مقتل 4 وإصابة العشرات في هجوم انتحاري مزدوج غرب أفغانستان

كابل: الناتو يعتذر عن قتل مدنيين في غارة جوية

شرطي أفغاني يعاين آثار التفجير الانتحاري الذي تعرضت له القاعدة الإيطالية في هراة أمس (أ.ب)
TT

قال مسؤولون إن مسلحين من طالبان يقودهم انتحاريون شنوا هجومين متزامنين أحدهما على قاعدة عسكرية إيطالية في حين استهدف الآخر مبنى حكوميا في هرات بغرب أفغانستان أمس مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة العشرات. وقال قائد شرطة هرات سيد اقا ثاقب إن الهجومين وقعا قرب مبنى تابع لوزارة النقل ومحطة للحافلات وخارج القاعدة الإيطالية على مشارف المدينة.

وقال داود صبا حاكم إقليم هرات إن انتحاريا يقود شاحنة صغيرة فجر نفسه في مدخل القاعدة وإن مهاجمين اثنين أو أربعة آخرين كانوا يقاتلون من داخل مبنى على مقربة من القاعدة. وقال غلام فاروق، وهو ضابط كبير بالشرطة، إن 37 شخصا أصيبوا في الهجمات. وأضاف أن جميع القتلى والجرحى من المدنيين. غير أن صورا لـ«رويترز» التقطت في القاعدة تظهر جنديا بملابس الجيش الإيطالي ينزف من جرح في رأسه بجوار أنقاض حائط تهدم جزء منه. وقال ثاقب إن معظم القتلى والجرحى في ما يبدو سقطوا في الهجوم الذي وقع بوسط المدينة. وأشارت الصور التي التقطت خارج القاعدة التي يوجد بها فريق إعادة الإعمار الإقليمي وهو فريق مدني - عسكري مشترك، إلى أن الشاحنة الملغومة هدمت جزءا من جدار خارجي وبوابة وكشكا للحراسة. ووقعت أضرار جسيمة بالقاعدة من الخارج؛ إذ احترقت صفوف من الدراجات والسيارات وتحطمت واجهات محلات على مسافة من موقع الهجوم. إلى ذلك، قدمت قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أمس اعتذاراتها بعد مقتل «تسعة مدنيين» في ضربة السبت بجنوب البلاد انتقدها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مشيرا إلى مقتل 14 مدنيا. وقالت «إيساف» في بيان إن الضربة في ولاية هلمند بجنوب البلاد تمت السبت بعدما اختبأ متمردون في منزل وقاموا بإطلاق النار إثر شنهم هجوما على دورية أدى إلى مقتل عنصر من القوة الدولية. والمنزل الذي تعرض للغارة كان يؤوي مدنيين. وقال مسؤولون محليون إن من بين القتلى خمس فتيات وسبعة فتيان وامرأتان.

وقال الجنرال جون تولان قائد قوات «إيساف» في المنطقة الجنوبية الغربية في بيان: «أود أن أقدم اعتذاراتي الصادقة عن مقتل تسعة مدنيين خلال الحادث الذي وقع في إقليم ناوزاد في ولاية هلمند في 28 مايو (أيار)». وشدد على أن «أهم أولوية» لدى التحالف هي تجنب سقوط قتلى مدنيين، مشيرا إلى أن تحقيقا كاملا في الحادث يجري حاليا. وأضاف: «مع علمي بأن الحياة البشرية لا تقدر بثمن، سنحرص على تقديم تعويضات للعائلات». ويأتي الاعتذار بعدما أصدر مكتب كرزاي أول من أمس «تحذيرا أخيرا» للقوات الدولية حول مسألة الضحايا المدنيين. وفي بيان شديد اللهجة تحدث كرزاي عن «خطأ فادح» و«جريمة»، موجها «تحذيرا أخيرا للقوات والمسؤولين الأميركيين» طالبا منهم وقف عملياتهم «الأحادية الجانب». وقال كرزاي في بيان رسمي: «تم إبلاغ الولايات المتحدة والحلف الأطلسي تكرارا أن عملياتهما الأحادية الجانب وغير المفيدة تتسبب بمقتل أفغان أبرياء وأن هذه العمليات تنتهك القيم الإنسانية والأخلاقية، ولكن يبدو أنهما لا يصغيان». وردا على ذلك، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين أن الولايات المتحدة «تأخذ على محمل الجد» قلق الرئيس الأفغاني.