جنوب أفريقيا: القذافي ليس مستعدا لمغادرة ليبيا.. وسلامته الشخصية مثار قلق

وزيرة خارجية بريتوريا: طرابلس ستساعد في البحث عن جثة الصحافي أنطون هامرل

العقيد معمر القذافي لدى استقباله جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا في طرابلس أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا أمس أن العقيد الليبي معمر القذافي «غير مستعد لمغادرة بلاده»، وذلك غداة زيارة قام بها رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما لطرابلس، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الرئاسة في بيان إنه خلال لقاء بين الرجلين «شدد (القذافي) على أنه غير مستعد لمغادرة بلاده رغم الصعوبات».

وتزامنت زيارة زوما الذي فوضه الاتحاد الأفريقي للقيام بوساطة، مع تكثيف الحلف الأطلسي ضرباته الجوية في إطار تدخله العسكري في ليبيا، كما تأتي بعد انضمام روسيا، الحليف التقليدي لطرابلس، أخيرا، إلى صفوف الغربيين مطالبة برحيل القذافي.

وبحث زوما والقذافي في «خارطة الطريق»، التي وضعها الاتحاد الأفريقي، التي تنص على وقف لإطلاق النار، ووقف قصف الحلف الأطلسي، وفترة انتقالية تفضي إلى انتخابات ديمقراطية. وقالت رئاسة جنوب أفريقيا إن «القذافي أكد مجددا أنه يدعم وقف إطلاق النار والحوار».

وفي هذا السياق، طلبت بريتوريا «وقفا فوريا لإطلاق النار» للسماح ببدء مفاوضات. وقال زوما في البيان: «وحده الحوار بين الأطراف الليبية كافة سيسمح بإيجاد حل دائم» للأزمة. كما طلب زوما من الحلف الأطلسي «احترام وساطة الاتحاد الأفريقي» في الأزمة. واعتبر، أول من أمس، أن «الاضطرار لطلب إذن الحلف الأطلسي لزيارة ليبيا ينسف وحدة الاتحاد الأفريقي». وقام زوما بجولة في طرابلس لتفقد الأضرار الناجمة عن القصف الجوي وقال في بيانه: «السلامة الشخصية للعقيد القذافي مثار قلق».

إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية، مايتي نكوانا ماشابان، أمس أن العقيد القذافي وافق على التعاون مع بلادها للعثور على جثة المصور أنطون هامرل الذي قتل الشهر الماضي في الصحراء الليبية.

وقالت الوزيرة للصحافيين غداة زيارة الرئيس زوما إلى طرابلس، إن «تأكيد التعاون أعطاه العقيد القذافي نفسه لرئيسنا، ويفيد أنهم سيعملون بحزم لمساعدتنا في العثور على جثته». وأضافت: «لن ندخر أي جهد للعثور على جثته».

وأُبلغت السلطات الجنوب أفريقية بمقتل المصور الجنوب أفريقي، 41 عاما، الذي كان يغطي أحداث النزاع في ليبيا، بعد الإفراج في 18 مايو (أيار) الماضي عن أربعة صحافيين آخرين كانوا معه قبل ستة أسابيع في منطقة معزولة بالصحراء.

واعتبرت الوزيرة أن «آخر الأخبار المتعلقة بمقتله هي تلك التي ذكرها زملاؤه الذين شاهدوه يسقط، والافتراض هو أنه دفن على الأرجح في المنطقة التي قتل فيها».

ولدى الإفراج عنهم في طرابلس في 18 مايو الماضي، أعلن هؤلاء الصحافيون أن هامرل قتل لدى تعرض المجموعة لهجوم من قوات القذافي، وأسرهم في 5 أبريل (نيسان) الماضي.

وكانت الحكومة الليبية أعلنت طوال أسابيع أنه على قيد الحياة، وأكدت وزارة الخارجية النمساوية (ذوو المصور نمساويون) أيضا في 25 أبريل الماضي أن هامرل على ما يرام بعد «تبادل أحاديث» مع السلطات الليبية. وقالت الوزيرة الجنوب أفريقية في البرلمان أمس: «شعرنا فعلا بحزن عميق جراء مقتل هامرل في ليبيا». وأشارت إلى أن الأوضاع الميدانية والحرب في ليبيا ستزيد من صعوبة البحث عن جثة الصحافي.