قائد قوة دفاع البحرين: نظام ولاية الفقيه قمعي ويعاني منه الإيرانيون لكنهم أرادوا تطبيقه لدينا

الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة في حوار مع «الشرق الأوسط» : إن رفع حالة الطوارئ اليوم يؤسس لمرحلة جديدة

الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة («الشرق الأوسط»)
TT

يتطلع البحرينيون مع بزوغ فجر اليوم الأربعاء إلى انطلاقة جديدة نحو الاستقرار الأمني والاقتصادي، وتعزيز الجوانب الاجتماعية لردم فجوة أحداث 14 فبراير (شباط) الماضي، التي كادت تعصف بالبلاد وتحدث شرخا عميقا في النسيج الاجتماعي. يأتي ذلك مع بدء تنفيذ قرار ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة برفع حالة السلامة الوطنية (قانون الطوارئ)، ليؤسس مرحلة جديدة لمستقبل البحرين، لتواصل مسيرتها التنموية في ركب المنظومة الخليجية.

وفي هذا الصدد أكد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة قائد قوة دفاع البحرين (الجيش) في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن رفع حالة الطوارئ إنما يأتي تأكيدا على سلامة النهج الذي انتهجه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في معالجة «الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، كما يأتي للدفع في اتجاه عودة الأمور إلى طبيعتها، وبث الطمأنينة والسكينة والاستقرار، وأن كل ذلك جاء كنتيجة حتمية لعقلانية الخطط، ومتانة الاستراتيجيات».

ودعا المشير آل خليفة إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين بما يحفظ الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين والزائرين، محذرا من أن رفع حالة السلامة الوطنية لا يعني أن القوات المسلحة البحرينية تتخلى عن دورها لردع من يحاول أو يعمل على زعزعة الأمن في البحرين.

وطمأن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة المواطنين والزائرين أن البحرين تنعم بالأمن والاستقرار، مؤكدا أن الحكومة مستمرة في الإصلاحات لما يخدم مصلحة الكيان والشعب، وتطرق إلى كثير من الأمور التي تتعلق بالشأن البحريني في هذا الحوار:

* على ضوء أمر الملك حمد بن عيسى آل خليفة برفع حالة السلامة الوطنية اعتبارا من اليوم في البلاد.. كيف تقيمون الوضع الأمني؟

- جاء أمر الملك حمد لرفع حالة السلامة الوطنية في جميع أنحاء البحرين اعتبارا من اليوم، ليبرهن على عودة الأمن واستتباب الأمان في ربوع البحرين، وتأكيدا على سلامة النهج الحكيم الذي انتهجه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في معالجة الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، كما يأتي للدفع في اتجاه عودة الأمور إلى طبيعتها، وبث الطمأنينة والسكينة والاستقرار، ولا ريب أن كل ذلك جاء كنتيجة حتمية لعقلانية الخطط، ومتانة الاستراتيجيات، كما أن رفع حالة السلامة الوطنية يدل على الاستقرار السياسي المطلوب لدعم أي نشاط اقتصادي، كون الأزمة الأخيرة التي مرت بها البحرين كانت درسا تعلمنا منه الكثير، وعلينا أن نتحلى بالحذر والصبر لدرء كل من يريد النيل من الأمن والاستقرار. في حين أن قوات الأمن العام والحرس الوطني بما لديهما من رجال وإمكانات على أتم الأهبة والاستعداد لتحقيق الأمان للوطن والمواطن، والقوات المسلحة لمملكة البحرين مستمرة في حمل لواء الدفاع عن الوطن وأداء واجباتها المنوطة بها لحماية المكتسبات والنهضة التنموية التي تشهدها البلاد، وتوفير الأمن للمواطنين والمقيمين، وتأمين الدعم اللازم للعجلة الاقتصادية من خلال استعدادها الدائم لردع أي خطر يحدق بالبلاد، كما نثمن التعاون المعهود من المخلصين من المواطنين والمقيمين طيلة فترة السلامة الوطنية، حتى عاد الأمن وانقشعت سحب الضلال وعلا صوت الحق والخير بعد أن انحسر الباطل ودعاة الفرقة والتحريض والتخريب فعمت البهجة وعادت البسمة وارتاحت النفوس، وهدأت الخواطر، ولمنع المزيد من عمليات التخريب الممنهجة التي اتخذتها الجماعات المتطرفة ذريعة وحجة للبقاء في الشارع وتعطيل العامة.

