الشلل يصيب معبر رفح.. وغزة تتهم مصر بالتراجع عن معظم التسهيلات والقاهرة تنفي أي تغير في آلية التشغيل

حمد: 95% من الممنوعين من السفر ليس لديهم مشكلات مع مصر

TT

بعد 4 أيام من بدء العمل بالتسهيلات التي أدخلتها الحكومة المصرية على أساليب العمل فيه، ساد معبر رفح أمس شبه شلل. واتهم الجانب الفلسطيني السلطات المصرية بالتراجع عن معظم تلك التسهيلات، غير أن السلطات المصرية نفت إحداث أي تغيير على آليات تشغيل المعبر.

وقالت مصادر فلسطينية إن الجانب المصري لم يسمح منذ صباح أمس (الأربعاء) إلا بمرور حافلة مسافرين واحدة فقط. وأعلن مدير عام شرطة المعابر الحدودية في قطاع غزة، سلامة بركة، في ختام لقاء جمعه بممثلي جهاز المخابرات العامة المصرية في المعبر، الليلة الماضية، أن الجانب المصري قرر تقليص عدد المسافرين عبر المعبر بحيث يتراوح العدد من 250 إلى 400 مسافر فقط، وهو نفس العدد الذي كان ينتقل عبر المعبر قبل التسهيلات. وأوضح بركة أن ممثلي المخابرات المصرية باتوا يطالبون كما في السابق بإرسال كشوف بأسماء المسافرين قبل يوم من سفرهم، وفرض على أي مريض الخضوع لفحص لجنة مصرية طبية. وأن الجانب المصري لن يسمح للطلاب الذين قبلوا للدراسة في الجامعات المصرية، بل للطلاب الذين التحقوا بهذه الجامعات بالفعل. وشرعت السلطات الأمنية المصرية منذ أول من أمس في إبطاء الإجراءات في المعبر، مما ظهر أثره في العدد القليل الذي تمكن من السفر.

واعترف وكيل وزارة الخارجية في غزة غازي حمد بوجود بعض الإشكاليات والمعوقات «التي تواجهنا من الجانب المصري في معبر رفح البري، خاصة من حيث عدد المسافرين والفئات». وفي تصريحات للصحافيين، قال حمد إن حكومته أجرت اتصالات مع المسؤولين المصريين لحل هذه الإشكاليات بشكل جذري، ووعدوا بحلها كي يبقى المعبر مفتوحا بحرية، معربا في الوقت ذاته عن أمله في أن تسير الأمور بشكل جيد. وأضاف: «من خلال اتصالاتنا مع المصريين قالوا لنا إن العمل في المعبر قائم كما هو، وليس هناك أي تراجع، ولكن على الواقع الميداني يواجهنا بعض الصعوبات التي نأمل في حلها قريبا، خاصة بالنسبة لعدد المسافرين وسهولة الحركة على المعبر». ونفى حمد الأنباء التي تحدثت عن نية مصر إغلاق المعبر، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود توجهات مصرية إيجابية تجاه حدوث تغيرات جديدة ومرضية على المعبر. وأكد حمد أن التسهيلات التي أعلنتها مصر مؤخرا لم تطبق بالشكل المطلوب، ولفت إلى أن تواصل الحكومة مع الجانب المصري بخصوص المعبر يتم مع جهاز المخابرات المصرية بشكل رئيسي والخارجية المصرية. وقال إن الجانب الفلسطيني طلب زيادة عدد المسافرين مع بدء فصل الصيف وازدياد عدد المسجلين لدى وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن مصر ألغت قوائم الكشوفات التي كانت تطلبها من الجانب الفلسطيني بشكل مسبق. وحول قضية الممنوعين أمنيا من السفر، قال حمد: «تلقينا وعودا إيجابية بخصوص المرجعين، حيث وعدت مصر بحل كل الإشكاليات الخاصة بالسفر». وأشار حمد إلى أن 95 في المائة من المسافرين الممنوعين ليس لهم مشكلات أمنية مع مصر، ولا ينتمون لأي تنظيم سياسي فلسطيني، ومنهم سيدات في السبعين من العمر، وأن قوائم المنع تعد من أكثر القضايا التي ترهق المواطنين في غزة. وأضاف «نأمل أن يعمل المعبر في المستقبل بطاقة وإمكانيات أكبر من ذلك، بعد أن نجحنا في تطوير المعبر من حيث مستوى البنية التحتية أو القوى البشرية، وعلى صعيد الجانب الإنشائي فإن المعبر منظم ومؤسس بطريقة جيدة ومجهز بتجهيزات كبيرة». وأكد أن معبر رفح أصبح فلسطينيا - مصريا خالصً دون أي تدخل إسرائيلي «فنحن لن نسمح بعودة إسرائيل لوضع يدها على المعبر والتحكم فيه».

وفي رفح، نفى مسؤول أمني كبير، أمس، أن تكون مصر قد أجرت أي تغيرات على الآلية الجديدة في المعبر، مشددا على أنه لم يتم تحديد أعداد الفلسطينيين العابرين يوميا، وأنه سيسمح بمرور أي أعداد في مواعيد فتح المعبر. وقال المسؤول إنه «لم يطرأ أي تغير على شروط العبور». وأضاف أن لجنة التنسيق الفلسطيني التي توجد في المعبر من الجانب المصري هي التي طلبت عقد اجتماع مع مسؤولين مصريين، كما أنها طالبت بتحديد أعداد العابرين يوميا، إلا أن الجانب المصري أبلغهم بأن الوضع سيظل كما هو حتى يتفق على الأعداد المسموح لها بالدخول يوميا. وقال إن الفلسطينيين الذين يتم منعهم من السفر في الوقت الحالي هم المدرجون على قوائم المنع، وإن الجانب المصري وعد بإعادة النظر في هذه القوائم خلال 3 أشهر، مشيرا إلى إعادة نحو 120 فلسطينيا فقط، خلال الفترة الماضية، جميعهم من الممنوعين، معترفا بأن هناك أسماء مدرجة على القوائم من دون ذنب، وطالب ببعض الوقت لإعادة النظر فيها.

ونفى المسؤول أن يكون أي مريض فلسطيني قد منع من الدخول منذ بدء تشغيل المعبر بالآلية الجديدة. وأضاف أن لجنة الكشف على المرضى تفحص أوراق المرضى، لافتا إلى أنه لا توجد أي بوادر أزمة مع الفلسطينيين نهائيا.

كما نفى أن تكون مصر قد طلبت أي كشوف مسبقة بأسماء الفلسطينيين العابرين، موضحا أن إجمالي العابرين منذ يوم السبت الماضي بلغ 2912، منهم 1775 فلسطينيا وصلوا إلى الأراضي المصرية، و1137 فلسطينيا غادروا إلى غزة.