وصول 9 عسكريين ليبيين إلى تونس بحرا وأسلحة قطرية للمعارضين في الجبل الغربي

وزير فرنسي: نشر طائرات مروحية في ليبيا قريبا

TT

أعلنت وكالة الأنباء التونسية أمس أن تسعة عسكريين ليبيين بينهم ضباط كبار، وصلوا الأحد إلى تونس بحرا على متن مركب رسا في مرفأ «الكتف» بمدينة بنقردان (جنوب شرق) المحاذية للحدود مع ليبيا. وأضاف المصدر نفسه أن المركب كان يقل «عقيدا بزيه العسكري وأربعة عسكريين برتبة رائد وأربعة جنود».

وأوضحت الوكالة أن العسكريين انشقوا عن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.

وكان عسكريون آخرون من بينهم ضباط كبار وصلوا الجمعة إلى تونس بحرا على متن مركبين وصلا إلى مرفأ مدينة بنقردان، بحسب ما ذكرت الوكالة ذاتها.

في غضون ذلك، قال معارضون مسلحون في منطقة الجبل الغربي الليبية إنهم يهربون السلاح والذخيرة من معقل المعارضة في بنغازي عبر تونس، ويبدو أن بعض الأسلحة على الأقل جاءت من قطر.

وكان المعارضون الذين يقاتلون على الجبهة الغربية من الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر يقولون إن السبيل الوحيد لحصولهم على الذخيرة هو اغتنامها من جنود القذافي بعد أسرهم أو قتلهم.

ويعاني بعض المعارضين من نقص التسليح كما أن المعدات الثقيلة محدودة.

لكن هناك دلائل على وصول أسلحة جديدة وذخائر إلى المنطقة الجبلية عبر طريق الإمداد الوحيد الذي يسيطر عليه المعارضون وهو معبر الذهيبة - وازن مع تونس.

وفي بلدة الزنتان الخاضعة لسيطرة المعارضين والتي تبعد 150 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، شاهد مراسلو «رويترز» مدفع «مورتر» جديدا تماما و42 قذيفة «مورتر» ما زالت مغلفة، وكتب على الصندوق الذي يحوي هذا العتاد كلمة «قطر» باللغة الإنجليزية.

وشملت المعدات كذلك زيا عسكريا جديدا وأجهزة لاسلكي وصناديق مناظير مكبرة من نوع «شتاينر» ألمانية الصنع، التي يتكلف الواحد منها نحو ألف دولار، وإن بدا أن بعض المعدات تخص الجيش الليبي.

وفي موقع آخر، رأى مراسلو «رويترز» صواريخ «ميلان» جديدة، وهي صواريخ موجهة مضادة للدبابات.

وقال أحد قادة المقاتلين المعارضين في منطقة الجبل الغربي إنهم يعانون من نقص الذخيرة، لكنهم يتوقعون وصول المزيد من الإمدادات «من الخارج». وأضاف: «إنها تأتي من بنغازي». وزاد قائلا: «من بنغازي عبر تونس. يقولون إنها حليب وغذاء. من السهل تهريبها. هذا هو السبيل الوحيد». وأوضح أن بعض المعدات أنتجت في فرنسا، لكنه لم يقدم دليلا على ذلك. وقال إن الإمدادات شملت ذخيرة وقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة أخرى.

وقطر هي أكثر دولة عربية تحمست لمساندة المعارضين الليبيين وجهود حلف شمال الأطلسي لمنع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين.

وباعت قطر، العضو في «أوبك»، مليون برميل من الخام نيابة عن المعارضين الليبيين، وقالت في أبريل (نيسان) الماضي إنها أرسلت أربع ناقلات من البنزين ووقود الديزل وغيره من أنواع الوقود إلى بنغازي.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في قطر للتعليق بشأن ما إذا كانوا أرسلوا إمدادات سلاح للمعارضين.

وقال مصدر دبلوماسي مقيم في الدوحة إن السلطات القطرية تسير طائرات نقل عسكرية من طراز «سي - 17» محملة بالسلاح إلى بنغازي «يوميا تقريبا».

إلى ذلك، قال مصدر من وزارة الخارجية التونسية لـ«رويترز» ردا على سؤال عما إذا كان السلاح يصل إلى ليبيا عن طريق تونس: «نحن ننفي هذه المعلومات تماما». وأضاف المصدر أن دور تونس في الصراع في ليبيا «يقتصر على تقديم المساعدات العاجلة واستقبال اللاجئين والمصابين».

وفي باريس، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أمس إن نشر طائرات مروحية في ليبيا ربما يحدث قريبا. وعندما سئل عن التوقيت خلال لقاء إعلامي في باريس قال لونجيه لـ«رويترز» إنه ليس بوسعه أن يحدد بشكل قاطع وقت حدوث ذلك، لكنه أضاف: «على أي حال.. بسرعة جدا».

وتهدف الاستعانة بطائرات مروحية الأكثر عرضة لأنظمة الدفاع الأرضي من الطائرات التي استخدمت حتى الآن، إلى محاولة تسريع رحيل القذافي بعد بدء الغارات الجوية من ارتفاعات أعلى في مارس (آذار) الماضي.