* هل تعتقدون أن الحاجة التي دعت لتطبيق حالة الطوارئ قد انتهت بالفعل؟

- رفع حالة السلامة الوطنية يدل على الاستقرار السياسي المطلوب لدعم أي نشاط اقتصادي، كون الأزمة الأخيرة التي مرت بها البحرين كانت درسا تعلمنا منه الكثير، وعلينا أن نتحلى بالحذر والصبر لدرء كل من يريد النيل من الأمن والاستقرار، وكل تلك الجهود المبذولة تدل على أن شعب البحرين بطبيعته المخلصة قادر على تجاوز كل الظروف والمحن وهو ما أكد عليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في أكثر من مناسبة، ونظرته المتجددة بأن البحرين قد عادت لسابق عهدها وأنها كانت وستظل إلى الأبد بلد التعايش والسلام لأن هذا القرار أقرب ما يكون إلى مبادرة طيبة من الملك للمغرر بهم بأن يعودوا إلى صوابهم وأن يعيدوا قراءة الأفكار المضللة التي كانت تبث سمومها رؤوس الفتنة والفئة الضالة.

* ما هي التفاصيل التي ستترتب على إلغاء حالة السلامة الوطنية.. فيما يتعلق بالحواجز وخلافها؟

- رجال القوات المسلحة كانوا وما زالوا بحق عند حسن ظن أبناء البحرين، ونجحوا في تنفيذ قانون السلامة الوطنية، وستتم إزالة هذه الحواجز تدريجيا وحسب المرئيات والظروف، أستطيع القول إن رجال قوات الأمن العام، والحرس الوطني في أتم الجهوزية الميدانية في مختلف مواقعهم في محافظات البحرين وعلى مدار الساعة، لتنفيذ واجباتهم من خلال نقاط السيطرة والتفتيش والقيام بأعمال الدوريات ضمن نطاق مسؤولياتهم لضمان أمن المواطن والمقيم والزائر، وغني عن القول أن هذا يفرض على المؤسسات الأمنية العمل بمزيد من الإصرار والقوة لمواجهة أي ظروف يتم فيها الخروج عن النظام ومواجهة الضالعين في ذلك أينما كانوا، ورسم برامج محددة الأولويات وفق ما تتطلبه معطيات العمل الأمني في التعامل مع من يتسبب في تعكير صفو الحياة المتحضرة في المجتمع البحريني، ولا ننسى أن صيانة النظام وحماية أمن الوطن هدف سام تعمل القوات الأمنية على تحقيقه، وهناك تعاون استراتيجي مشترك بين مختلف القوات المسلحة تتكاتف فيه الجهود، وتتوحد الغايات للوصول إلى صيغة مثلى لحفظ أمن المواطن والمقيم في البحرين، ويشهد لأجهزتنا الأمنية تطبيق أمن مسؤول ينطلق من التحولات الديمقراطية والدستورية وسيادة القانون والذي يدعم بناء دولة المؤسسات والتي يعتبر فيها الأمن الركيزة الأساسية لنهوضها.

* هل عادت الأوضاع الأمنية في الأماكن العامة وداخل الأحياء إلى طبيعتها؟

- دون أدنى شك، فإن الأوضاع الأمنية في الأماكن العامة والأحياء قد عادت إلى طبيعتها، وعادت الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث، ويمارس جميع المواطنين والمقيمين حياتهم الطبيعية بشكل طبيعي جدا، وإنني أطمئن المواطنين وأدعوهم لأن يثقوا بقرارات الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفي المقابل أقول لمن يريد زعزعة أمن البحرين واستقرارها إن عليه أن يلتزم بالقوانين، إن كل المعطيات والمؤشرات الأمنية الإيجابية في كافة مناطق المملكة تعزز الثقة وتقوي روح الطمأنينة لدى المواطن والمقيم، مما يتيح لسفينة الوطن خوض بحار التقدم المأمول في أمن وأمان، ويسهل للوطن عملية التفاعل، والتعامل مع كل المستجدات على الأصعدة المحلية والعربية والدولية.

