الثورة البيضاء تهز عالم الرجل

بين الموضة والسينما.. قصص حنين ورومانسية

TT

عالم الموضة يعيش حالة من الحنين إلى فترة العشرينات من القرن الماضي منذ مدة، لكن شعلة هذا الحنين زادت في هذا الموسم بشكل لا يمكن تجاهله. فمارك جايكوبس، مثلا، عاد إليها في تشكيلته الأخيرة لدار «لوي فيتون»، وهذا وحده يكفي لأن يلتفت أي متابع للموضة إلى الوراء متوقعا قطعا مطبوعة بفنية الـ«آرت ديكو» وغيره من الفنون التي ولدت في تلك الحقبة إلى جانب تصاميم ثورية، إن صح القول، لا سيما أن هذه هي الفترة التي شهدت تحرر المرأة من جهة، وخروج العالم من حرب خلفت الكثير من الآثار النفسية نتج عنها رغبة محمومة في الغرف من كل متع الحياة؛ من جهة أخرى. أكثر من عبر عن هذه الموجة الكاتب الأميركي سكوت فرانسيس فيتزجرالد في رائعته «ذي غريت غاتسبي»، التي تحولت إلى فيلم كلاسيكي جسده روبرت ريدفورد، أمام ميا فارو. هذه الأخيرة ظهرت في فساتين منسدلة بخصور منخفضة وإكسسوارات أنيقة، أما روبرت ريدفورد، فتألق في بدلات باللون الأبيض على وجه الخصوص.

كان لا يزال وسيما في ريعان الشباب، يثير في نفوس عشاقه ما يثيره الآن النجم براد بيت في نفوس عشاقه، فقد صور الفيلم في عام 1974، وكانت الشخصية التي جسدها تتمتع بكل عناصر الإثارة برومانسيتها وتناقضاتها وسط عالم يفهم لغة المال أكثر من المثاليات، ويستعذب رنين الذهب أكثر من أي شيء آخر.

هذه الحالة الاجتماعية والاقتصادية بكل تبعاتها، تجلت أيضا هذا الموسم في الأزياء الرجالية المنمقة، وعلى رأسها البدلة المفصلة ذات اللون الأبيض. ورغم أن هذا اللون ظهر في عدة عروض منذ بضعة مواسم كلما بدأت درجات الحرارة في الارتفاع، فإن صورة بطل الرواية، جاي غاتسبي، هي التي تلح على الأذهان منذ أن أعلن المخرج باز لوهرمان، مؤخرا نيته في إعادة تصوير نسخة جديدة من الفيلم، سيكون كل من ليوناردو دي كابريو وكاري موليغان بطليه. الخبر لم يثر حماس محبي السينما فقط، بل أيضا عشاق الموضة، مما سيجعل اللون الأبيض يتصدر الواجهة مرة أخرى، ويذيب كل الشكوك التي ارتبطت به سابقا وربطته بالمافيا أو بحقبة الثمانينات. من «بوتيغا فينيتا» والثنائي «دولتشي آند غابانا»، إلى «لوي فيتون»، و«هيرميس» مرورا بـ«زيغنا»، «غوتشي» وغيرهم، طرحت عدة اقتراحات لن تجد صعوبة في إغراء الرجل بمعانقة هذا اللون بكل مشتقاته.