المغرب: مظاهرة ضد «المظاهرات» في الرباط

التجار والباعة يشتكون من كساد تجاري بسبب الاحتجاجات المستمرة

TT

نظمت أمس في الرباط، وفي بادرة غير مسبوقة، مظاهرة ضد المظاهرات. وشارك في المظاهرة التي رفعت لافتات ورددت شعارات في وسط العاصمة المغربية، تجار وباعة، يطالبون بوقف المظاهرات في شوارع الرباط الرئيسية، ويقولون إن هذه المظاهرات كانت لها انعكاسات وخيمة على الرواج التجاري في أهم شارعين تجاريين، هما شارع محمد الخامس وشارع علال بن عبد الله، إضافة إلى متاجر ومقاه ومطاعم مدينة الرباط العتيقة.

وقال مشاركون في المظاهرة إن القطاع التجاري والخدمات أصيبت بالكساد بسبب المظاهرات، التي أصبحت ظاهرة يومية في الرباط، وتتحول إلى «أهم حدث» في نهاية كل أسبوع. وكانت غرفة التجارة والصناعة والخدمات في الرباط دعت إلى تنظيم هذه المظاهرة. وقالت في بيان لها إن التجار أصبحوا يعيشون وضعية غير مستقرة بسبب المظاهرات المستمرة في وسط العاصمة.

وأصبحت الحركة التجارية في نهاية الأسبوع محدودة جدا، نظرا للمشكلات التي يتعرض لها التجار الباعة بسبب تدخل الشرطة في كثير من الأحيان لتفريق المظاهرات، وهو ما يؤدي في الغالب إلى عزوف الزبائن عن التبضع، والابتعاد عن أماكن المظاهرات، إضافة إلى ذلك يتعرض المارة في بعض الأحيان إلى الضرب بالهراوات عندما تتدخل الشرطة بعنف لفض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، إذ كثيرا ما تختلط الأمور في مثل هذه الحالات. كل ذلك أدى إلى حالة كساد واضحة في النشاط التجاري.

وقال محمد آيت الطايع، منسق المظاهرة «نحن نمثل أنفسنا، نحن ضد المظاهرات والاحتجاجات المستمرة التي خرجت عن المألوف، وتسببت لنا في كثير من الخسائر المالية». وزاد قائلا «نريد مظاهرات سلمية لا يتضرر منها التجار والصناع التقليديون وأصحاب المحلات وباعة الأرصفة، ولا يكون فيها تدخل أمني يؤدي إلى هروب الزبائن خوفا من تعرضهم للضرب من طرف الشرطة».

وأشار آيت الطايع إلى أن محلاتهم تعرف ركودا، وفي كثير من الأحيان تتعرض للهجوم من طرف متظاهرين وتتعرض للتكسير. وقال: «في العادة تنطلق المظاهرات في المدن المغربية في أجواء سلمية، لكن شبانا طائشين يعمدون إلى التخريب، وهو تخريب طال عددا من المنشآت الحكومية والمحلات التجارية، كما شمل ممتلكات الناس، وأصبح ذلك يثير الخوف والرعب في نفوسنا، كلما أعلن عن تنظيم مظاهرة، مما جعلنا نحن الباعة والتجار المتضررين الرئيسيين من هذه المظاهرات».

وفي السياق نفسه، قالت نجية السبتي، رئيسة جمعية البشرى للصناعة التقليدية، إن العاملين في هذه القطاعات «يرفضون رفضا باتا الفوضى وإلحاق الضرر بالتجار الذين يؤدون دورهم الاقتصادي والاجتماعي بكل مسؤولية». وأضافت أن تنظيم الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات ينبغي أن يتم في إطار من المسؤولية والانضباط واحترام القانون. يشار إلى أن المتظاهرين رفعوا لافتات تقول شعارات «لا للفوضى»، و«نعم للاستقرار والأمن».