* الكثير من الزوار والسياح ما زالوا يتخوفون من الذهاب إلى البحرين.. فما هي نصيحتكم لهم؟

- إن تحقيق الاستقرار السياسي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وفي ظل الصورة المشوهة التي تنقلها المعارضة عن البحرين عبر المنظمات الحقوقية والتقارير غير الصادقة كلها أمور ملفقة وكاذبة، وطبعا الهدف منها نشر أخبار ومعلومات لا تخدم الاقتصاد البحريني ولذلك لا بد لوسائل الإعلام المحلية والقنوات الخارجية الصادقة من نقل الحقيقة وأن تعمل على طمأنة المستثمرين في الداخل والخارج بأن وضع البحرين آمن، وعليه فإن رفع حالة السلامة الوطنية يدل على الاستقرار السياسي المطلوب لدعم أي نشاط اقتصادي.

* ماذا عن قوات درع الجزيرة وما هو الدور الذي سيطلع به بعد رفع قانون حالة السلامة؟

- نوجه تحية إكبار وإعزاز لرجال قوات درع الجزيرة المشتركة، الذين ضربوا المثل الأروع في الأخوة، وكانوا نعم السند والمعين، وبذلوا الجهود المضنية في مختلف المواقع الحساسة، وساهموا، وظلوا أوفياء للواء العز والشموخ، وقوات درع الجزيرة المشتركة دخلت البحرين بقرار حكيم من القيادة لاستباق الأحداث وكأسلوب احترازي حتى لا تتوسع رقعة النزاع، وحتى نكون جاهزين بتواجد قوات درع الجزيرة إن توسعت الأحداث وهذا يعتبر حقا مشروعا للبحرين انطلاقا من اتفاقيات التعاون العسكري والأمني المشترك بين دول الخليج العربية، والقوات البحرينية سبق لها أن شاركت أكثر من 7 مرات في أزمات خليجية وأغلبها في الكويت وكان آخرها قبل سقوط النظام العراقي وكان تواجدنا احترازيا، ودخلت قوات درع الجزيرة المشتركة كون البحرين أصبحت مهددة في استقرارها وأمنها، لذلك طلبنا غطاء إقليميا يغطينا سياسيا وأمنيا وعسكريا وإعلاميا. وستبقى قوات درع الجزيرة موجودة لحين انتفاء الحاجة لبقائها، وسيكون تحرك هذه القوات تدريجيا بالانتقال إلى التواجد الخفيف، حيث ستبقى بعض عناصر هذه القوات في البحرين وبعض العناصر تتحرك إلى أماكن أخرى، ووجود هذه القوات وعددها أو زيادتها يتحدد بحسب الظروف، وكانت قوات درع الجزيرة قد دخلت وسط تهليل وترحيب من قبل أهل البحرين، بعد أن حبس الناس الأنفاس طوال 30 يوما جراء الإرهاب والتصعيدات المعادية خارجيا وتصاعد احتمال الفتنه الداخلية التي تحركها أصابع خارجية وهذه القوة جاءت لمهمة محددة تنحصر في ردع الهجمات الخارجية وحماية المنشآت الحيوية وهي لم ولن تشارك في أي مهام داخليه لأن القوات الأمنية البحرينية من جيش وشرطة كانت وما زالت قادرة على فرض الأمن بالقانون من دون مساعدة أحد.

* ما هي الأضرار التي ألحقتها الأحداث بالجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية؟ وكيف ستتم معالجتها بعد عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي؟

- الاقتصاد الوطني في طريقه للتعافي من تداعيات الأزمة التي مرت بها البلاد بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة. وذلك بعد التراجع الذي تعرضت له مختلف القطاعات التجارية والصناعية والاستثمارية والذي تسبب في ركود اقتصادي طال عددا كبيرا من التجار وأصحاب الأعمال البحرينيين والمستثمرين الأجانب على السواء، وكل تلك الأضرار تغافلت عنها المنظمات الدولية، في حين أن البحرين حققت مراتب متقدمة في التنمية البشرية رغم الموارد الطبيعية الضعيفة والإمكانيات الاقتصادية المتواضعة فكان الفوز والنجاح في القدرة على التوظيف الأمثل للموارد والإمكانيات المتوافرة لتظل شعلتا التنمية الاقتصادية والبشرية متقدتين لا يخبو وميضهما أبدا، وبكل فخر صنفت البحرين في تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة من ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية، حيث نجحت البحرين في معالجة الكثير من الأزمات التي مرت بها ودائما تخرج أقوى مما كانت عليه، وتنشط مختلف القطاعات في المملكة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية من أجل رأب أي صدع بها وهي دائما في حركة دؤوبة متناغمة مع المشروع الاستراتيجي الوطني من أجل تحقيق الخطط الطموحة التي بمقتضاها يتم تشجيع واستقطاب الاستثمارات في البحرين وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات وتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي الشامل والترويج للمملكة على المستوى الدولي من خلال تثبيت الأمن والاستقرار وبيان حوافز الاستثمار في البحرين وموقعها في الشرق الأوسط وما تمتلكه من بنية تحتية متكاملة تكفل استدامة تصدرها لقائمة أفضل الدول في الاستثمار.

