أوباما يعين ديمبسي رئيسا لهيئة الأركان المشتركة للإشراف على الانسحاب من أفغانستان

الرئيس الأميركي يضع اللمسات الأخيرة على طاقمه الأمني الجديد

الجنرال مارتن ديمبسي (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس ترشيح الجنرال مارتن ديمبسي رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، ليخلف الأدميرال مايك مولن المتوقع أن يترك منصبه في 30 سبتمبر (أيلول) 2011. ومع قرار أوباما ترشيح ديمبسي رئيسا لهيئة الأركان، وهو أمر يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ الأميركي، وترشيح الجنرال راي أوديرنو ليحل محله في رئاسة الجيش الأميركي، تكتمل عملية التغييرات التي تطال المناصب الأمنية والعسكرية الأميركية منذ أسابيع عدة.

ويأمل أوباما أن يكون فريقه الأمني متكاملا قبل الخريف المقبل حينما تنطلق الحملات الانتخابية استعدادا لسباق الرئاسة في العام المقبل. وستكون المهمة الرئيسية أمام ديمبسي المساعدة في الانسحاب الأميركي التدريجي من أفغانستان ونقل السلطات الأمنية من الأميركيين إلى الأفغان، وهي عملية تبدأ في شهر يوليو (تموز) المقبل.

وصرح أوباما من البيت الأبيض أمس بأن ديمبسي هو خياره لرئاسة هيئة الأركان المشتركة الجديد، قائلا إن «مارتن ديمبسي الذي يعمل في الجيش منذ نحو 40 عاما، هو واحد من أكثر جنرالات البلاد احتراما وخبرة في القتال». وتعتبر خبرة ديمبسي في الحرب في العراق من أبرز منجزاته للجيش الأميركي، حيث قاد فرقة مدرعة خلال الحرب، وكان يعمل في العراق خلال أصعب فترة قتالية. وفي حين يعاين أوباما الانسحاب الأميركي التدريجي من العمليات القتالية في أفغانستان، قرر تعيين ديمبسي رئيسا لهيئة الأركان المشتركة بسبب خبرته في نقل السلطات الأمنية من الأميركيين إلى العراقيين. وقال أوباما: «في العراق قاد (ديمبسي) جنودنا خلال تمرد عنيف.. إنه يعلم أن على الدول في نهاية المطاف تولي مسؤولية أمنها». وديمبسي قد عمل سابقا قائدا للقيادة المركزية للجيش الأميركي، وهي المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مما أعطاه خبرة في المنطقة وبنى علاقات مع الجنرالات الأميركيين المسؤولين عنها. وصرح أوباما أن ديمبسي سيساهم في مساعدة القوات العسكرية الأميركية على أن «تواصل الإبداع والتكيف» مع المتغيرات في التحديات الأمنية أمام الولايات المتحدة.

ويعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة المستشار العسكري الأرفع للرئيس الأميركي وفريقه الأمني؛ وعلى رأسهم وزير الدفاع. وسيكون على ديمبسي العمل على الملف العراقي وإنهاء العمليات الأميركية هناك بالإضافة إلى الإشراف على الحرب في أفغانستان والحرب الجديدة في ليبيا. كما أنه سيساهم في الإشراف على عملية تقليص الإنفاق العسكري مع ضغوط الميزانية التي تشهدها الولايات المتحدة. وهي عملية بدأها رئيس هيئة الأركان المشتركة الحالي الأدميرال مايك مولن. وأشاد أوباما بالأدميرال مولن الذي ينهي خدمته العسكرية بعد عقود من العمل في البحرية الأميركية، قائلا إنه يمزج بين المهنية العالية والمصداقية الشخصية. وأضاف أن مولن أسهم في «إعادة تنشيط حلف الناتو وأعاد بناء علاقاتنا مع روسيا وقاد علاقتنا مع باكستان والصين».

ورشح أوباما أيضا الأدميرال جيمس وينفيلد نائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة، على الرغم من توقعات سابقة بأنه سيختار نائب مولن الحالي، الجنرال جيم كارترايت. وحرص أوباما على التقليل من التقارير الإعلامية الأميركية التي أشارت في الأيام الأخيرة إلى خلافات بين أوباما ونائب رئيس هيئة الأركان الحالي كارترايت؛ إذ شكر الرئيس الأميركي كارترايت وقال: «سأبقى شخصيا ممتنا لكارترايت بسبب صداقته وشراكته». وأضاف أنه «يمزج بين الخبرة التقنية والتفكير الاستراتيجي».

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس واقفا إلى يمين أوباما خلال إعلان الرئيس الأميركي عن التغييرات الأخيرة لطاقم المسؤولين الأمنيين الأميركيين. وتعتبر هذه آخر خطوة رئيسية يشرف عليها غيتس قبل استقالته في نهاية الشهر المقبل.

وأشار أوباما إلى اختياره المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ليحل محل غيتس، قائلا إنه وجد فيه أفضل الخصال لتولي هذه المسؤولية. وما زال أوباما بحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على ترشيحاته قبل أن تصبح التعيينات فعالة. وقال أوباما: «إنني أعلن عن اختياري لهذه المناصب لأنه من الضروري أن يكون الانتقال سلسا وأن نبقى مركزين على التحديات الأمنية القومية التي تواجهنا».

من جهته، عبر غيتس في بيان أمس عن تأييده لاختيار أوباما لديمبسي ووينفيلد وأوديرنو، قائلا إنهم «كلهم تفوقوا في مواقعهم السابقة.. ويملكون المزيج الصائب من القدرات الفكرية والشجاعة الأخلاقية والرؤية الاستراتيجية المطلوبة لتزويد الرئيس وفريق الأمن القومي بالمشورة الصحيحة والصريحة».

واختار أوباما العطلة الرسمية المخصصة لإحياء ذكرى الجنود المحاربين في الحروب الأميركية للكشف عن تعيين ديمبسي وأوديرنو. وقال: «رجال ونساء قواتنا المسلحة هم أفضل ما تقدمه بلادنا، ويستحقون أفضل ما يمكننا تقديمه في المقابل، وذلك يشمل القادة الذين يقودون ويدعمون عائلاتهم بالحكمة والقوة والرحمة».