نصر الله: إذا أخذت الأمور منحى سلبيا فإن ما يعد لسوريا هو التقسيم

اعتبر أن لبنان لا يحتمل قيام دويلات أو «كانتونات» وأن أي أمن ذاتي سيكون فاشلا

TT

وصف أمين عام حزب الله حسن نصر الله ما يجري في المنطقة بـ«الخطير جدا»، مشددا على أنه «من الخطأ التعامل مع الأوضاع في لبنان بمعزل عن الأوضاع في المنطقة لأن التقسيم هو المشروع الأميركي - الإسرائيلي الذي يحضر لليمن والسودان وليبيا، وقبلها للعراق» لافتا إلى أنه «إذا أخذت الأمور منحى سلبيا في سوريا، رغم ثقتنا بالقيادة الحكيمة للنظام وقدرته على تجاوز هذه المرحلة، فإن ما يحضر لها التقسيم، وعندما تقسم هذه الدول سيصل هذا التقسيم إلى السعودية ولن يقف عند حد»، موضحا أن «المقاومة دمرت طلائع هذا المشروع في حرب 2006 لكنه يعود اليوم بثياب جديدة».

وفي الشأن اللبناني، طالب نصر الله في كلمة ألقاها في ذكرى رحيل الإمام الخميني، بـ«استبدال الدعوة إلى تعديل اتفاق الطائف بتطوير النظام»، مشددا على أننا «في لبنان جميعا نريد مشروع الدولة ونؤيد مشروع الدولة» معتبرا أن «لبنان لا يحتمل قيام دويلات أو (كانتونات) وأن أي أمن ذاتي سيكون فاشلا وعاجزا».

ولفت نصر الله إلى أنه «كنتيجة لأزمة النظام، تنشأ دائما لدينا أزمات تشكيل حكومات»، مشددا على أن «الخطاب القائم حاليا غير مبرر أيا تكن السير الذاتية لتشكيل الحكومات سابقا»، وقال: «من واجبنا أن نواصل العمل وسنصل إلى نتيجة بكل تأكيد، ونحن كجزء من الأكثرية الجديدة نعرف الصعوبات ونتفهم مخاوف وقلق بعض الحلفاء والأصدقاء ولسنا في وارد توزيع المسؤوليات لأن أولويتنا مواصلة العمل والتعامل مع الجميع ومساعدة الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة، لأن أي انفعال منا يؤذي هذه المساعي، وهذا ما لن نقدم عليه، لأن تشكيل الحكومة مصلحة وطنية وليست حزبية، ونقدمها على أي اعتبار». وأردف قائلا: «لا يجوز أن نصاب بالإحباط ولا أن ينال منا اليأس، ولا أحد يستطيع أن يحيد نفسه عن مسؤوليتنا أمام الشعب. المساعي قائمة ومستمرة واستؤنفت بفعالية، ونأمل أن تدفع التطورات الأخيرة الجميع للتعاون والتكافل لحسم هذا الأمر الذي ينتظره اللبنانيون».

إلى ذلك، اعتبر نصر الله أن «الإنجاز الأهم للإمام الخميني هو بناء نظام بديل عن نظام الشاه في إيران وتعطيل كل ما يمكن أن يسمى ثورات مضادة اعتادت عليها الإدارة الأميركية»، رافضا ما يحكى عن أن «هذا الأخير فرض رأيه على الناس»، لافتا إلى أنه «بالعكس، عمد إلى إجراء استفتاء على النظام الذي يريده الإيرانيون. وبالتالي، وعندما حسم الشعب الإيراني هوية النظام بإرادة ساحقة، أعلن مباركته للنظام القائم على أساس جمهوري، أي كل مواقع السلطة تخضع للانتخاب المباشر، أو غير المباشر»، معتبرا أنه «في دولة الفقيه هناك دولة قانون ومؤسسات حقيقية، وأن الولي الفقيه نفسه ملتزم بالدستور والقانون ويأمر بالالتزام بهما»، وقال ممازحا: «لا يوجد في دولة الفقيه (ستار أكاديمي) لأن شبان وشابات إيران يذهبون للمشاركة في الأولمبياد العالمي للتنافس في الفيزياء والكيمياء والطب ويفوزون بأوسمة ذهبية».