سفير ليبيا في روما المنشق: نهاية حكم القذافي قريبة

توقع انشقاق المزيد من الدبلوماسيين في الأيام المقبلة

TT

قال دبلوماسي ليبي بارز انشق على العقيد معمر القذافي إن أيام حكم القذافي معدودة، وإن الحل الدبلوماسي لخروجه لم يعد خيارا مطروحا.

وكان حافظ قدور، سفير طرابلس منذ فترة طويلة في روما، معروفا جيدا في إيطاليا كمساعد قوي للقذافي، وكان على اتصال وثيق برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، وتوسط في اتفاقات بمليارات الدولارات بين البلدين.

وقال قدور في مقابلة مع «رويترز» في السفارة الليبية في روما التي ترفع حاليا علم المعارضة المسلحة «نظام القذافي انتهى». وأضاف «لم تعد هناك بعد الآن حلول دبلوماسية بالنسبة له. بات الأمر مسألة وقت الآن». وبعدما روعته الحملة العنيفة للقذافي ضد المحتجين المسالمين، قال قدور إنه أيد المعارضين في 25 فبراير (شباط) الماضي. وقطع كل العلاقات مع طرابلس في أبريل (نيسان) الماضي بعدما خلص إلى أن القذافي لن يوافق أبدا على حل دبلوماسي لخروجه. ويقول قدور إنه حتى ذلك الحين عمل من وراء الكواليس مع دبلوماسيين ليبيين منشقين على أمل التوسط في اتفاق لخروج القذافي. واضطر قدور لعدم حضور جنازة أمه في طرابلس في مارس (آذار) الماضي بسبب نشاطه.

وقال قدور إنه في أواخر أبريل الماضي عندما اتضحت استحالة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الليبية أرسل برقية إلى طرابلس يعلن فيها أنه لم يعد يمثل القذافي، ورفع علم المعارضة على السفارة.

وقال قدور «اتضح لي عندما فقدت الأمل أنني يمكن أن أكون مفيدا كوسيط». واعتبر قدور أن تزايد عدد المنشقين بمن فيهم 8 من ضباط الجيش ظهروا في روما في مؤتمر صحافي نظمته الحكومة الإيطالية، أول من أمس، يظهر مدى سرعة تداعي نظام القذافي. وحضر قدور المؤتمر الصحافي أيضا.

وأعلن ما لا يقل عن 8 سفراء ليبيين في أوروبا انشقاقهم، ويعمل كثيرون آخرون بشكل غير رسمي مع المعارضين، لكن لم يتمكنوا من إعلان الولاء للمعارضة صراحة لتجنب تعقيد جهود مساعدتها.

وقال قدور «هناك المزيد من الدبلوماسيين نتوقع أن يعلنوا انشقاقهم في الأيام المقبلة»، مضيفا أن السفراء لدى البرتغال ومالطا وألمانيا وفرنسا وبروكسل والنمسا وسويسرا انضموا جميعا إلى صفوف المعارضين.

وأضاف «من يقاتلون مع القذافي على الأرض حاليا لا يقاتلون من أجل القذافي وإنما يدافعون عن أنفسهم بسبب الجرائم التي ارتكبوها».

وقال قدور إنه لم ينتظر ردا من طرابلس على البرقية التي أرسلها في أبريل الماضي حيث كان قد قطع بالفعل خط الفاكس الذي يستخدم في إرسال البرقيات الدبلوماسية من العاصمة الليبية.

وأضاف أن جميع الموظفين في السفارة وافقوا على البقاء إلى جانب المعارضين عدا قريبا للقذافي كان يعمل دبلوماسيا قنصليا في السفارة لكنه غادر إلى طرابلس عندما بدأت الانتفاضة الشعبية.

ونظرا لكون إيطاليا واحدة من عدد قليل من الدول التي اعترفت بالمعارضين الذين يتخذون من بنغازي مقرا كممثلين شرعيين للشعب الليبي، يظل قدور طرفا رئيسيا على اتصال بالجانبين، في الوقت الذي تتطلع فيه روما لتطوير علاقاتها مع المعارضة.

ورغم الخطاب الحاد المناهض للاستعمار من جانب القذافي احتفظت روما وطرابلس بعلاقات وثيقة على مدى عقود. ووافقت إيطاليا في 2008 على اتفاق تعويضات بقيمة 5 مليارات دولار، واشترت ليبيا منذ ذلك الحين حصصا في شركات إيطالية كبيرة.

وقال قدور إنه يتوقع أن تقر الحكومة الليبية الجديدة بعد انتهاء نظام القذافي كل العقود الموقعة بين ليبيا وإيطاليا بما فيها صفقات بمليارات الدولارات مع شركات بينها «فينميكانيكا».

وقال «هذه عقود موقعة بين دولتين لذا ستقرها مجددا الحكومة الليبية الجديدة عندما تتحرر ليبيا».