المرشحون لخلافته 3 من أنصاره ومنافسيه السابقين

وفاة رئيس أبخازيا تهدد علاقات روسيا مع جورجيا وتركيا والغرب

TT

ودعت موسكو بالأمس سيرغي باغابش رئيس أبخازيا الذي قضى نحبه في أحد مستشفياتها بعد جراحة غير ناجحة شارك فيها أطباء فرنسيون وروس عن عمر يناهز الثانية والستين. قبيل نقله إلى سوخوم عاصمة الوطن أبخازيا بكاه الكثيرون من ذويه وأبناء جلدته وأصدقائه في العاصمة الروسية ممن لم يقدروه حق قدره حين عارضوا انتخابه رئيسا لأبخازيا في عام 2004 وإن عادوا ليؤيدوا كل خطواته على طريق دعم انفصال بلاده عن جورجيا.

اعترفت القيادات الروسية في برقيات التعازي التي بعثت بها إلى ذويه وأهله وأبناء وطنه بأهمية الدور الذي اضطلع به باغابش في تطوير بلاده وتوطيد أواصر الصداقة مع روسيا في كل المجالات ومنها الاقتصادية والعسكرية بعد الهزيمة الساحقة لجورجيا التي منيت بها بعد غزوها لأوسيتيا الجنوبية التي كانت انفصلت بدورها عن جورجيا في توقيت مواكب لإعلان أبخازيا عن انفصالها في مطلع تسعينات القرن الماضي.

ولذا؛ كان من الطبيعي أن تكون روسيا أولى الدول التي أعلنت اعترافها باستقلال الجمهوريتين في أغسطس (آب) عام 2008 وكان مقدمة لاعتراف عدد آخر من بلدان أميركا اللاتينية بهما. وثمة ما يشير في موسكو إلى أن القيادة الروسية تبدي اليوم حرصا خاصا تجاه ما يجري في أبخازيا المتاخمة لحدودها على ضفاف البحر الأسود، بينما يتوقع المراقبون أن تنأى بنفسها عما سبق وتورطت فيه إبان إجراء الانتخابات قبل السابقة حين أيدت راؤول خادجيمبا منافس باغابش، وهو ما كاد يفضي إلى حرب أهلية حسمها الرئيس الراحل حين وافق على إعادة الانتخابات جنبا إلى جنب مع خادجيمبا، رجل موسكو الذي اختاره في منصب النائب. ومن هذا المنظور تقف موسكو في انتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات المرتقبة المقرر إجراؤها في غضون الأشهر الـ3 المقبلة حسب نص الدستور الأبخازي. غير أن ذلك لا يعني الالتزام التام بالحياد من جانب موسكو وهي التي تخشى تكرار تصاعد الأدوار التي كثيرا ما حاولت أن تلعبها هناك كل من جورجيا وتركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي. ولعله من الطبيعي وفي مثل هذه الظروف أن تعود جورجيا إلى محاولات استقطاب بعض خلاياها النائمة في جورجيا في محاولة لاستعادة وحدة أراضيها من خلال ما طرحته حول موافقتها على حكم ذاتي واسع النطاق لأبخازيا ضمن حدود الدولة الجورجية وهو ما سبق ورفضه القادة الأبخازيون على مدى ما يزيد على الـ20 سنة وما عادوا ليؤكدوا استحالته بعد إعلان الاستقلال واعتراف روسيا بهذا الاستقلال.

وكانت جورجيا ومعها ممثلو بعض الأوساط التركية والغربية ركزت هجومها على القيادة الأبخازية في عهد باغابش انطلاقا من اتهامه بموالاة موسكو والاستجابة لتحقيق مصالحها رغم كل ما كان يتسرب من أخبار حول خلافات جوهرية بسبب تمسك باغابش بالدفاع عن مكاسب أبخازيا واستقلالية قرارها الاقتصادي والسياسي. أما عن الانتخابات المرتقبة فمن المنتظر أن يخوضها 3. الأول وهو انكفاب نائب الرئيس، الذي سبق وشغل مناصب رئيس الحكومة ووزير الداخلية الأبخازية بينما عمل في وزارة الداخلية الجورجية بعد تخرجه في كلية الحقوق في روستوف الروسية في الثمانينات إلى جانب إقامته المؤقتة في موسكو من 1994 حتى 2000. أما الثاني فهو سيرغي شامبا المعروف بدوره البطولي إبان حرب الاستقلال إلى جوار فلاديسلاف اردزينبا أول رئيس لأبخازيا في مطلع التسعينات. وقد سبق وعمل شامبا وزيرا للخارجية الأبخازية قبل تولي رئاسة الحكومة في الوقت الذي يملك فيه علاقات واسعة مع الكثيرين من مراكز صناعة القرار في الكرملين ووزارة الخارجية الروسية. ويبقى الثالث وهو راؤول خادجيمبا الذي سبق ودعمت موسكو انتخابه رئيسا لأبخازيا في الانتخابات الرئاسية في عام 2004 وعادت ووافقت تحت ضغط منافسه باغابش على ترشحه نائبا في انتخابات الإعادة في عام 2005 مع الرئيس الراحل. اللافت للنظر يتمثل في تحول خادجيمبا الذي سبق وكان رجل موسكو في أبخازيا، إلى الاتجاه المعاكس وراح يرفع لواء المعارضة ضد الرئيس الراحل ويوجه إليه الاتهامات بالخضوع لموسكو والاستجابة لمصالحها السياسية والاقتصادية خصما من رصيد ومواقع أبخازيا، حسب قول «الصحيفة المستقلة» الروسية. وبغض النظر عن تباين مواقع المرشحين المحتملين للرئاسة، فإن الشواهد تشير إلى الإجماع الذي يربط بين التوجهات حول الذود عن استقلال دولتهم والدفاع عنها ضد أي محاولات من جانب جورجيا إلى جانب ضرورة العمل من أجل الحصول على الاعتراف الدولي ودعم مواقعها الاقتصادية والعسكرية.