«الناتو» متهم بقتل 11 مدنيا في ليبيا.. وزوما في طرابلس لبحث مخرج للأزمة

راسموسن: حكم القذافي يقترب من النهاية

جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، لدى وصوله إلى طرابلس أمس، حيث كان في استقباله البغدادي المحمودي رئيس الحكومة الليبية (أ.ف.ب)
TT

اتهمت الحكومة الليبية أمس الحلف الأطلسي بقتل 11 مدنيا في ضربات شنها على مسافة 150 كلم من العاصمة طرابلس، بموازاة مع وصول رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، إليها، ليبحث مع العقيد معمر القذافي «استراتيجية خروج» غير مرجح أن تنجح.

ووجد رئيس جنوب أفريقيا في استقباله لدى وصوله إلى طرابلس ونزوله من الطائرة، رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وتأتي الزيارة في وقت يتراجع فيه الدعم الخارجي الذي يحظى به القذافي، ولا سيما مع انضمام روسيا حليفة طرابلس التقليدية يوم الجمعة إلى صفوف الغربيين المطالبين برحيل القذافي. غير أن طرابلس ترفض أي وساطة غير وساطة الاتحاد الأفريقي الذي سبق أن قدم «خارطة طريق» قبل بها النظام، غير أن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار رفضها.

وأعلنت الحكومة الليبية أن زيارة زوما تهدف إلى بحث سبل تطبيق خارطة الطريق الأفريقية. وتروم وساطة الاتحاد الأفريقي إعلان وقف لإطلاق النار، ومرحلة انتقالية تؤدي إلى انتخابات ديمقراطية.

وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأن «مواقع مدنية وعسكرية» في منطقة وادي كعم في زليتن تعرضت أمس لغارات من «العدوان الاستعماري الصليبي»، لافتة إلى «سقوط 11 شهيدا»، وإصابة عدد آخر.

إلى ذلك، نقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن مدينة الجفرة (600 كلم جنوب طرابلس) تعرضت مجددا لغارات أمس.

من جهته، أعلن الحلف الأطلسي تدمير عشرين هدفا عسكريا في غارات شنها أول من أمس بينها، بصورة خاصة سبع آليات عسكرية وقاذفة صواريخ في محيط مدينة مصراتة المتمردة المحاصرة.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، أمس، إن حكم القذافي يقترب من النهاية، وإن الحلف ربما يدرس إرسال قوة صغيرة لليبيا حين يتخلى القذافي عن السلطة، حسب ما ذكرت «رويترز».

وذكر راسموسن في منتدى للحلف في فارنا ببلغاريا «الحكم الإرهابي للقذافي يقترب من النهاية. أصبح معزولا بشكل كبير في الداخل والخارج. حتى المقربون منه يرحلون أو ينشقون أو يتخلون عنه».

وأشار راسموسن إلى أنه «في شهرين فقط، أحرزنا تقدما ملحوظا. لقد قلصنا بشكل كبير قدرة القذافي على قتل شعبه». وشدد على القول «عهد القذافي المرعب أوشك أن ينتهي. عزلته تزداد داخل بلاده وخارجها. حان الوقت لتنحي القذافي». وزاد راسموسن قائلا «سنواصل الضغط حتى تتوقف جميع الهجمات والتهديدات ضد المدنيين، وحتى يسحب النظام قواته ومرتزقته لقواعدهم وثكناتهم».

وقال راسموسن إن الحلفاء الغربيين مترددون للغاية في تزويد مهمة الحلف في ليبيا بالمساهمات العسكرية المطلوبة. وذكر راسموسن أن «العملية الليبية كانت ناجحة» من حيث نجاح «الناتو» في التصرف في مرحلة مبكرة من الصراع.

وأضاف «إن الأمر الذي حققنا فيه نجاحا أقل هو تدعيم ذلك القرار السياسي بالإسهامات العسكرية اللازمة». وقال راسموسن «إن القيود التي تفرضها التحذيرات على (قادة الناتو) تحد بصورة كبيرة من المرونة التي يحتاجون إليها وتقيد خياراتهم».

من جهته، رفض الأميرال الأميركي صامويل لوكلير، قائد قيادة العمليات المشتركة في نابولي التي تقود عملية ليبيا، التعليق على ما إذا كان الحلف سيوسع عملياته بإرسال قوات برية. ولكنه لمح إلى احتمال أن تظهر حاجة إلى قوة صغيرة عندما ينهار نظام القذافي للمساعدة في التحول الديمقراطي.

وقال في المنتدى «أتوقع أنه ربما تكون ثمة حاجة في مرحلة ما إلى إرسال قوة صغيرة. عدد قليل من الأفراد لمساعدتهم بشكل ما».

وأضاف «قد تكون الأمم المتحدة وقد يكون الاتحاد الأوروبي، وأعتقد قد يكون حلف شمال الأطلسي لفترة زمنية قصيرة». وذكر لوكلير أن الحلف لا يضع خططا لنشر هذه القوة ولكن يناقشها، لأنه ربما يضطر إلى التحرك بسرعة لتفادي فراغ محتمل في السلطة.

وقال لوكلير «أعتقد في ظل دورنا في العملية، فإنه قد يكون من الصالح أن نتيح لهم شيئا من الاستقرار وقدرا من الدعم أثناء محاولتهم تشكيل حكومة».