محاميان فرنسيان بارزان يعرضان الدفاع عن القذافي.. وأسر ضحايا قصف الناتو

دوما سبق له أن دافع عن صدام حسين.. و«محامي الشيطان» دافع عن كارلوس

TT

إذا كان العقيد معمر القذافي بحاجة إلى فريق للدفاع عنه في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فربما يكون قد نال مراده، بزيارة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما، المتورط في فضيحة، والذي عمل محاميا لصدام حسين، طرابلس يوم أول من أمس بصحبة المحامي جاك فيرجس، الملقب بـ«محامي الشيطان» لدفاعه عن بعض أكثر الشخصيات سوءا في العالم ضمنهم كلاوس باربي، وكارلوس «الثعلب».

وكان المحاميان قد وصلا إلى طرابلس لتولي رفع قضية ضد الناتو من قبل 13 أسرة قالت إن أبناءها راحوا ضحية قصف طائرات التحالف. وقال المحاميان إنهما على استعداد للدفاع عن العقيد القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولي إذا ما كانت هناك حاجة وتمت دعوتهما لذلك.

وقال دوما، البالغ من العمر 88 عاما، «في هذه الحالة سنقول نعم، لكننا نعتقد أن ذلك لن يحدث».

وكان لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد طلب من القضاة استصدار أمر بالقبض على القذافي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الأعمال القمعية التي قامت بها قواته لقمع الثورة.

وكان المحاميات الشهيران قد زارا كوت ديفوار في أواخر عام 2010 للدفاع عن لوران غباغبو، الرئيس السابق، الذي رفض قبول هزيمته في الانتخابات على يد الحسن واتارا العام الماضي، ثم اعتقل في أبريل (نيسان) الماضي بعد نزاع عنيف.

وبعد يومين من التصريحات الروسية بأن على القذافي أن يغادر ليبيا، يوحي ظهور المحاميين الشهيرين في طرابلس بأن القذافي بات في عزلة دولية.

يذكر أن دوما اضطر إلى الاستقالة من رئاسة المحكمة الدستورية العليا عام 1999 بعد اتهامه بالتورط في قضية فساد، وحكم على عشيقته بالسجن لكنه نال البراءة في القضية. بيد أنه على الرغم من ذلك حكم عليه بالسجن 12 شهرا مع إيقاف التنفيذ لسوء توزيع المخصصات خلال عمله كمنفذ لوصية في عام 2007.

وفي المحكمة الخاصة بالتطهير العرقي دافع فيرجس عن زعيم الخمير الحمر، خيو يامبان ضد الاتهامات بالتورط في مقتل مليوني شخص في الفترة من عام 1975 إلى عام 1979. أما باربي فكان عميلا آخر له، وكان ملازما في الشرطة السرية الألمانية خلال النازية وكان ملقبا بـ«جزار ليون». لتعذيب وقتل الآلاف من الأشخاص.

لكن المحامي قال إن دموعه فاضت عندما التقى عائلات ضحايا ضربات الناتو الجوية في مستشفى طرابلس يوم الأحد الماضي.

وأشار دوما إلى أنه إن لم ينجح في الفوز بالقضية ضد الناتو في أوروبا فبإمكانهم نقل القضية إلى محكمة القانون الدولي، والتي أنشئت في بوليفيا فيما يبدو محاولة من قبل اليسار للمنافسة مع المحكمة الجنائية الدولية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»