مصر: اختيار اللواء المهدي لرئاسة المجلس الوطني للإعلام المصري يثير جدلا

إعلاميون طالبوا بقصر دوره على الجانب الإداري.. وآخرون رفضوا تولي عسكري المهمة

اللواء طارق المهدي
TT

أثار اختيار اللواء طارق المهدي لرئاسة مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، مع تغيير اسمه إلى «المجلس الوطني للإعلام»، كمجلس انتقالي تكون مهمته تحقيق التنسيق بين كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، الكثير من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة في أوساط الإعلاميين، خاصة بعد قبول الحكومة والمجلس العسكري استقالة الدكتور سامي الشريف أول من أمس.

واحتدم الجدل داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (بماسبيرو بوسط القاهرة) عقب الإعلان عن خبر تعيين اللواء المهدي، فبينما أعلن عدد من قيادات الإعلاميين تأييدهم اللواء المهدي في مهمته للنهوض بالإعلام المصري، أبدى آخرون دهشتهم من اختيار عسكري لشغل هذا المنصب، لافتين إلى غياب الرؤية الواضحة بشأن مهام المجلس المستحدث.

وأقر مجلس الوزراء، أول من أمس، تولي اللواء المهدي المجلس الوطني للإعلام، للإشراف على اتحاد الإذاعة والتلفزيون والتعامل مع الأزمات التي يعاني منها القطاع، وخاصة المطالب المالية للعاملين. ويضم المجلس الذي يترأسه المهدي 13 عضوا.

وأعلن عدد من الإعلاميين داخل اتحاد الإذاعة والتلفزيون دعمهم للمهدي، قائلين إن الأزمات التي تواجههم «إدارية أكثر منها فنية»، وهو ما يوضحه علي عفيفي، منسق حركة الإعلاميين الأحرار بقوله «نحترم اللواء المهدي كواحد من قيادات الجيش المصري، خاصة أن الأزمات التي تواجهنا في المرحلة الحالية تتعلق بكفاءة الإدارة أكثر من كونها مشكلات فنية».

وأشار إلى أنه سبق للمهدي العمل في القطاع، وقد أثبت قدرته على حل عدد من المشكلات الإدارية، مضيفا أن أحد مطالب حركة الإعلاميين الأحرار أن يتولى أحد أعضاء المجلس الوطني من الإعلاميين الإشراف على الجانب الفني للعمل داخل القطاع. ورشح عدد من الحركات الاحتجاجية التي تشكلت داخل ماسبيرو للمطالبة بتطهير الإعلام الحكومي من رموز النظام السابق، الإعلامي حمدي قنديل عضو المجلس لتولي الإشراف على الاتحاد بجانب اللواء المهدي. في المقابل، أبدى علي أبو هميلة، مخرج بالتلفزيون المصري، دهشته من اختيار عسكري لهذا المنصب، قائلا «نحن كإعلاميين داخل ماسبيرو (مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون) تلقينا الخبر بذهول ولا نعرف ما هي صلاحيات المجلس الوطني أو رئيسه، وما هي طبيعة اختصاصات المجلس الجديد»، متابعا بقوله «نأمل كعاملين وإعلاميين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن يرأس الاتحاد إعلامي يستطيع أن يوفق بين دور وموارد الإعلام المصري في الفترة المقبلة».

وقال الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، إن المجلس سيفصح عن مهام وصلاحيات المجلس في وقت لاحق. جدير بالذكر أن مجلس الوزراء المصري لم يصدر حتى الآن أية بيانات رسمية توضح مهام المجلس أو صلاحياته في انتظار اجتماع الدكتور عصام شرف مع أعضاء المجلس للتعرف على رؤيته (المجلس) لحل المشكلات المتراكمة إداريا وفنيا داخل قطاعات التلفزيون. كما سيناقش المجلس الموقف من إعادة وزارة الإعلام مرة أخرى أو الإبقاء على الوضع الحالي.