الرباط تنفي رسميا إثارة أي مسؤول مغربي لدور الجزائر في تسهيل عبور مرتزقة إلى ليبيا

وزارة الخارجية المغربية تصف تصريحات أويحيى بـ«المثيرة للاستغراب»

TT

نفت الرباط رسميا أن يكون أي مسؤول مغربي قد تحدث عن دور للجزائر في تسهيل عبور المرتزقة إلى ليبيا، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها أحمد أويحيى، رئيس الوزراء الجزائري، اتهم فيها المغرب بالوقوف وراء اتهامات موجهة إلى بلاده بإيفاد مرتزقة وعتاد عسكري إلى ليبيا لدعم نظام العقيد معمر القذافي. وانتقد بيان صدر أمس عن وزارة الخارجية المغربية بشدة تصريحات أويحيى بخصوص موقف الجزائر من إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، ووصفها بـ«المثيرة للاستغراب». وفي مقابل ذلك، أكدت الرباط التزامها بإقامة علاقات «متينة وقوية» مع الجزائر. وكان أويحيى قد اتهم ما سماه «اللوبي الرسمي المغربي في واشنطن» بالوقوف وراء اتهامات موجهة للجزائر بإرسال مرتزقة وأسلحة لدعم نظام القذافي ضد الثوار، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات لا تشجع على إقامة أجواء ثقة يمكن أن تؤدي إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين، التي أكد أنها «غير مدرجة تماما في جدول الأعمال». وذكر البيان أن «المملكة المغربية، بعيدا عن كل اعتبار ظرفي أو ذريعة مفتعلة، تظل ملتزمة، بقوة وصدق، بتطبيع حقيقي للعلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين الفاعلين والمتشبعين بإقامة علاقات ثنائية قوية ومكثفة». وأضاف البيان أن أويحيى أثار خلال مؤتمر صحافي عقده الأحد الماضي، العلاقات بين المغرب والجزائر، وعلى وجه الخصوص مسألة الحدود البرية المغلقة، مشيرا إلى أن «فتح الحدود بين المغرب والجزائر غير وارد» في الوقت الحالي، وأن إعادة فتحها يتطلب «مناخا يطبعه حسن النية والثقة المتبادلة بين البلدين الجارين»، لكن أويحيى أضاف، حسب البيان، أنه «لوحظ خلال المدة الأخيرة تصريحات لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، وتحرك للوبي الرسمي المغربي بالولايات المتحدة بهدف توريط الجزائر في إرسال مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا».

ووصف البيان تصريح أويحيي بـ«المثير للاستغراب على أكثر من صعيد، سواء بالنسبة لجوهره أو توقيته»، مذكرا أن «أي مسؤول مغربي لم يثر دور الجزائر في تسهيل تجنيد أو عبور المرتزقة نحو ليبيا»، والواقع، يقول البيان، فإنه على الرغم من أن الكثير من أعضاء المعارضة الليبية ووسائل الإعلام الغربية تطرقوا بإسهاب لمسؤولية الجزائر بهذا الخصوص، فإن المسؤولين المغاربة امتنعوا عن التطرق لهذا الموضوع أو استغلاله بأي طريقة كانت. وأضاف البيان أن وكالة الأنباء المغربية، التي تحدث عنها أويحيى صراحة، اكتفت بنقل مختلف التصريحات والمواقف والتحليلات المتعلقة بهذه المسألة. فعلى غرار وكالات الأنباء الأخرى والقنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت، اكتفت وكالة الأنباء المغربية بإعادة نقل العناصر الإخبارية أو التصريحات مع الحرص، حسب ما تقتضيه أخلاقيات مهنة الصحافة، على نسبها إلى مصادرها، سواء كانت سياسية أو صحافية أو أكاديمية، أفريقية أو أوروبية أم أميركية.

وأشار البيان إلى أنه يحق للمراقب، بالتالي، أن يتساءل عن دواعي الإشارة إلى وكالة الأنباء المغربية بالذات، بخصوص موضوع تم تناوله بإسهاب على الصعيد الدولي، وذلك من أجل تبرير الإبقاء على الحدود مغلقة مع المغرب، موضحا أن نفس الأمر ينطبق أيضا على إثارة رئيس الوزراء الجزائري لما سماه «تحرك اللوبي الرسمي المغربي بالولايات المتحدة». وأكد البيان أن ما يزيد من دهشة المغرب كون تصريحات أويحيى تأتي في الوقت الذي عرفت فيه العلاقات الثنائية تطورا واعدا خلال الأشهر الأخيرة مع تبادل زيارات وزارية مثمرة في عدة مجالات للتعاون، حددها الطرف الجزائري نفسه.