* وجهت أصابع الاتهام إلى أياد خارجية خلف إثارة الأحداث في البحرين، كما كان الحديث عن مخطط يستهدف البحرين وقيادته.. فهل ظهرت أدلة جديدة في هذا الصدد؟

- عند الحديث عن مخطط يستهدف البحرين فهذا الأمر ليس جديدا ولم يكن وليد الأحداث الأخيرة فقد بدأ في ثمانينات القرن الماضي في قضية المحاولة الانقلابية الآثمة التي استهدفت الاستيلاء على الحكم عام 1981 والتي كانت مدعومة من إيران بحسب الاعترافات، واستمر في قضية ما يسمى بحزب الله البحريني والمؤامرة الإيرانية في أحداث التسعينات، وتكرر في قضية كشف عمليات التدريب ذات الطابع العسكري لمجموعات في منطقة الحجيرة بسوريا عام 2008، وحديثا قضية الشبكة التنظيمية الإرهابية لقيادات ورؤساء المجموعات التخريبية التي استهدفت زعزعة أمن واستقرار البحرين عام 2010، لقد أحبطت مملكة البحرين مخططا خارجيا ضد المملكة عمل عليه لمدة لا تقل عن 20 أو 30 عاما، واستهدف البحرين حتى تكون الأرضية جاهزة لذلك حيث لو نجح هذا المخطط في دولة خليجية فقد يمتد إلى الدول المجاورة. وما حدث مؤخرا هو استكمال لحلقات مخططات التدخل والارتباط الخارجي، فمواقف وتصريحات المسؤولين الإيرانيين وما صدر عن الأمين العام لحزب الله اللبناني وما دأبت عليه القنوات الفضائية التابعة لهم من التدخل في شؤون البحرين والتحريض على الفتنة وبث الإشاعات والأكاذيب والدعوة إلى الفوضى وما حدث في الدوار (دوار اللؤلؤة)، وأسلوب العمل المتبع، والخبرة والتكتيكات التي حصلت في البحرين، وأسلوب التخييم وطريقة وضع الحواجز، واحتلال المستشفيات، ومحاصرة مبنى التلفزيون، والدوائر الحكومية والمنشآت الحيوية، وطريقة مهاجمة المواطنين، وتقسيم الأدوار والتوزيع على عدة خلايا منها خلية العمل الميداني وخلية التمويل وخلية الإعلاميين وخلية الحقوقيين، هي كلها أمور تكشف عن ارتباط وأسلوب تدريب حزب الله. وما زال التحقيق جاريا، وموضوع الارتباط والتخابر موجود ونتائج التحقيق سوف تبين وتكشف كل هذه الأمور.

