار.

ودعي نحو ستة ملايين ناخب للمشاركة في هذه الجولة الثانية من الانتخابات، التي تستمر حتى اليوم، فيما كان الاختبار الأول جرى يومي 15 و16 من الشهر الحالي وحقق فيه وسط اليسار انتصارا كبيرا في اثنين من معاقله؛ بولونيا وتورينو.

وفي أمر غير متوقع، أصبحت عمدة ميلانو المنتهية ولايتها ليتيتسيا موراتي مرشحة برلسكوني متعادلة مع مرشح وسط اليسار جيوليانو بيزابيا بينما تميل الكفة لمصلحته. وفاز بيزابيا، وهو محام، في الجولة الأولى بنحو 48% من الأصوات مقابل 41.6% لموراتي. ورافقت الحشود المتحمسة حتى النهاية مهرجانات بيزابيا الانتخابية حتى إن آخر تجمع نظم في حي «كيو تي 8» وترددت فيه كلمة «الأمل» بين الحشود الغفيرة التي تدافعت أمام المنصة الصغيرة. ولا يجد مرشح اليسار الذي خط الشيب شعره وتتسم ملامحه بجدية وتعلو الابتسامة وجهه، صعوبة في إقناع الجمهور. وقالت المتقاعدة إيميليا، من سكان الحي: «خلال الحملة الانتخابية تبلورت طاقة جديدة وشعور بالفرح وقوة جماعية. كنت أتوقع أن يشعر أهل ميلانو بالإحباط، لكننا اكتشفنا أننا كثيرون نحن الذين مللنا الوضع الحالي». وأضافت أن «هذه الانتخابات قد تشكل هزة تدفع بالتغيير إلى الأمام على الصعيد الوطني».

وتعتبر ميلانو عاصمة البلاد الاقتصادية ورمز «البرلسكونية» أكبر رهان في هذه الانتخابات حيث يحكمها اليمين منذ عشرين سنة لا سيما أنها مسقط رأس برلسكوني ومقر إمبراطوريته الإعلامية «فينينفست». والمدينة الأخرى الكبيرة التي تعتبر اختبارا في هذه الانتخابات الجزئية هي نابولي حيث يحتفظ اليمين بفرصة الفوز بها بفضل المقاول جياني ليتيير. وهذا مع أنه في يسار الوسط اضطر القاضي السابق لويغي دي ماجيستريس المتأخر بعشر نقاط لمواجهة مرشح آخر من معسكره في الجولة الأولى ويفترض أن يستفيد من أصوات خصمه.

وقبل ساعات من افتتاح الاقتراع توجه برلسكوني إلى فيلته في سردينيا وحاول التقليل من وقع هزيمة مزدوجة متوقعة في ميلانو ونابولي على معسكره. وقال لأنصاره إنه «لن يكون للنتيجة تأثير على الحكومة». وأضاف أنه متأكد من وفاء حليفه أومبرتو بوسي زعيم رابطة الشمال.

ولا يتوقع أنصاره أن تضعف استقالة الوزيرة المنتدبة دانييلا ملكيوري، رئيسة حزب صغير ينتمي إلى الليبراليين الديمقراطيين، أول من أمس، كثيرا معسكره، لأن لديه 320 مقعدا في مجلس النواب، أي أربعة مقاعد فوق الأغلبية المطلقة.

وبعد أن توقعت نهاية «البرلسكونية» في حال تكبده هزيمة في ميلانو، أبدت وسائل الإعلام مزيدا من التحفظ الأحد ودعت صحيفة «إيل فاتو كوتيديانو» الناخبين إلى «التصويت والدعوة إلى التصويت» لضمان فوز المعارضة في ميلانو ونابولي.

ورغم أن برلسكوني لم يحضر مساء الجمعة مهرجانا انتخابيا نظمته موراتي مفضلا دعم اليمين في نابولي، حاول جاهدا طيلة الأسبوع تحسين وضعه. واعتبر برلسكوني ناشطي اليسار «بلا عقل»، مؤكدا أنه إذا فاز بيزابيا فستتحول ميلانو إلى «مدينة إسلامية» تكثر فيها المساجد و«تسيغانوبوليس (مدينة للغجر) تكثر فيها مخيمات الروم الغجر ويحاصرها الأجانب».

واغتنم برلسكوني الملاحق حاليا في ثلاث محاكمات بما فيها فضيحة «روبي غيت» الجنسية، فرصة لقائه دقيقتين على انفراد مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال قمة مجموعة الثماني في فرنسا ليشتكي مجددا من «ديكتاتورية قضاة اليسار».

وسيختار الناخبون رؤساء المجالس البلدية في 88 بلدية منها 13 مدينة كبيرة (ميلانو ونوفاري وفاريزي وروفيغو وروميني وغروسيتو ونابولي وكوتشانزا وكروتوني وترييستي وبردينوني وكالياري وإيغليزياس واثنتان من مدن سرديني). وسيختارون رؤساء مجالس إقليمية في ستة أقاليم (فيرتشيلي، مانتوفي، وبافيا، وترييستي، وماتشيراتا، وريجيو كلابريا).