محافظ شمال سيناء ينفي مطاردة أجهزة الأمن لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة

قال: ما يتردد حول عجز مصر عن السيطرة على سيناء لا أساس له من الصحة

TT

نفى اللواء عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، وجود أي عناصر تابعة لتنظيم القاعدة داخل أراضي سيناء، وقال إن الأجهزة الأمنية في المحافظة لم ترصد أي عناصر للتنظيم داخل سيناء، ولا تقوم بمطاردة لأي مجموعات إرهابية داخل أراضي سيناء، مؤكدا في الوقت نفسه أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، بخصوص عجز السلطات المصرية عن السيطرة على شبه جزيرة سيناء، «لا أساس لها من الصحة».

وقال مبروك إن جميع مداخل ومخارج سيناء مسيطر عليها تماما، وإنه لا وجود لأي عناصر إرهابية بداخلها، مشيرا إلى وجود تنسيق تام بين أجهزة الأمن والقبائل البدوية لرصد أي عناصر إرهابية قد تدخل سيناء. وأكد المحافظ أن الوصول إلى سيناء يتم من خلال معابر تطل على قناة السويس، وأن هذه المعابر تخضع لتفتيش دقيق لكل من يدخل سيناء أو يخرج منها.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد رددت أن أجهزة الأمن المصرية رصدت مساء أول من أمس، الأحد، عناصر يشتبه في أنها من تنظيم القاعدة داخل منطقة جبل الحلال في محافظة شمال سيناء، وأن تلك العناصر من المصريين والفلسطينيين وجنسيات أخرى، وأنهم قاموا بشن هجمات على معسكرات للأمن المركزي في مدينة رفح والعريش، ويجري الآن مطاردتهم للقبض عليهم ومنعهم من تنفيذ أعمال إرهابية داخل الأراضي المصرية.

كما نقل مسؤول كبير في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن «مصر تواجه صعوبة في بسط سيادتها على سيناء. هناك مجموعات إرهابية دولية تستعد لتعزيز وجودها في هذه المنطقة المجاورة لقطاع غزة»، في إشارة إلى تنظيم القاعدة. وذلك خلال مناقشة مغلقة لنتنياهو في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع.

لكن محافظ سيناء أكد أنه لا توجد أي مجموعات إرهابية داخل سيناء، وأن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن الإجراءات الأمنية في سيناء مشددة للغاية، وأن الحواجز منتشرة على معظم الطرق، في حين يتولى أبناء القبائل حماية المناطق الحدودية والجبلية التي لا يمكن أن يوجد بها أي غرباء.

وعلق اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، على الادعاءات الإسرائيلية، قائلا: «إن إسرائيل اتخذت من حدوث بعض الاضطرابات في سيناء ذريعة للتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، على أساس أن سيناء قريبة منها، وأن عدم استقرارها قد يهدد أمنها القومي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، هذه الاضطرابات سهلت مهمة الحكومة الإسرائيلية في إثارة الرأي العام العالمي حول قدرة مصر على تأمين حدودها مع إسرائيل في ظل قرار الحكومة المصرية فتح معبر الحدودي مع قطاع غزة بشكل دائم.

وتابع سويلم: «على الأجهزة الأمنية المصرية أن تقضي على هذه الاضطرابات سريعا بالتعاون مع القبائل في سيناء حتى تجعل الذريعة الإسرائيلية لا محل لها من الإعراب، خصوصا أن إسرائيل تحاول ترويج شائعة لا وجود لها، وتزعم أن فتح معبر رفح سيزيد من وجود المنظمات الإرهابية في سيناء».

ولا يزال قرار فتح معبر رفح الذي بدأ سريانه يوم السبت الماضي يثير الجدل في الإعلام الإسرائيلي، حيث اعتبرته بعض التيارات تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل يجب التصدي له، بينما يراه البعض الآخر جيدا.

ونشرت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» الإسرائيليتان، عدة مقالات تؤكد أن فتح المعبر خلص إسرائيل من عبء سكان غزة وعبء «أساطيل الحرية» المتواصل القادمة للقطاع التي تمثل صداعا لأجهزة الأمن الإسرائيلية، كما أنه سيعمل على تحسين صورة إسرائيل التي تشوهت بسبب حصارها للقطاع الذي لم يعد محاصرا بعد هذا القرار.