مصدر أميركي لـ «الشرق الأوسط»: قلقون من أنشطة «القاعدة» في أبين

برلين قلقة على الوضع في اليمن.. والخارجية الألمانية: حان الوقت لتسليم السلطة

TT

قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحكومة الأميركية، بطبيعة الحال، تقلق على أي أخبار عن أي نشاطات لمنظمة (القاعدة) الإرهابية، ناهيك عن سيطرتها على مدينة، خاصة في بلد مثل اليمن له أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لنا».

ورفض المصدر التعليق رسميا على الوضع في أبين. وقال: إن الخارجية في انتظار معلومات مؤكدة من السفارة الأميركية في صنعاء، وإن الخارجية الأميركية لن تستطيع التعليق، بصورة رسمية، حتى يحدث ذلك، لكنه قال: «صار واضحا أن الوضع في اليمن معقد جدا، بالإضافة إلى التقسيمات القبلية، ظهرت الآن تقسيمات وسط القوات المسلحة وقوات الشرطة، وربما حتى القوات الخاصة التي تحرس الرئيس اليمني».

كان مسؤول أميركي كبير قد قال لوكالة «رويترز»، طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو وظيفته: «تحاول منظمة (القاعدة) استغلال الوضع في اليمن لنشر عدم الاستقرار». وقال: إن الحكومة الأميركية تتصل مع حلفائها الأوروبيين والخليجيين لبحث «زيادة الضغط» على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليرحل.

وقال المسؤول: «الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الوضع في اليمن، الذي تسبب في زيادة المشكلات القبلية المستمرة منذ فترة طويلة. هذه الزيادة تعرقل عملية التوصل إلى اتفاق بشأن نقل منظم للسلطة». وأضاف: «تحاول القبائل والجماعات المتطرفة استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية من أجل تحقيق مصالحها الخاصة». وأضاف المسؤول أن واشنطن تشك كثيرا في نوايا قبيلة الأحمر القوية والثرية، بعد أن تآكل دعم الولايات المتحدة للرئيس صالح.

وقال مراقبون في واشنطن: إن الحكومة الأميركية كانت قد كررت طلبها أن يرحل الرئيس صالح، كما هددت بقطع المساعدات التي تقدمها له. لكنها، في الوقت نفسه، لا تريد تخفيض التعاون بين الحكومتين، الأميركية واليمنية، ضد منظمة «القاعدة». وإن الرئيس باراك أوباما يتعرض إلى ضغوط من أكثر من جانب. يريد قادة أميركيون منه أن يتخلى تماما عن صالح، وأن يؤيد مظاهرات الشباب في صنعاء، إن لم يؤيد قبيلة الأحمر المعارضة لصالح، ويدخل في نزاعات قبلية يمنية. ويريد آخرون أن يركز أوباما على الحرب ضد الإرهاب، وعلى استهداف «القاعدة»، وأن ذلك يخدم الأمن الأميركي أكثر. هذا وقد حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي من اندلاع حرب أهلية في اليمن. وطالب فسترفيلي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما، بالتوقيع على المبادرة الخليجية الخاصة بالانتقال السلمي للسلطة.. جاءت هذه التصريحات لفسترفيلي الأحد في العاصمة العمانية مسقط على هامش زيارته التي بدأها أول من أمس السبت لسلطنة عمان. وأعرب الوزير الألماني عن قلقه إزاء تطور الأوضاع في اليمن، قائلا: إن هناك مخاطرة كبيرة من أن يتحول العنف المستمر سريعا إلى حرب أهلية تودي بحياة الكثير من المدنيين. وأوضح فسترفيلي أنه «حان الآن وقت تسليم السلطة»، كما أعرب عن تأييده لجهود الوساطة التي يبذلها مجلس التعاون الخليجي بين صالح والمعارضة.

من جانبه، أعرب يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني، عن أمله في إمكانية التوصل إلى حل سلمي في الأزمة اليمنية. وكانت القوات الحكومية في اليمن وقوات المعارضة التابعة لصادق بن عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، قد توصلت مؤخرا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد 5 أيام من المعارك، وأعلن الجانبان، أمس، عن البدء في سحب قواتهما من منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء؛ حيث أسفرت معارك الأيام الماضية عن مقتل أكثر من 120 شخصا.