* هل الحكومة أخطأت في تقديرها للأحداث قبل وقوعها؟

- الذين سعوا فسادا في البحرين وحاولوا بطرق غير مشروعة الإطاحة بنظام حكمها وقيام جمهورية إسلامية تابعة لولاية الفقيه الإيرانية فيها رغما عن إرادة الشعب البحريني الأبي، وأقول إن نظام جمهورية ولاية الفقيه الذي سعى البعض بعون ودعم من أطراف خارجية لفرضه على شعب البحرين هو توجه خطير لقلب نظام الحكم والقلة القليلة التي نهجت هذا المنحى هي سبب المشكلات التي تعرضت لها البحرين مؤخرا والمتمثلة في الأحداث الإرهابية المؤسفة التي عصفت بالبلاد وتسببت في تفتيت وتعكير الشعور الوطني بالغلو في الطائفية البغيضة والإصرار على سيادة المذهب على حساب الوطن. إن أغلبية من تسببوا في الأحداث هم من المؤمنين بولاية الفقيه، وسيطر عليهم الهاجس الديني وتسببوا في جر الوطن إلى منعطف خطير، فالدين موجود في حياتنا ولكن عندما يختلط بالسياسة بمختلف مشاربها، وطغيان ذلك بشكل واضح على العاملين في السياسة ستبدأ الفرقة في الوطن، ومن أطلق ولاية الفقيه والجمهورية الإسلامية تناسى وطنيته وقوميته واتجه إلى المذهب وغمس الفكر السياسي في الفكر المذهبي، وتلك الأحداث قامت على أساس طائفي وبتدخل إيراني واضح وبوجود عناصر محلية ليست وطنية مؤيدة لها، ولا ننسى أنه من منطلق القاعدة الوطنية الجامعة التي تحتضنها حكومة البحرين يعتز الغالبية العظمى من أبناء الوطن بعمق الانتماء الواحد لأسرتنا البحرينية التي تحتضن جميع أبنائها دون تفريق.. فلا تمييز بين مواطن وآخر، ولا اعتبار إلا لصدق الانتماء ووفرة العطاء لهذا الوطن العزيز.

* الموقف الخليجي الموحد تجاه إيران لم يكن حازما رغم التهديدات الإيرانية والتدخل الواضح في الشأن الخليجي.. ولم يكن هناك حتى مجرد تلويح بقطع العلاقات مع إيران!! - إن ما مرت به البحرين من ظرف شكل خطرا وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة كان بمثابة اختبار لقوة ومتانة دول مجلس التعاون وقدرته على التحرك سريعا لاحتواء أي تهديدات تستهدف مكوناته، وقد تعزز الأمن في البحرين بوصول قوات درع الجزيرة من أجل تأمين حماية المنشآت والمرافق الحيوية ولتتمكن قوات حفظ النظام من القيام بدورها في نشر الأمن وضمان عودة الحياة الطبيعية واستئناف العمل في المؤسسات الحكومية والأهلية ورجوع الطلبة إلى المدارس واستئناف النشاط الاقتصادي الذي تأثر بالأوضاع التي مرت بها البلاد، وندعو إلى إعادة تقييم مصالح دول المجلس اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وإحداث تغييرات في مختلف الاستراتيجيات الخليجية بما يعزز من قدرة دول المجلس على مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، ودول الخليج العربية تحتاج في هذا الوقت إلى جهد استراتيجي دقيق يستجيب للمرحلة الحالية ويرسم صورة جديدة لمستقبل المنطقة في ظل المستجدات الحالية الإقليمية والعربية والدولية، من الضروري توخي اليقظة من المخططات الإرهابية التي تطال البحرين ودول الخليج، فهذه المخططات تشكل استراتيجية وأهدافا لمطامع إيرانية حتى وإن اختلف الأشخاص والبرامج المنفذة لها، خاصة هناك الكثير مما جرى هو استكمال لحلقات مخططات التدخل والارتباط الخارجي، فمواقف المسؤولين الإيرانيين وتصريحاتهم الهجومية والتحريض على الفتنة تجاه البحرين والجميع شاهد أكاذيب محطات تلفزيونية تبث من إيران وكيف استهدفت البحرين بهذا الهجوم المحموم الذي صور البلد وكأنها تمر في انهيار أو تمر في وضع مذبحة وقد جرى استدعاء سفير البحرين لدى إيران للتشاور، اليوم لدينا تحقيق جار وموضوع الارتباط والتخابر موجود ونتائج التحقيق سوف تبين وتكشف كل هذه الأمور، وفي تاريخ الدول الشقيقة تكتسب الأحداث الجسام طابعا أخويا خاصا، ولونا وطنيا مميزا، وتتطلب مواقف صريحة وحاسمة، وأدوارا سريعة وفاعلة، وتظل هذه المواقف راسخة في ذاكرة الأوطان.

* أبرزت الأحداث الأخيرة عمق العلاقات بين السعودية والبحرين... فكيف تنظرون لدور السعودية في دعم الحكومة البحرينية خلال الأحداث وإعادة الأمن والاستقرار للشعب البحريني؟

- إن علاقة التعاون الأخوية والتاريخية المتميزة القائمة بين السعودية الشقيقة والبحرين، والتي وثقها وأرسى دعائمها قادة البلدين الشقيقين، كانت قائمة ومستمرة يتوارثها الآباء عن الأجداد منذ القدم، وتأكيدا على حتمية هذا الترابط الأخوي، والهدف والمصير المشترك، يأتي وقوف السعودية الشقيقة مع البحرين في مقدمة الأولويات والاهتمامات، من أجل الدفاع المشترك، والذود عن كل ما من شأنه المساس بسيادة وأمن البحرين.

