الأمير سعود الفيصل يلتقي جوبيه اليوم.. والوزير الفرنسي يباشر جولة شرق أوسطية

باريس تريد استكشاف إمكانية تحقيق تقدم يتيح الدعوة لمؤتمر المانحين لفلسطين

TT

يستضيف وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، مساء اليوم، نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، في إطار عشاء عمل في مقر الخارجية. ويندرج اللقاء، وفق بيان صادر عن الخارجية، في إطار «العلاقات الوثيقة القائمة مع المملكة السعودية والحرص المشترك على التشاور الدوري عالي المستوى حول كل المواضيع الدولية».

وأشارت الخارجية، في بيانها، إلى أن اللقاء يندرج في سياق «التحولات المهمة» التي تعرفها المنطقة، معتبرة أنه يوفر «فرصة متميزة» من أجل القيام بـ«جولة أفق كاملة حول كل المسائل المهمة المطروحة اليوم». ومن بين ما أشار إليه البيان: «الوضع المقلق في اليمن وقمة مجموعة العشرين التي ترأسها فرنسا، والتي ستعقد في مدينة كان المتوسطية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل». والسعودية عضو دائم في المجموعة المذكورة، وسبق لها أن شاركت في كل القمم التي عقدت سابقا. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها جوبيه، بصفته وزيرا للخارجية، الأمير سعود الفيصل.

يأتي لقاء باريس عشية جولة الوزير الفرنسي الأولى في الشرق الأوسط التي يبدأها في روما للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الموجود هناك. وتشمل جولته، من 1 إلى 3 يونيو (حزيران)، إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية؛ حيث سيلتقي تباعا رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الخارجية ليبرمان والدفاع باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل سلام فياض وممثلين للمجتمع المدني الفلسطيني.

وسبق لجوبيه أن أجل هذه الزيارة بسبب تباعد المواقف بين فرنسا وإسرائيل حول موضوع السلام. غير أن الرئيس ساركوزي طلب من وزير خارجيته القيام بها، وأعلن عن موعدها خلال قمة دوفيل لمجموعة الثماني الأكثر تصنيعا، واضعا إياها في إطار البحث عن الإمكانات المتوافرة لتحقيق تقدم ما في عملية السلام المتوقفة وللتمهيد لمؤتمر باريس 2 للهيئات والدول المانحة للدولة الفلسطينية.

وتربط باريس بين وجود «أفق» ما للتقدم وبين الدعوة للمؤتمر الذي لا تريده فقط أن يكون مؤتمر مانحين، بل مساهمة حقيقية في عملية السلام مع محتوى سياسي حقيقي.

وأعلن ساركوزي والرئيس الأميركي أوباما عن الرغبة في «العمل معا» في موضوع السلام في الشرق الأوسط. وتنظر باريس إلى المؤتمر الذي يمكن أن ينعقد في يونيو أو يوليو (تموز) كـ«آخر فرصة حقيقية» قبل استحقاق انتقال الملف الفلسطيني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث يريد الفلسطينيون المطالبة بالاعتراف بدولتهم والانضمام إلى المنظمة الدولية.

جاء في بيان الخارجية أن جولة جوبيه تعكس «التزام فرنسا» لصالح معاودة الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي وتشديدها على الحاجة «الملحة» لإطلاق ديناميكية «حوار إيجابي». وشدد البيان على أن الحل المتفاوض عليه (ما يعني ضمنا تفضيله على الأمم المتحدة) هو «الوحيد» القادر على وضع حد للوضع القائم.

غير أن باريس التي رحبت بخطوة المصالحة الفلسطينية تريد «توضيحات» حول انعكاس هذا التطور على الموقف الفلسطيني من المفاوضات ومدى تأثير حماس عليه. وسبق للرئاسة الفرنسية أن تحدثت أكثر من مرة عن ذلك.

في سياق موازٍ، تستضيف الخارجية الفرنسية مؤتمرا وزاريا واسعا اليوم يعالج مواضيع المياه والطاقة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ووجه الأهمية في المنتدى، الثاني من نوعه، أنه يتم بمشاركة وزراء من الأردن وإسرائيل وفلسطين وممثل عن أمير قطر. يبلغ عدد المشاركين 600 شخص بينهم من يمثل 250 شركة من تركيا ولبنان وإسرائيل وفلسطين ومصر والأردن وقطر وعمان والكويت. وبحسب بيان الخارجية، فإن الغرض «إقامة شراكات» في ميدان الأعمال والتكنولوجيا من شأنها «بناء الثقة المتبادلة» بين الأطراف.

يأتي المنتدى بمبادرة من فاليري هوفنبرغ، ممثلة فرنسا الخاصة لشؤون الاقتصاد والتجارة والثقافة والتربية لمفاوضات السلام.