قيادي في «الاستقلال» المغربي ينتقد حركة «20 فبراير» الشبابية ويشبهها بـ«موضة الهيبيين»

حميد شباط: الناس في المغرب أصابهم الملل من «مظاهرات الأحد»

TT

كال قيادي في حزب الاستقلال، الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب، الاتهامات والانتقادات لحركة 20 فبراير الشبابية، التي تطالب بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، ودأبت على تنظيم مظاهرات في مختلف المدن في نهاية كل أسبوع.

وشبه حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية (المكتب السياسي) لحزب الاستقلال، والأمين العام للاتحاد العام للشغالين في المغرب (اتحاد عمالي) الحركة بموضة «الشباب الهيبي»، التي اكتسحت العالم، في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

وقال شباط في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في الرباط: «هذه الأمور مقبولة في الموضة أو الموسيقى ولكن في السياسة يختلف الأمر».

وأشار شباط، وهو في الوقت نفسه عمدة مدينة فاس، التي شهدت الكثير من المظاهرات، إلى أنه ظل يتتبع نشاط الحركة، وقال إنه لاحظ أن آباء هؤلاء الشباب إما من اليساريين أو اليمينيين المتطرفين، «وبعضهم لا يعرفون ما يقولون، وليس لديهم وعي سياسي، ولا توحدهم أهداف، بل يتبعون موجة عابرة مثل كل الموجات الشبابية العابرة»، على حد تعبيره.

وأوضح شباط أن هذه الاستنتاجات تجد سندها في الشعارات التي تعرفها المظاهرات، التي تنظمها 20 فبراير، إذ أصبح كل شخص يشارك في هذه المظاهرات يرفع مطالبه الشخصية، سواء تعلق الأمر بالبحث عن عمل أو مسكن وما إلى ذلك.

وقال شباط: «هناك آخرون (تيارات سياسية) فقدوا ثقة الشارع المغربي، وأرادوا ركوب هذه الموجة لاستعادة ثقة الناس، لذلك اختلط الحابل بالنابل، وكاد الأمر أن يتحول من (ميدان تحرير) إلى (ساحة تخريب)، مشددا على أن المغاربة لن يسمحوا بذلك».

وردا على سؤال حول تعليقه على مشاركة كثيرين في المظاهرات التي تدعو لها 20 فبراير، قال شباط: «المشاركة لم تكن كثيفة، ولم تتعد في مدن كبيرة بضعة آلاف، معظمهم يسايرون هذه الموجة كموضة، وهناك آخرون هدفهم الفتنة والبلبلة، في حين هناك من يعمل لصالح أجندة خاصة». وأردف قائلا: «بعض الجمعيات الحقوقية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أو الفلسطينيين أو ضد الوجود الأميركي في العراق، تمول من الخارج، ونحن نعرف ذلك، ولدينا معلومات مؤكدة».

وبشأن دعوة الحركة إلى مظاهرات كبرى يوم الأحد 5 يونيو (حزيران) المقبل، احتجاجا على استعمال العنف لتفريق مظاهرات سابقة، قال شباط: «الآن حدثت خلافات بين أعضاء الحركة، وانقسمت على نفسها، أما الدعوة لمظاهرة كل يوم أحد وما يرافق ذلك من استنفار أمني، أصبح أمرا لا معنى له»، ومضى يقول: «بكل صراحة الناس أصابهم الملل، وهذه المظاهرات تهدد استقرار البلاد، لأن الأمن ينشغل بها ولا يؤدي واجباته الأخرى».

وعبر شباط عن اعتقاده بأن تفجير مقهى «أركانة» في ساحة جامع الفنا في مراكش، أواخر أبريل (نيسان) الماضي، كان مرده انشغال السلطات الأمنية، وقال في هذا السياق: «رجال الأمن مشغولون مع مظاهرات هذه الحركة (حركة 20 فبراير)، وبالتالي لم يعد لديهم الوقت لاكتشاف الخلايا الإرهابية النائمة، على غرار الخلية التي نفذت تفجير مراكش».

ويرى شباط أن توجه الحركة نحو تنظيم مظاهرات انطلاقا من أحياء شعبية مرده فشلها في استقطاب فئات شعبية واسعة، وخلص بالقول: «بعد فشلهم في استقطاب المعارضة، اتجهوا نحو الأحياء الشعبية مستغلين الفقر والأمية، وهذا أمر غير مقبول».