* هناك من يرى أن الدبلوماسية السعودية والخليجية بصفة عامة لعبت دورا بارزا خلال أحداث الخليج أهم من الدور العسكري.. فما تعليقكم؟

- السعودية دائما تقف صفا واحدا مع البحرين، انطلاقا من العلاقات العريقة والحميمة والأسس المتينة التي أرساها قادتنا، وكل ذلك يجسد بحق روح الوحدة الخليجية التي تعد أقوى سلاح في وجه كل من يحاول النيل من أمن واستقرار وسلامة دول الخليج العربية، ونحن نقدر الجهود الدبلوماسية السعودية الخليجية، والاقتصادية، والإعلامية التي بذلتها السعودية الشقيقة لدعم البحرين على مختلف الأصعدة المحلية، والإقليمية، والدولية؛ لإعادة الأمن والاستقرار، وردع الأطماع المعادية، والوقوف إلى جانب الحق، ودعمه ومساندته، والسعي بكل السبل لتحقيق الاستقرار من خلال القرارات العادلة الصادرة من مؤتمرات القمة الخليجية أو العربية، أو المنظمات الدولية، والمتضمنة جميعها الوقوف مع البحرين في حفظ أمن مواطنيها وجميع المقيمين على أراضيها.

* هل هناك مبادرات لطرح مشروع وحدة خليجية.. فيدرالية أو كونفدرالية؟

- أعتقد أنه على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التفكير بجدية تامة بشأن قيام اتحاد فيدرالي أو كونفدرالي خاصة في الشؤون العسكرية، حيث سيحفظ ذلك هيبة تلك الدول ويكون عائقا ضد أي دولة تطمع فيها، أو متربصين داخليين همهم الأكبر تنفيذ مخططات ضد دولهم، بل ويتعدى أمرهم إلى تشويه سمعة بلادهم في الخارج، وتعطيل مصالحها داخليا، واتضح ذلك وبشكل كبير في جهات مهمة مثل التعليم والطب، والشؤون العمالية، كل ذلك من أجل فرض جمهورية نظام ولاية الفقيه، الذي يعد نظاما فاشلا وأثبت فشله في الشأن الداخلي الإيراني الذي لا يزال يعاني من مشكلات وثورات شعبية بسبب نظامه القمعي.

* أعلنت الحكومة البحرينية أن حزب الله يستهدف الإطاحة بالحكومة البحرينية.. فما هي الإجراءات التي تتخذونها تجاه هذا الحزب؟

- أدانت مملكة البحرين بشدة تصريحات الأمين العام لما يسمى حزب الله اللبناني، الذي يمثل منظمة إرهابية، وكل ما جاء على لسان أمين هذا الحزب فيما يخص الأحداث الإرهابية في المملكة كلها أكاذيب لخدمة أهداف خارجية ومخططات مدروسة كشف نفسه وفي خطابه يؤكد التزامه بدعم المعارضة البحرينية وهذا أكبر دليل على استهداف أمن البلاد وحملت البحرين الحكومة اللبنانية تداعيات تلك التصريحات، التي ستؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين، وشعب البحرين الذي يقف مع قيادته الوطنية ويلتف حولها ويحرص على عزته وكريم عيشه في بلده الذي سيبقى بنعمة من الله واحة أمن واستقرار لا يلتفت بهذه الخطابات الإرهابية التي يطلقها أمثال هؤلاء والتي تمثل انتهاكا لسيادة البحرين الدولة العضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهناك أدلة على قيام ما يسمى حزب الله بدعم وتدريب بعض عناصر المعارضة، وخطاب أمين عام هذا الحزب الذي يؤكد التزامه بدعم المعارضة البحرينية هو أكبر دليل على ذلك، وهناك أحد رموز الفتنة المقبوض عليه كان قد جاء من لندن وتوقف في لبنان لمدة يومين لهدف بات معلوما ونعلم أين ذهب وأين أتى.