أكثر من 1000 مستوطن متشدد يصلون في قبر يوسف في نابلس.. ويهاجمون الفلسطينيين

السلطة الفلسطينية تحذر من غياب التنسيق وعودة العنف

جنود ومستوطنون إسرائيليون يصلون أمام قبر يوسف في نابلس في الضفة الغربية (أ.ب)
TT

سمح الجيش الإسرائيلي أمس لنحو ألف مستوطن بدخول قبر يوسف في نابلس من دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية كما جرت العادة، وهو ما قاد إلى مواجهات بين المستوطنين وفلسطينيين قريبين من المكان، قالوا إن نحو 200 مستوطن هاجموا ممتلكاتهم عند منتصف الليل، وإن مواجهات أخرى وقعت بين الجيش الإسرائيلي نفسه ونحو 50 مستوطنا رفضوا الخروج من القبر، وتحصنوا فيه بعد أداء صلوات يهودية في المكان.

وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجيش الإسرائيلي أعطى تصاريح لدخول 1600 مستوطن إلى قبر يوسف منتصف الليلة الماضية، تحت حراسة عدد كبير من قوات الجيش والشرطة، لكن أثناء الزيارة فوجئ الجيش بتسلل ما يقارب 200 مستوطن إلى مدينة نابلس، حيث تجولوا في الشوارع والأحياء الفلسطينية القريبة من قبر يوسف وهاجموا ممتلكات الفلسطينيين.

واضطر الجيش للاشتباك مع هؤلاء وإخراجهم من المناطق الفلسطينية، كما اضطر إلى إجلاء نحو 50 يهوديا متشددا، تحصنوا داخل قبر يوسف ورفضوا مغادرته، ودخلوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في مسألة اعتداء المستوطنين على ممتلكات فلسطينية، غير أن السلطة الفلسطينية لم تكتف بذلك، بل اعتبرت على لسان جبرين البكري محافظ مدينة نابلس، عملية اقتحام المستوطنين لقبر يوسف مؤشرا خطيرا.

وقال البكري إن السلطة حذرت سابقا الجانب الإسرائيلي من أن هذه الممارسات ستعيد المنطقة إلى مربع العنف.

وحسب الاتفاقات، فإن دخول المستوطنين إلى قبر يوسف يتطلب تنسيقا مع أجهزة الأمن الفلسطينية التي تسيطر على المنطقة تماما.

وقبل نحو شهر أدى غياب التنسيق الأمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى قتل مستوطن إسرائيلي، بعدما تسلل مع مجموعة من رفاقه إلى قبر يوسف.

وكانت الشرطة الفلسطينية فوجئت منذ فترة، بمجموعة من المستوطنين تقتحم المكان بسياراتها، من دون أي تنسيق بينها وبين الجيش الإسرائيلي، الذي لم يتبلغ هو الآخر من قبل المستوطنين بنيتهم زيارة ضريح يوسف، فطلبت الشرطة الفلسطينية من المستوطنين التوقف، فلم يمتثلوا، وهاجموا الشرطة الفلسطينية، حسب الرواية الفلسطينية الرسمية، فأطلقت الشرطة النار، قبل أن يلوذ المستوطنون بالفرار ويعلن لاحقا عن مقتل «بن يوسف ليفنات»، وهو ابن شقيقة وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ليمور ليفنات، وأصابت 4 آخرين بجراح بينهم واحد جراحه خطيرة. وعاد رفاق «بن ليفنات» أمس لاقتحام القبر من جديد.

وقبر يوسف، هو ضريح موجود في الطرف الشرقي لمدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، ومختلف عليه بين المسلمين واليهود. ويقول اليهود إن القبر يعود للنبي يوسف بن يعقوب، وهو مقام مقدس، وقد دأبوا على إقامة شعائر دينية في المكان منذ احتلال الضفة الغربية في عام 1967.

وحسب المعتقدات اليهودية فإن عظام النبي يوسف الذي يقول اليهود إنه أحد أبناء بني إسرائيل والذي كان والدا لأهم سبطين من أسباط بني إسرائيل، أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان.

ومن غير المعروف تماما ما إذا كان فعلا هذا القبر يحوي رفات النبي يوسف، أم لا، إذ ثمة اعتقاد آخر بأن اليهود بعد توسعهم في الأراضي الفلسطينية، قاموا في عهد سليمان الملك، بنقل رفات النبي يوسف إلى مدينة الخليل ودفنوه في مغارة «المكفيلة» التي تضم رفات الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وزوجاتهم، وقيل إن هذه كانت وصية النبي يوسف قبل وفاته.

ويشكك المسلمون بالرواية الإسرائيلية حول قبر النبي يوسف في نابلس، ويعتقد كثير منهم أنه مقام لشيخ مسلم اسمه يوسف، وليس قبر النبي يوسف. ويقول المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الفلسطينية إن قبر النبي يوسف يوجد خارج أروقة المسجد الإبراهيمي في الخليل وليس في نابلس.

وظلت إسرائيل تسيطر على القبر حتى اندلاع الانتفاضة الأولى، عندما تفجرت مواجهات طاحنة في محيط القبر أدت إلى مقتل إسرائيليين وفلسطينيين. وفي7 أكتوبر (تشرين الأول) 2000 تم نقل السيطرة على القبر إلى السلطة الفلسطينية التي أعادت تأهيله مؤخرا كمعلم أثري.

ويطالب اليمين الإسرائيلي بضرورة السيطرة مجددا على القبر، صرح رئيس مجلس المستوطنات داني ديان، وغير مرة، بضرورة أن تعود قوات الجيش لتسيطر على الضريح.